حرمان ريـال مدريد وأتليتكو مدريد من التعاقدات لفترتي انتقال

لخرقهما القواعد المنظمة لانتقال اللاعبين القُصّر

فلورنتينو بيريز رئيس الريـال (يمين) وإنريكي سيريزو رئيس أتليتكو (إ.ب.أ)
فلورنتينو بيريز رئيس الريـال (يمين) وإنريكي سيريزو رئيس أتليتكو (إ.ب.أ)
TT

حرمان ريـال مدريد وأتليتكو مدريد من التعاقدات لفترتي انتقال

فلورنتينو بيريز رئيس الريـال (يمين) وإنريكي سيريزو رئيس أتليتكو (إ.ب.أ)
فلورنتينو بيريز رئيس الريـال (يمين) وإنريكي سيريزو رئيس أتليتكو (إ.ب.أ)

لن يتمكن ريـال مدريد الإسباني وجاره أتليتكو مدريد من إجراء أي تعاقد لمدة سنة بسبب مخالفتهما قواعد انتقالات اللاعبين القاصرين، بحسب ما ذكر الاتحاد الدولي للعبة أمس. وجاء في بيان «فيفا»: «وافقت اللجنة التأديبية في فيفا على معاقبة ناديي ريـال مدريد وأتليتكو مدريد الإسبانيين بسبب انتهاكات متعلقة بالانتقالات الدولية وتسجيل اللاعبين تحت 18 سنة».
وأضاف: «لقد انتهك الناديان عدة أحكام بشأن الانتقالات الدولية والتسجيل الأول للاعبين القاصرين، بالإضافة إلى عدة أحكام أخرى ذات صلة، في ما يتعلق بتسجيل ومشاركة بعض اللاعبين في المسابقات». وتابع: «سيواجه الناديان عقوبة بمنعهما من تسجيل أي لاعب على الصعيدين الوطني والدولي في فترتي التسجيل المقبلتين، لمخالفتهما المواد 5، 9، 19 و19 مكررة بالإضافة إلى الملحقين 2 و3 من النظام الأساسي لوضع وانتقالات اللاعبين». ويبدأ الإيقاف في يوليو (تموز) المقبل حتى يناير (كانون الثاني) 2017. وغرم الاتحاد الدولي أتليتكو بمبلغ 900 ألف فرنك سويسري (820 ألف يورو) وريـال 360 ألف فرنك (330 ألف يورو)، كما أنبهما وأعطاهما فترة 90 يوما لتسوية جميع اللاعبين القاصرين المعنيين. ورأى بيان «فيفا» أن حظر التعاقدات لن يؤثر على فترة التسجيلات الحالية، نظرا لانطلاقها قبل إخطار هذا القرار الذي لا ينطبق على كرة السيدات، كرة الصالات والكرة الشاطئية، كما لا يشمل تسريح اللاعبين. وأشار الاتحاد الدولي إلى أن اللاعبين المعنيين شاركوا في مسابقات مع الناديين على فترات مختلفة بين عامي 2007 و2013 (أتليتكو) و2005 و2014 (ريـال).
وهكذا يتجرع ريـال وأتليتكو من نفس كأس غريمهما برشلونة الذي حرم من إجراء أي تعاقدات لفترتين في 2015. ورأى «فيفا» آنذاك أن النادي الكتالوني خالف الأنظمة في بعض الحالات المتعلقة بلاعبين تحت السن القانونية سجلوا في قيوده رسميا وخاضوا مسابقات رسمية في صفوفه بين عامي 2009 و2013. وتعاقد برشلونة مع لاعب الوسط التركي أردا توران من أتليتكو والظهير أليكس فيدال من إشبيلية، لكنهما اضطرا إلى الانتظار حتى الشهر الحالي كي يخوضا أولى مبارياتهما تحت ألوانه.
ويستند «فيفا» في قراره إلى البند الرئيسي المتعلق بحماية القاصرين في سياق الانتقالات الدولية، أي المادة 19 من «الأنظمة حول انتقال اللاعبين». وبحسب هذه المادة، فإن الانتقالات الدولية للاعبين مسموح بها فقط في حال كان عمر اللاعب يزيد على 18 عاما. لكن المادة نفسها تشير إلى سماح الانتقالات الدولية للقاصرين تحت ثلاثة ظروف محددة، ويتم إقرار الاستثناءات فقط بعد تقييم «لجنة أوضاع اللاعبين» الفرعية.
وترى اللجنة التأديبية أن حماية القاصرين في إطار الانتقالات الدولية يعتبر مسألة اجتماعية وقانونية هامة ذات صلة بكل أصحاب الشأن في كرة القدم، معتبرة أنه بينما يمكن للانتقالات الدولية، في حالات محددة، أن تعود بالنفع على المسيرة الرياضية للاعبين الشبان، فإنه يرجح ألا تصب في صالح اللاعبين القاصرين.
وبناء على هذا التحليل، خلصت اللجنة إلى أن «الاهتمام بحماية التطور الملائم والصحي للقاصر بشكل عام يجب أن يكون له الأولوية مقابل المصالح الرياضية الصرفة». وتؤكد اللجنة التأديبية أن «فيفا» يأخذ مسألة حماية القاصرين في كرة القدم بشكل جدي. وتعتبر حماية القاصرين من المبادئ الأساسية المشمولة في الاتفاق الذي تم التوصل له بينه وبين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والمفوضية الأوروبية عام 2001، وتعتبر أن لاعبي كرة القدم الشبان معرضون للاستغلال والإساءة في الدول الأجنبية دون وجود قيود مناسبة. وهذا الأمر بالتحديد يجعل حماية القاصرين في كرة القدم من قبل الهيئات الرياضية الناظمة، وخصوصا «فيفا»، أمرا هاما للغاية.
يذكر أن نظام مطابقة الانتقالات المدار عبر الإنترنت أصبح إلزاميا لكل الانتقالات الدولية للاعبين الذكور المحترفين في لعبة كرة القدم المكونة من 11 لاعبا (أي ليست الخماسية أو الكرة الشاطئية) منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2010. وبدءًا من مطلع 2009، أصبح استخدام النظام إلزاميا في كل التطبيقات الخاصة بأول تسجيل للاعب قاصر أو انتقال دولي يشمل لاعبا قاصرا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».