الأزهر: 40 جمعية تابعة لـ«داعش» حول العالم تضم ملايين المؤيدين

مرصد المشيخة قال إن نفط ليبيا هدف جديد للتنظيم بعد خسائره في سوريا والعراق

د. أحمد الطيب شيخ الأزهر ({الشرق الأوسط})
د. أحمد الطيب شيخ الأزهر ({الشرق الأوسط})
TT

الأزهر: 40 جمعية تابعة لـ«داعش» حول العالم تضم ملايين المؤيدين

د. أحمد الطيب شيخ الأزهر ({الشرق الأوسط})
د. أحمد الطيب شيخ الأزهر ({الشرق الأوسط})

حذر الأزهر من انتشار ما يقرب من 40 جمعية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي حول العالم تضم الملايين من التابعين والمؤمنين بها، وقال في تقرير أعده مرصد الأزهر أمس، إن «هذا الدعم الكبير ينذر بزيادة قدرات التنظيم التدميرية خلال الفترة المقبلة».
وبينما قال المرصد إن «نفط ليبيا هدف جديد لـ(داعش) بعد خسائره في سوريا والعراق»، أكدت دار الإفتاء المصرية أمس، أن «داعش» يحاول إيجاد بديل يوفر له الاحتياجات المادية للإنفاق على الأنشطة العسكرية وجلب العناصر المقاتلة له. وذكر الأزهر في تقريره أن «داعش» يسعى الآن لتنشيط خلاياه النائمة في العشرات من البلدان من أجل تنفيذ هجمات فيها تستهدف المعالم الشهيرة، متوقعا أن يفقد تنظيم داعش كثيرا من المناطق التي يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا، بعدما خسر نحو ثلث الأراضي الواقعة تحت سيطرته في البلدين خلال عام 2015.
ومُني «داعش» بهزائم كبيرة خلال الأشهر الماضية في سوريا والعراق، كان آخرها في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار العراقية.
وكشف تقرير مرصد الأزهر عن أن العديد من الحكومات الأوروبية تحديدا بدأت في تعزيز جهودها من أجل التصدي لظاهرة الفكر المتطرّف الذي يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، بتدشينها حسابات حكومية على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، بهدف عدم ترك الشباب الأوروبي فريسة لهذا الفكر الذي يبثه المتطرفون عبر هذه المواقع، لافتا إلى أن هذه الحسابات الأوروبية تطمح إلى «الاستيلاء على شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة شبه الاحتكار لتلك الشبكات من قبل المنظمات الإرهابية، بعدما قام عناصر من (داعش) بنشر صور لطبيعة عيشهم لدى التنظيم، ومدى الرفاهية التي ينعمون بها.. وهو أمر دفع الكثير من الشباب إلى السعي للانضمام للتنظيم».
وقال الأزهر في تقريره إنه مع نهاية عام 2015 وحلول أعياد الميلاد في الدول الغربية شهدت المكتبات الفرنسية ارتفاع مبيعات القرآن الكريم، مضيفا: «يذكر أنه رغم ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تجتاح حاليا فرنسا بأسرها؛ فإن الشعب الفرنسي متعطش للحصول على معلومات حول الإسلام، ومؤسساته، ورموزه، والعديد من الأكاذيب التي تثار حوله، مما أسفر عن زيادة الطلب على معرفة الدين الإسلامي التي قد تؤدي إلى اعتناقه».
