التحديات الأمنية ما زالت من أولويات سلطات عدن السياسية

تعهدات بتنفيذ خطة لتثبيت الأمن في المدينة

التحديات الأمنية ما زالت من أولويات سلطات عدن السياسية
TT

التحديات الأمنية ما زالت من أولويات سلطات عدن السياسية

التحديات الأمنية ما زالت من أولويات سلطات عدن السياسية

تشهد عدن في جنوب البلاد سلسلة من الحوادث الأمنية، بينها عمليات اغتيال لمسؤولين أمنيين وسياسيين، منذ استعادت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة الكاملة عليها في يوليو (تموز) بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي ينفذ عمليات ضد المتمردين الحوثيين.
واغتال مسلحان مجهولان عنصرين من شرطة المرور في مدينة عدن بجنوب اليمن أمس (الأربعاء)، وذلك غداة عملية مماثلة استهدفت ضابطا في الشرطة. وقال مصدر أمني إن «مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على شرطيين يعملان في إدارة المرور، كانا يقفان عند دوار الشيخ عثمان شمال شرقي عدن». ويأتي ذلك غداة اغتيال مسلحين ضابطا في الشرطة برتبة مقدم يعمل في مطار عدن، بعد خروجه من منزله الواقع وسط ثاني كبرى مدن اليمن.
وشهدت العاصمة المؤقتة نشاطا ملحوظا في ناحية تعزيز سطوة الأمن، وذلك عقب تعيين القائدين في المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي، وشلال شائع، على رأس السلطة الإدارية والأمنية في محافظة عدن. وكان الزبيدي وشائع، إضافة إلى محافظ لحج ناصر الخبجي، نجوا مطلع يناير (كانون الثاني) من تفجير سيارة مفخخة استهدف موكبهم في عدن.
وتعهد محافظ عدن عيدروس الزبيدي، ومدير أمن عدن العميد شلال شائع، خلال مؤتمر صحافي أول من أمس (الثلاثاء)، بتنفيذ خطة لتثبيت الأمن في المدينة.
ومع ما شهدته المدينة من سيطرة لقوات الشرطة والجيش، إلا أن هناك اختلالات أمنية ما زالت تشاهد بين يوم وآخر، إذ كثفت الجماعات الخارجة على النظام من عملياتها التي استهدفت ضابطين أمنيين في المدينة خلال اليومين الماضيين. كما اغتال مسلحون مجهولون أمس (الأربعاء)، في العاصمة اليمنية صنعاء، المحامي فيصل الأسدي وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية اغتالوا محاميًا ويُدعى فيصل الأسدي وسط العاصمة اليمنية صنعاء، وإن «المسلحين لاذوا بالفرار بعد تنفيذهم عملية الاغتيال».
وكشفت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن تراجع وزير الإعلام اليمني الدكتور عبد المجيد قباطي عن قرار نقل إصدار صحيفة «14 أكتوبر» الحكومية وعدد من وسائل إعلام حكومية بما فيها «إذاعة وتلفزيون عدن» من العاصمة السعودية الرياض والبدء بمعاودة الإصدار من العاصمة المؤقتة عدن.
وذكرت المصادر أن وزارة الإعلام اليمنية قررت مؤخرًا التراجع عن فكرتها السابقة والتي كانت قد أقرت استعادة العمل في وسائل إعلام عدنية تابعة للحكومة الشرعية والعودة إلى فكرة إعادة عمل كل المؤسسات والمرافق الإعلامية من مدينة عدن بدلاً من الرياض وذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ومن جهة ثانية، أحيا الآلاف من أبناء الجنوب أمس (الأربعاء) في ساحة العروض بحي بخور مكسر وسط العاصمة عدن الذكرى العاشرة للتصالح والتسامح الجنوبي بفعالية جنوبية حاشدة نظمتها قوى الحراك الجنوبي المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب، والتي دأب الحراك على تنظيمها سنويًا في 13 يناير (كانون الثاني) من كل عام منذ عقد على انطلاق التصالح والتسامح الجنوبي من جمعية ردفان في عام 2006.
وبدأت الجماهير بالتوافد إلى ساحة العروض منذ الصباح مرددين الشعارات الثورية الجنوبية وحاملين أعلام دولة الجنوب وعلمي السعودية والإمارات، مؤكدين أن نضالهم سوف يستمر جنبا إلى جنب مع المقاومة الجنوبية حتى استعادة كامل مناطق الجنوب وبناء الدولة الجنوبية الحديثة مؤكدين تضامنهم المطلق مع المملكة العربية السعودية ضد ما وصفوها بالبلطجة الإيرانية.
وكانت قوات أمنية تتولى حماية فعالية للحراك الجنوبي للمرة الأولى منذ انطلاقة الحركة الوطنية الجنوبية في يوليو (تموز) 2007، حيث انتشر رجال الأمن وشرطة السير في محيط ساحة الفعالية بخور مكسر وسط ارتياح شعبي كبير.
وحذرت تقارير حقوقية رفعها عدد من النشطاء من انتشار حمى الضنك في مديرية المكلا بمحافظة حضرموت بعد انتهاء إعصار تشابالا، متهمة وزارة الصحة والسلطة المحلية بالتقصير في التعامل مع المرض، معتبرة أن المستنقعات ومخلفات مياه الأمطار وطفح المجاري لأكثر من شهر في شوارع وأحياء المدينة، هي السبب انتشار حمى الضنك.
الناشط السياسي المعروف، أحمد حرمل، قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبرز التحديات التي تواجه المحافظات الجنوبية المحررة هو إدارة هذه المناطق إداريا وأمنيًا وتنمويًا واجتماعيًا وإعادة إعمارها، واستعادة هيبة الدولة، والحد من انتشار ظاهرة حمل السلاح، وجعل هذه المناطق تنعم بالأمن والاستقرار ورد الاعتبار إلى مدنيتها وجعلها مناطق خالية من الفساد والإرهاب ومعالجة قضايا الجرحى وأسر الشهداء، وتأهيل شباب المقاومة وسرعة استيعابهم في المؤسسة العسكرية والأمنية». وأضاف السياسي حرمل أنه ومنذ أن تحمل العميد شلال علي شائع مسؤولية قيادة شرطة عدن، وبفضل الجهود المشتركة مع محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي تحققت نجاحات ملموسة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».