دراسة إسرائيلية: الفلسطينيون يحرصون على تنفيذ عملياتهم ضد الجنود والمستوطنين.. ويتجنبون المدنيين

قالت إن العمليات ستستمر لفترة طويلة رغم هدم البيوت والإجراءات الأخرى المشددة

دراسة إسرائيلية: الفلسطينيون يحرصون على تنفيذ عملياتهم ضد الجنود والمستوطنين.. ويتجنبون المدنيين
TT

دراسة إسرائيلية: الفلسطينيون يحرصون على تنفيذ عملياتهم ضد الجنود والمستوطنين.. ويتجنبون المدنيين

دراسة إسرائيلية: الفلسطينيون يحرصون على تنفيذ عملياتهم ضد الجنود والمستوطنين.. ويتجنبون المدنيين

أجرى قسم البحوث في قيادة الجيش الإسرائيلي دراسة ميدانية مع الشبان والصبايا الفلسطينيات الذين اعتقلوا في الشهور الثلاثة الأخيرة بسبب محاولتهم تنفيذ عمليات طعن ودهس ضد الإسرائيليين، اتضح منها أن غالبيتهم الساحقة وجهوا عملياتهم ضد رموز الاحتلال، أي الجنود والمستوطنين، وليس ضد المدنيين اليهود.
وقد أُجريت هذه الدراسة في البداية بواسطة القادة الميدانيين للجيش الإسرائيلي، الذين يحتكّون بالفلسطينيين بشكل يومي، فحضروا إلى غرف التحقيق في معتقلات المخابرات واجتمعوا مع المعتقلين الفلسطينيين ووجهوا لهم الأسئلة، ولكن مع تراكم المعلومات انضم إلى البحث قادة جهاز الاستخبارات العسكرية. وخرج هؤلاء بنتائج عدة، اعتبروها «جديدة وفي غاية الأهمية». ومن أبرزها أن «غالبية منفذ العمليات من دون انتماء سياسي أو حزبي ومن دون تاريخ نضالي. وهم ليسوا معروفين للمخابرات. ونجحوا في إحداث مفاجأة كبرى لديها».
وقالت الدراسة إنه على عكس الانطباع السائد، فإن قلة قليلة من الشباب كتبوا في الشبكات الاجتماعية عن نيتهم تنفيذ عمليات قبل أن يقدموا على عملهم. والقسم الأكبر نفذوا عملياتهم بصمت، وهذا يعني أنه سيكون صعبًا على الجيش الإسرائيلي أن يكتشف العمليات قبل وقوعها.
وأشارت الدراسة إلى أن منفذي عمليات الدهس قرروا اختيار هذه الوسيلة لأنهم شعروا بأن عمليات الطعن لا تحقق هدفها وتتسبب في المساس بالفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين. ولذلك بحثوا عن وسيلة ناجعة أكثر. وهم لم يهابوا الموت، بل أرادوا عمليات تؤذي الاحتلال».
وأوضحت دراسة الجيش الإسرائيلي أن غالبية منفذي العمليات ويقدرون بـ60 في المائة، جاءوا من القدس ومن سبع مناطق محددة، أبرزها منطقتا بيت لحم والخليل. وأن ثلث الشباب الذين لقوا حتفهم هم من سكان الخليل وقراها.
وأفادت الدراسة بوجود استراتيجية لدى منفذي العمليات بأن لا يمسوا بالمدنيين اليهود، خصوصًا النساء والأطفال، والتركيز بالأساس على رموز الاحتلال، أي الجنود وحرس الحدود والمستوطنين.
وقالت الدراسة أيضًا إنه بعد قيام السياسيين الإسرائيليين والمستوطنين بزيارات استفزازية لباحات المسجد الأقصى، شعر الفلسطينيون أن هناك خطرًا حقيقيًا يتهدد الحرم. لكن في الشهر التالي، وبعد أن منعت الحكومة زيارات السياسيين، أصبح الدافع هو إطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة تؤدي إلى كسر الجمود السياسي. وأما في الشهر الثالث، فأصبح منفذو العمليات أبطالاً يتم تقليدهم والاحتذاء بهم. وتبرز في الأسابيع الأخيرة ظاهرة الانتقام. فعندما يقتل فلسطيني ما يقوم شقيقه أو شقيقته أو قريب له من العائلة بالثأر لمقتله. ويسود الاعتقاد لدى هؤلاء بأن أقرباءهم أعدموا ميدانيًا ولم يصدقوا ادعاء الجيش بأنه قتلهم، لأنهم حاولوا طعن إسرائيليين.
وأشارت الدراسة إلى أن شباب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لم يبرزوا في هذه الانتفاضة، وفي تحقيق ميداني جرى مع مجموعات منهم بدا لديهم تحفظ واعٍ من عمليات الطعن والدهس باعتبار أن الفلسطينيين يدفعون فيها ثمنًا باهظًا من دون أن يتم إيذاء الإسرائيليين. وقد عبّر الكثيرون منهم عن الإحباط من نتائج العمليات حتى الآن، حيث يبلغ عدد المصابين الإسرائيليين عشر عدد المصابين الفلسطينيين.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن العمليات ستستمر لوقت طويل. وقالت إنه على الرغم من الإجراءات المشددة التي اتخذها الجيش ضد العمليات ومنفذيها، مثل هدم بيوتهم ومحاصرة بلداتهم، فإن الفلسطينيين لا يوقفون هذه العمليات. ويواصلون تنفيذها، كل مرة بشكل آخر، وفي كثير من الأحيان في المناطق نفسها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».