وكشف تقرير مرصد الأزهر عن أنه بعد استمرار التحالف الدولي في ضرب حقول النفط التي يسيطر عليها تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، بدأ التنظيم في السعي لزيادة موارده النفطية عبر الاستيلاء على نفط ليبيا، حيث أعلن تنظيم داعش الاستيلاء على مدينة جديدة في ليبيا في أقل من 24 ساعة وهي مدينة بن جواد، لافتا إلى أن فقد «داعش» مناطق مثل «بيجي وسنجار» بالعراق و«سد تشرين» في سوريا حرمه من أحد مصادر الإيرادات الاستراتيجية. وبالنسبة لـ«داعش» الذي يدّعي أنه دولة، فإن السيطرة على وسط المدن والبنى التحتية الأساسية تعد أمرا مهما بالنسبة للتنظيم؛ لكن الهزائم الأخيرة تمس مصداقية هذا الادعاء.
وأشار تقرير مرصد الأزهر إلى أن الهجمات المتعددة خلال أيام قليلة على المنشآت البترولية حول مصراتة تنذر بخطر بالغ الأهمية، وتؤكد أن تنظيم داعش يطمح في السيطرة على شرق وغرب معقله في مدينة سرت. وحذر التقرير من أن كل يوم يمر من دون المصادقة على الاتفاق السياسي الليبي يصب في مصلحة تنظيم داعش، الذي يسعى للاستيلاء على الموارد النفطية في ليبيا.
في السياق ذاته، قالت دار الإفتاء المصرية إن ليبيا باتت تمثل محور ارتكاز كبيرا للتنظيم الإرهابي؛ بل إن الظروف الأمنية وموازين القوى في ليبيا تمثل ميزة نسبية للتنظيم الذي يواجه معارك شرسة في سوريا والعراق، وهو ما لا يواجهه في ليبيا، في حين تحوي الأخيرة الكثير من الفرص الاقتصادية التي تساعد التنظيم على الحصول على الدعم المادي اللازم، خاصة موارد بيع النفط الليبي.
يضاف إلى ذلك الموقع الجغرافي لليبيا، والقريب من دول نيجيريا والكاميرون وتشاد، والتي يوجد بها تنظيم «بوكو حرام» التابع لـ«داعش»، وهو ما يمثل ميزة إضافية للتنظيم توفر له الدعم العسكري والبشري اللازم لمواجهة الحكومة الشرعية في ليبيا، خاصة مع اتساع الحدود الليبية وامتدادها. وهو الأمر الذي يسهل توافد المقاتلين من دول الغرب الأفريقي إلى المعقل الجديد للتنظيم، ويمثل حجر عثرة أمام الجهود الأمنية لملاحقة بؤر التنظيم وخطوط إمداده.
وأكدت دار الإفتاء أن تحول ليبيا إلى معقل داعشي في الغرب الأفريقي يمثل تحديا خطيرا وتهديدا ملحا للأمن القومي المصري بشكل خاص، ولدول الجوار الليبي بشكل عام، مما يتطلب تحركا إقليميا لمواجهة التنظيم في سرت والمدن التي تقع تحت سيطرته، والحيلولة دون سيطرته على كل منابع النفط وموانئه الرئيسية، وقطع خطوط الإمداد والتمويل من الغرب الأفريقي خاصة من نيجيريا والكاميرون، حيث تنشط حركة «بوكو حرام»، وإحباط مخطط التنظيم الرامي إلى استنساخ الحالة العراقية في ليبيا.
كما لفتت إلى أن حرمان التنظيم من الدعم المادي الذي يسعى إليه جراء بيع النفط سيضعف كثيرا من قدرته على البقاء والاستمرار في ليبيا، وسيحد من قدرته على جلب المقاتلين وشراء الأسلحة وممارسة أعماله الإجرامية في حق المجتمع الليبي، وهو ما يجب أن يحظى بأولوية قصوى، خاصة أن مجلس الأمن قد تبنى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قرارا بالإجماع يقضي بتجفيف مصادر تمويل تنظيم داعش، حيث دعا القرار الدول الأعضاء للتحرك بشكل حازم لقطع التمويل والموارد الاقتصادية الأخرى للتنظيم وبينها النفط وتجارة القطع الأثرية، وفرض عقوبات على الجهات التي تقدم دعما ماليا للتنظيم بأكبر حزم ممكن، وهو ما يمثل دعما إضافيا لجهود مكافحة التنظيم وتجفيف منابعه المالية والاقتصادية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.