غارات التحالف تدك مواقع الميليشيات في تعز وإب

الكويت تعد بتوفير محطة أوكسجين لمستشفيات المدينة بصورة عاجلة

مقاتلون من القبائل الموالية للحكومة الشرعية اليمنية في قرية الخريص شرق العاصمة صنعاء (رويترز)
مقاتلون من القبائل الموالية للحكومة الشرعية اليمنية في قرية الخريص شرق العاصمة صنعاء (رويترز)
TT

غارات التحالف تدك مواقع الميليشيات في تعز وإب

مقاتلون من القبائل الموالية للحكومة الشرعية اليمنية في قرية الخريص شرق العاصمة صنعاء (رويترز)
مقاتلون من القبائل الموالية للحكومة الشرعية اليمنية في قرية الخريص شرق العاصمة صنعاء (رويترز)

قتل وجرح العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، أمس، جراء الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة من قوات التحالف، من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة، في جبهات القتال في محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية من حيث عدد السكان وسط اليمن. وجراء غارات طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية في وسط المدينة وأطرافها على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة الميليشيات الانقلابية.
وشنت طائرات التحالف غاراتها المركّزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة، وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن غارات التحالف استهدفت منطقة الشقب، شرق مديرية صبر ووادي رين والعقمة بمديرية موزع، غرب تعز، ومنطقة يختل الكائنة بين المخا والخوخة، حيث نتج عن القصف سقوط عدد من القتلى والجرحى من صفوف الميليشيات بينهم شقيق القيادي الحوثي زيد الخرج، ومنزل فتحي توفيق في حي السلال، شرق مدينة تعز، حيث تتمركز فيه مجاميع من الميليشيات، وحي الزنوج شمال جبل جرة، ومنطقة الحرير، شرق المدينة، وتبة الكرب، شرق المدينة حيث استهدفت غارات التحالف فيها موقعي الدبابة ومضاد طيران 23، وقتل فيها ما لا يقل عن 15 شخصًا من الميليشيات.
إلى ذلك، احتشد العشرات من أبناء مديريات صبر والمسراخ ودمنة خدير، جنوب مدينة تعز، لتعزيز جبهات القتال لدحر ميليشيات الحوثي وصالح من مواقعهم في مناطق متفرقة من المديريات، حيث وصل إلى جبهة الشقب بصبر العشرات من المقاتلين من أنباء صبر النجاده والعروس ومشرعة وحدنان، وأعلنوا التحامهم بصفوف المقاومة الشعبية للمشاركة في تطهير المحافظة وفك الحصار عن مدينة تعز.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «أبناء تعز كافة يتوافدون وبشكل يومي إلى صفوف المقاومة للمشاركة في فك الحصار عن المدينة وتحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية، وقد توافد العشرات إلى جبهة صبر، خصوصًا جبهة الشقب في صبر الموادم، بالإضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية كبيرة مسنودة بمقاتلين من الجيش الوطني لمساندة أبطال المقاومة الشعبية في تطهير المنطقة من الميليشيات الانقلابية».
وأضاف أن «ميليشيات الحوثي وصالح، وكرد انتقامي لها، قامت من مواقع تمركزها بقصف منطقة الشقب بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين، في ظل استمرار أبطال المقاومة والجيش الوطني في مهاجمة ودك مواقع الميليشيات الانقلابية وتكبيدهم الخسائر الفادحة». وذكر المصدر ذاته أن «الميليشيات الانقلابية تواصل قصفها الصاروخي والمدفعي على قرية الشقب والقرى المحيطة بها، خصوصا بعدما تمكن أبطال المقاومة والجيش الوطني من تطهير منطقة كريف القدسي وقطع خط الإمدادات لعناصر الميليشيات الانقلابية بين منطقتي نجد قسيم والمسراخ، جنوب المدينة».
وأكد أنه «بمساندة غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية، تمكن عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني من السيطرة على تبة المشهود والصالحين في منطقة الشقف، وأوقعوا الخسائر المادية والبشرية في صفوف ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في حين لا تزال المواجهات مستمرة».
وبشكل يومي، ترتكب ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح جرائمها الإنسانية بحق أهالي تعز، التي يذهب ضحيتها العشرات من المدنيين العُزل، بينهم أطفال ونساء، من خلال قصفها المدفعي والصاروخي على عدد من الأحياء السكنية، خصوصًا التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية بما فيها أحياء الموشكي والدرن والروضة والزهراء وعصيفرة وثعبات والجحملية والمرور.
وبحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» فإن الميليشيات الانقلابية تطلق يوميًا ما لا يقل عن 30 صاروخ كاتيوشا لتستهدف الأحياء السكنية في وسط المدينة ومواقع متفرقة من مديريات تعز، خصوصًا مديريتي صبر الموادم والمسراخ، فضلا عن سقوط صواريخ وقذائف الميليشيات على أحياء التحرير الأسفل وعصيفرة والشماسي وثعبات. وعلى الصعيد ذاته، تشهد مديرية حيفان، جنوب مدينة تعز، خصوصًا منطقة ظبي بالاعبوس اشتباكات متقطعة عنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح، وبشكل يومي ويصحبها قصف الميليشيات بالهاونات على القرى في المنطقة.
