رئيس الحكومة المغربية: أتحمل مسؤولية تعنيف الأساتذة المحتجين

قال إن حزبه مستعد لدفع الثمن في الانتخابات المقبلة بدل المخاطرة باستقرار البلاد

رئيس الحكومة المغربية: أتحمل مسؤولية تعنيف الأساتذة المحتجين
TT

رئيس الحكومة المغربية: أتحمل مسؤولية تعنيف الأساتذة المحتجين

رئيس الحكومة المغربية: أتحمل مسؤولية تعنيف الأساتذة المحتجين

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إن حزبه مستعد لدفع ثمن الإصلاحات والإجراءات التي أقرتها حكومته في الانتخابات التشريعية المقبلة، غير أنه غير مستعد للمخاطرة باستقرار وأمن البلاد.
جاء ذلك خلال جلسة المساءلة الشهرية، التي عقدت مساء أول من أمس بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، والتي تزامنت مع مظاهرة نظمتها النقابات أمام مقر البرلمان في الرباط، احتجاجا على إصلاح أنظمة التقاعد المهددة بالإفلاس، إضافة إلى استمرار تداعيات تعنيف الأساتذة المتدربين من قبل قوات الأمن خلال تظاهرهم الخميس الماضي.
وأوضح ابن كيران أن عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، فتح تحقيقا بشأن ما تعرض له الأساتذة المتدربون، وأقسم موجها خطابه إلى محمد حصاد، وزير الداخلية، أنه لم يكن على علم بما حدث، بيد أنه أقر بأنه مسؤول عما تعرض له الأساتذة المحتجون بصفته رئيس الحكومة.
وكان حصاد قد أكد أول من أمس بمجلس النواب خلال جلسة الأسئلة الأسبوعية أن تفريق مظاهرات الأساتذة المحتجين جرى بتنسيق مع رئيس الحكومة، وقد خلف هذا الحادث انتقادات واسعة انصبت جلها على تحميل ابن كيران وحزبه ما جرى.
وفي المقابل، دافع ابن كيران عن مشروعية تفريق المظاهرات غير المرخص بها، طبقا لما ينص عليه القانون، وخاطب المستشارين قائلا: «هل تريدون أن نسمح لكل واحد بأن يتظاهر ويحتل الشارع.. إذا وافقتم على ذلك، فليكن أنتم من تشرعون».
وعبر رئيس الحكومة عن تعاطفه مع الأساتذة المعنفين، بيد أنه حذرهم من أن الذين يحرضونهم ويسهلون عليهم الاحتجاج اليوم، سيتجاهلونهم فيما بعد، موضحا أنهم كانوا على علم مسبق بفصل التكوين عن التوظيف، وأشار في هذا الصدد إلى أنه عندما تولى رئاسة الحكومة حذره بعض الوزراء من فتح باب التكوين، لأن المستفيدين منه سيطالبون الدولة بالتوظيف، لكنه أصر على تنفيذ المشروع «لأن الشباب الذين استفادوا من التكوين، إذا لم يجدوا فرص التوظيف مع الدولة، فإنهم سيجدونها مع القطاع الخاص»، معلنا أنه سيخصص السنة المقبلة 15 أو 20 ألف مقعد للتكوين، رغم أن الدولة لن توظف سوى سبعة آلاف منهم عن طريق اجتياز الاختبارات.
وفي سياق منفصل، انتقد ابن كيران بشدة موقف النقابات من إصلاح أنظمة التقاعد الذي أقرته الحكومة، كما وصف مطالبها بشأن الزيادة في رواتب الموظفين بأنها غير معقولة. وكانت أربعة اتحادات عمالية قد تظاهرت مساء أول من أمس أمام البرلمان، احتجاجا على رفع سن الإحالة إلى المعاش، وتزامنت مظاهراتهم مع انعقاد جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس المستشارين، التي تناولت موضوع توقف الحوار مع النقابات.
وخاطب ابن كيران ممثلي النقابات في المجلس قائلا: «لو كنتم خرجتم لإسقاط ابن كيران لأنه لم يصلح أنظمة التقاعد لخرجت معكم، لأن هذه هي الروح الوطنية، وليس التشبث بموقف ليس فيه أي مصلحة»، موضحا أنه كان مجبرا على الشروع في هذا الإصلاح لأنه لم يكن أمامه أي خيار آخر، و«كان الموظفون سيفقدون تقاعدهم إن لم يتم إصلاح هذه الصناديق».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».