كيف تحمي نفسك من السرقة أثناء السفر؟

خطوات بسيطة تسهل عليك كثيرًا

كيف تحمي نفسك من السرقة أثناء السفر؟
TT

كيف تحمي نفسك من السرقة أثناء السفر؟

كيف تحمي نفسك من السرقة أثناء السفر؟

يمكن أن تسير الأمور على غير ما يرام خلال سفرك للخارج وأحيانا قد تصبح بشعة حقا. وعلى سبيل المثال أن تتعرض للسرقة. وفي بعض دول السفر الشهيرة يكون معدل الجريمة مرتفعا، وبالتالي ينصح بأخذ الاحتياطات مسبقا، وقد تكون برشلونة على رأس المدن التي يحذر فيها السائح من السرقة والنشل في الطرقات وفي وضح النهار.
ومن أهم النصائح التي يمكن أن نقدمها للسائح هي وضع المتعلقات المهمة في الخزنة الموجودة داخل الغرفة في الفندق مباشرة عند الوصول. فأخطر جزء في الرحلة هو عندما يكون السائح في طريقه من المطار إلى الفندق عندما يحمل كل شيء معه، لذا من الضروري استقلال سيارة أجرة أو أي وسيلة نقل منظمة وعدم الاعتماد على سيارة أجرة غير مرخصة أو رسمية.
ومن الأفضل أيضًا حمل محفظة إضافية، فبحسب هينيش المدون الألماني للسياحة الشهير، يجب حمل محفظة إضافية مخفية تحت الملابس وتحتوي على الوثائق والبطاقات المهمة، في حين من الممكن وضع كمية محدودة من النقود في المحفظة الثانية التي يمكن إخراجها من الجيب خلال الدفع، ففي حال تمت سرقتها فلا أسف عليها.
من المهم أيضًا أن لا تظهر أي شيء له قيمة، فيجب أن يظل هاتفك الذكي في جيبك في حال كنت في شوارع مدينة كبيرة، كما يجب ألا تكون الكاميرا معلقة حول رقبتك على مرأى من الجميع.
ويشير هنيش إلى أنه عادة ما يكون هناك في كثير من المقاصد السياحية المركزية في أميركا الجنوبية كثير من رجال الشرطة الذين يمكن أن يعطيهم المرء الكاميرا بأمان لالتقاط بعض الصور له.
لا تلعب دور البطل. وهنا يقول هينيش إنه إذا تعرضت فعليا للسرقة فلا تحاول أن تصبح بطل أفلام حركة في هذه اللحظة. ويضيف: «في هذه الحالة أعتقد أنه سيكون من الأفضل إعطاؤهم أي شيء بدلا من أن ينتهي بك الحال في المستشفى». ويقول: «كل شيء يمكن أن يعوض من البطاقة الائتمانية وجواز السفر إلى الكاميرا. ولا يوجد أي مغزى من أن تضع نفسك في موقف خطر».
- قم بإيقاف البطاقات الائتمانية. تأكد من أنك تعرف رقم الاتصال الطارئ للمصرف الذي تتعامل معه أو شركة البطاقة الائتمانية للاتصال لإيقاف بطاقاتك.
- من بين الاحتياطات الأخرى من أجل أسوأ سيناريو: ينصح دائما بحمل تغطية إضافية للتأمين الصحي خلال السفر في حال أصبحت ضحية للسرقة أو لا. وينصح أيضًا بحمل تأشيرة تأمين إضافية إذا كان معك معدات كاميرا باهظة الثمن حقا.
وفي ما يتعلق بمشكلات جواز السفر، فإن سفارة بلدك وقنصلياتها توجد للمساعدة، ولكن ينصح قبل السفر بدراسة المشورات الأمنية الخاصة بالأماكن التي تنوي اكتشافها.
ومن المهم أيضًا أن تقوم بتصوير وثائق السفر المهمة مثل جواز السفر والاحتفاظ بالصورة الإلكترونية على هاتفك الجوال أو على حاسوبك الإلكتروني، ففي حال تمت سرقة جوازك ستسهل الصورة كثيرا من المتاعب عندما تتوجه إلى سفارة أو قنصلية بلادك لاستخراج وثيقة مؤقتة أخرى لكي تتمكن من السفر والعودة إلى بلدك.
والأمر أيضًا ينطبق على بطاقات الائتمان، احتفظ بصور لأرقامها الطويلة واحمل معك دائما أرقام هواتف البنوك التي تتعامل معها، ففي حال فقدانك لبطاقات الائتمان بلغ على الفور واتصل بالبنك لإيقافها وإيجاد حل مؤقت أثناء رحلتك.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».