وعلى الجانب الإنساني، وبينما يعيش أهالي تعز منذ تسعة أشهر على وقع الحصار المطبق عليهم من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، التي تمنع عنهم دخول المواد الغذائية والدوائية وكل المستلزمات، وحتى أسطوانات الأكسجين للمستشفيات التي لا تزال تعم في تعز لتنقذ ما يمكن إنقاذه، أعلن صندوق إعانة المرضى الكويتي أنه سيتكفل بتوفير محطة أكسجين لمشافي مدينة تعز. وخلال زيارة وكيل محافظة تعز محمد عبد العزيز الصنوي وأحمد الوالي، منسق المنظمات في محافظة عدن، ونشوان نعمان، المدير التنفيذي لمركز القانون الدولي والإنساني وحقوق الإنسان، وصندوق إعانة المرضى الكويتي اليمني، تعهد الصندوق بتوفير محطة أكسجين بصورة عاجلة لمشافي تعز، إضافة إلى تكفله بتوفير العلاجات اللازمة لمستشفى خليفة بمدينة التربة وإرسالها خلال الأيام المقبلة وكذا توفير مياه الشرب.
وقال نشوان نعمان، المدير التنفيذي لمركز القانون الدولي والإنساني وحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط» إنهم «ناقشوا خلال اللقاء مع إدارة الصندوق الكويتي ممثلة بالمدير التنفيذ للصندوق، إبراهيم أبو حسن، سُبل تقديم المساعدات الطبية والصحية وإسهاماتهم في توفير العلاجات لمستشفيات المدينة وتوفير المياه وحفر الآبار». وأضاف أنهم «خرجوا باتفاق يقضي بحفر بئر مياه لمستشفى الثورة بتعز، وتوفير العلاجات اللازمة لمستشفى خليفة بمديرية التربة، ومستشفى الثورة بتعز، بالإضافة إلى انه تم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماع خاص لمناقشة احتياجات مدينة تعز، وأن هذا الاجتماع سيكون مكرسًا لتوفير الإغاثة والمواد الطبية لما يمكن أن يسهم به في مجال الإغاثة الإنسانية لمدينة تعز بموجب توصيات أمير دولة الكويت». وفي محافظة إب، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، تواصل المقاومة الشعبية تنفيذ هجماتها النوعية ضد ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في مناطق متفرقة من المحافظة ووضع الكمائن لها التي كبدتهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، في الوقت الذي تواصل فيه طائرات التحالف بشن غاراتها المكثفة على مواقع ومعسكرات تدريب الميليشيات الانقلابية.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة إب لـ«الشرق الأوسط» إن «طائرات التحالف كثفت من غاراتها على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية بمحافظة إب، وإن الغارات استهدفت عدة مواقع من بينها معسكر الحمزة، الذي تتخذه الميليشيات الانقلابية معسكر تدريب لها، وتوفد مقاتليها من ذلك المعسكر إلى محافظتي تعز والضالع، حيث إن الغارات لم تكن الأولى ولم تكن الأخيرة أيضًا، وكبدت الميليشيات الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح».
وأضاف المصدر أن «خسائر الميليشيات الانقلابية، خلال أسبوع، جراء غارات التحالف في معسكر الحمزة بلغت أكثر من 300 قتيل بالإضافة إلى عدد غير محدود من المصابين. وتدمير الآليات العسكرية المختلفة، بالإضافة إلى عدد القتلى الذين لم يتم إحصاؤهم في عدد من مواقع الميليشيات في إب خاصة في منطقة المحوى ونقيل الخشبة ومركز المحافظة».
وبينما تقع محافظة إب بالقرب من محافظتي تعز والضالع، تتخذ ميليشيات الحوثي وصالح المحافظة مقرا لها لتقود عملياتها العسكرية من جبهات القتال في تعز والضالع، الأمر الذي جعل الميليشيات الانقلابية تُعين محافظًا مواليًا لها، هو العميد عبد الواحد صلاح، ليسهل لها عملياتها في المحافظة، كما ساعدها ذلك على إعداد معسكر الحمزة، اللواء 30 حرس جمهوري سابقًا، معسكرًا تدريبيًا لعناصر الميليشيات الانقلابية الذين يلتحقون بصفوف القتال، علاوة على من يتم إجبارهم للالتحاق بصفوفهم. ويؤكد المصدر ذاته من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تتخذ من المحافظة قاعدة انطلاق لها ومعسكر تدريب لعناصرها لترسلهم إلى المحافظة المجاورة لمحافظة إب، وكذلك مأوى آمن لقياداتها الفارين من جبهات القتال، في الوقت الذي ينزح فيه الآلاف من المحافظات الأخرى إلى محافظة إب وأريافها».
في المقابل، تستمر الميليشيات الانقلابية في استفزاز المواطنين في مديرية السدة، شمال شرقي مديرية إب، حيث أقدمت الميليشيات على استحداث نقطة تفتيش جديدة لهم في قرية حورة في وسط الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة السدة، على الرغم من توقيع وجهاء المديرية، قبل أشهر، ميثاق شرف خاص بالمديرية ينص أحد بنوده على رفض وجود أي نقاط من قبل أي طرف كان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.