بعد فوزه بجائزة «غونكور» عن روايته «ملك الرياح»، قال الروائي الفرنسي ميشال تورنييه: «الجائزة غيرت حياتي. وهي تعني الأمان، وقد اشتريت بعائدات روايتي شقة في الجنوب وصرت ملكًا عند ناشري». كان ذلك قبل 45 عامًا. وقد أغمض تورنييه عينيه، للمرة الأخيرة، مساء أول من أمس في بيته عن 91 عامًا، محاطًا بـالمقربين منه. ونعى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شيخ الكتاب الفرنسيين، قائلاً «إنه كان أديبًا أوروبيًا اجتازت مؤلفاته القرن العشرين وتركت علامة على تاريخ الأدب».
تورنييه، الروائي الذي اقتحم الوسط الأدبي بعد الأربعين من العمر، والوحيد في تاريخ جائزة «غونكور» الذي نالها بإجماع أصوات المحكمين، رحل وفي نفسه شيء من «نوبل». فقد تردد اسمه طويلاً بين المرشحين لها لكنه لم يحصل عليها. وكانت روايته «جمعة على تخوم الباسيفيك» الصادرة عام 1967 قد حققت له شهرة عالمية، لا سيما نسختها الموجهة لليافعين التي بيعت منها ملايين النسخ ونقلها المخرج فولكر شلوندروف إلى السينما. وتتناول الرواية شخصية غول من بروسيا الشرقية يقتات على اللحم البشري ويغوي الشبيبة ويزج بهم في أتون الحرب. وكان من الواضح أن الكاتب يرمز للزعيم النازي هتلر.
نشر تورنييه، إلى جانب رواياته المخصصة للكبار، عددًا من الكتب المخصصة للناشئة. كما أصدر أعمالاً حول التصوير الفوتوغرافي، وكان أحد مؤسسي ملتقى «آرل» العالمي السنوي للصورة الذي يقام في جنوب فرنسا. وقد صرح، فيما بعد، عن قلقه مما يمكن أن تلعبه الصور من أدوار سلبية. كما عرف عنه تأثره بالأدب الألماني، فقد كان والداه مدرسين للغة الألمانية، كما أنه درس الفلسفة، غداة الحرب العالمية الثانية، في جامعة «توبنغن» الألمانية وظل قريبًا من تلك الدولة التي قال إنه يعتبرها جزءًا منه. لكنه رأى أن توحيد الألمانيتين تم بطريقة «فظة جدًا».
ولد تورنييه في باريس وعاش معتمرًا طاقيته الصوفية في قرية شوازيل، غير بعيد عن العاصمة، وطلب أن يوارى الثرى فيها. وهو لم يتزوج، بل كان له من يشبه الابن بالتبني. وقد نقم عليه البعض بسبب آرائه الكاثوليكية المتشددة وموقفه المعارض للإجهاض.
رحيل ميشال تورنييه شيخ أدباء فرنسا
نال جوائز وتكريمات كثيرة لكنه رحل وفي نفسه شيء من «نوبل»
رحيل ميشال تورنييه شيخ أدباء فرنسا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة