ارتكبت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد لله صالح، أمس، مجزرة جديدة في مدينة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، جراء إطلاق صواريخ وقذائف بشكل عشوائي على المدنين بحي وادي الدحي والمسبح، ما أدى إلى سقوط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح وبينهم أطفال.
وقال مصدر طبي لـ«الشرق الأوسط» إن «مستشفيات مدينة تعز امتلأت بالجرحى عقب المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح من خلال قصفها لحي المسبح ووادي الدحي، والذي أدى إلى (استشهاد) ومقتل ما لا يقل عن 30 شخصا». ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه ملامح تحرير محافظة تعز من الميليشيات الانقلابية وفك الحصار عنها تظهر في الأفق، خصوصا بعدما نجح التحالف بكسر الحصار عن تعز من خلال القيام بإنزال جوي بالمواد الطبية والأدوية.
وبدوره، أكد المحلل السياسي، ياسين التميمي، لـ«الشرق الأوسط» أن «تعز على مشارف معركة الخلاص من سطوة الميلشيات وحصارها وقصفها العشوائي، وهناك على ما يبدو أسباب موضوعية تحول دون بدء معركة تحرير هذه المحافظة المهمة والاستراتيجية، وهو أن التحالف يريد الاطمئنان على مرحلة ما بعد التحرير وتجنب تكرار ما حدث في عدن».
وأضاف أن «الخطوات الإجرائية المتخذة باتجاه التحرير تمضي بثبات وبنجاح كبير، فالترتيبات تجري من قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج الجنوبية، لتجهيز ثلاثة أولوية عسكرية كما هو معلن، والتي ستشارك في عملية التحرير وفي فرض الأمن والقانون بعد عملية التحرير، وقد أجرى الرئيس الترتيبات الهيكلية وجرت تعيينات في صفوف الجيش الوطني المرابط في تعز تضمنت إشارات واضحة بخصوص جدية الحكومة والتحالف للمضي قدمًا في هذا الملف».
وأشار التميمي إلى أن «تعز تمثل إدانة أخلاقية كبيرة للميلشيا ولقوات المخلوع صالح التي تدعي أن تقاوم عدوانًا خارجيًا، بينما هي تقوم بالعدوان الأسوأ من نوعه على سكان مدينة تعز وتحاصرهم وتقتل الحياة في المدينة، وإلى أن تعز تفضح الأمم المتحدة أيضًا التي تريد النيل من مهمة التحالف العربي عبر إظهار التداعيات الإنسانية للدور العسكري للتحالف في حين لم تقم المنظمات الدولية بدورها كما يجب في تعز، بل وغطت على ما يجري وتمالأت مع المعتدين، وواصلت ادعاءاتها بخصوص أخطاء التحالف».
وأكد أن «المضي في خطة تحرير تعز ينبغي أن تمضي بوتيرة عالية لأن من شأن ذلك أن يعيد الثقة لدى سكان المحافظة، ويضمن الاستقرار في أكثر محافظات البلاد سكانًا بكل ما يعنيه ذلك من تحجيم لدور الانقلابيين ولطموحهم». وبينما تواصل ميليشيات الحوثي وصالح قصفها العنيف وبشكل هستيري على الأحياء السكنية، شهدت جبهات القتال مواجهات عنيفة، وحققت تقدما في بعض المواجهات من خلال السيطرة على مواقع جديدة واستعادة عدد من المواقع كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية. ولاقت الميليشيات الانقلابية فشلها الذريع في محاولاته المستميتة من التسلل إلى مواقع المقاومة والجيش الوطني واستعادة مواقع تم السيطرة عليها من قبل المقاومة والجيش، حيث شهدت أحياء الحصب ووادي عسى والدحي وتبة الأرانب والبعرارة وثعبات والشقب والتبة الحمراء وميلات في جبهة الضباب، اشتباكات عنيفة، تكبدت فيها الميليشيات الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد».
وقال مصدر في المجلس العسكري في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «أبطال المقاومة والجيش الوطني تمكنوا من السيطرة على أغلبية المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية بما فيها مناطق في قرية الجزارين الواقعة أعلى سوق نجد قسيم، جنوب المدينة، وإن قناصي الأبطال تمكنوا من قتل 3 من عناصر الانقلابيين أسفل تبة الخوعة بوادي الدحي، غرب المدينة».
وأضاف أن «جبهة المسراخ، جنوب تعز، سادها نوع من الهدوء الحذر بعد معارك عنيفة دارت على محيط سوق المسراخ الذي يسيطر الميليشيات في منطقة المطالي، وبمساندة أحد الموالين للمخلوع صالح، بينما جرت اشتباكات عنيفة في الجانب الشرقي للمدينة، خصوصا في أحياء كلابة والدعوة، ومنيت الميليشيات بالخسائر».
وعلى الجانب الميداني، قتل العشرات من عناصر الميلشيات الانقلابية جراء غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات في أماكن متفرقة من محافظة تعز. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن غارات التحالف تركزت على مواقع الميليشيات في وادي عرش، وتم تدمير دبابة، وفي منطقة القبع في الضباب، استهدفت تجمعا للميليشيات، وفي الدمينة في منطقة البرح، وتم تدمير مخزن للسلاح وطقم عسكري للميليشيات، وفي منطقة الخمسين جبل الحبيلة وتجمعات أخرى في تبة السلال، شرق المدينة.
على صعيد آخر استقبلت عددا من مستشفيات مدينة تعز، ثالثة كبرى المدن اليمنية وسط اليمن، المساعدات الدوائية والطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة التي وصلت إلى مدينة تعز عبر الإنزال الجوي من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية.
وقال ائتلاف الإغاثة الإنسانية واللجنة الطبية العليا، المشرفة على تسلم وتوزيع المساعدات المقدمة، إن «أهم المساعدات الطبية التي وصلت إلى المدينة من المركز سلمان للإغاثة تمثلت بالأدوية الخاصة بالجراحة والعناية المركزة، ومادة الألبومين الخاصة بمرضى الكبد، والمستخدمة في غرف العناية المشددة، بالإضافة إلى المحاليل وعلاجات الحروق والمضادات الحيوية، ومستلزمات طبية مختلفة».
مجازر جديدة للميليشيات.. وغارات التحالف تستهدف عناصرهم المسلحة في وادي عرش
مستشفيات تعز تستقبل مساعدات طبية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة
مجازر جديدة للميليشيات.. وغارات التحالف تستهدف عناصرهم المسلحة في وادي عرش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة