العرب نسفوا في اجتماع القاهرة مقولة أنهم «اتفقوا على ألا يتفقوا»

تنشر تفاصيل الجلسة المغلقة وترتيبات صياغة القرار

العرب نسفوا في اجتماع القاهرة مقولة أنهم «اتفقوا على ألا يتفقوا»
TT

العرب نسفوا في اجتماع القاهرة مقولة أنهم «اتفقوا على ألا يتفقوا»

العرب نسفوا في اجتماع القاهرة مقولة أنهم «اتفقوا على ألا يتفقوا»

لأول مرة اتفق العرب خلال الاجتماع الوزاري العربي الذي وقف مع السعودية قولا وفعلا خلال أيام، ويمكن لكل عربي أن ينسى مقولة أن العرب «اتفقوا على ألا يتفقوا»، بل شهدت القاعة الرئيسية للجامعة العربية تفاصيل حوار غير مسبوق حول الإحساس بالمسؤولية وما تمر به المنطقة بسبب محاولات إيران نشر المذهب الشيعي وتجنيد عملاء لها في كل مكان للسيطرة على بعض العواصم العربية كما حاولت في اليمن وسوريا ولبنان.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن كل وزراء الخارجية أعربوا عن موقفهم الداعم والمتضامن مع المملكة العربية السعودية باستثناء ملاحظات جرت على استحياء من وزيري خارجية لبنان والعراق، وهي مواقف لم تبعد عن التضامن مع السعودية بقدر مراعاة ظروفهم الخاصة وعلاقاتهم مع طهران، حيث دار حوار بين وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد ووزير خارجية لبنان حول تحفظ الأخير على البيان وامتناعه عن التصويت على القرار بسبب ذكر اسم حزب الله كمنظمة إرهابية وتورطها في عمل إرهابي مع إيران والحرس الثوري. وقال الشيخ عبد الله بن زايد للوزير اللبناني جبران باسيل: «هل إذا تم رفع كلمة حزب الله من البيان ستوافقون عليه دون تحفظ؟»، فرد باسيل قائلا: «كلا».
ولهذا تم الإبقاء على فقرة حزب الله. ولم تعلق أي من الدول العربية على الموقف اللبناني انطلاقا من مراعاة ظروفه، وكذلك بالنسبة إلى العراق، حيث تحدث الوزير إبراهيم الجعفري عن أهمية قيامه بوساطة مع إيران والحفاظ على علاقة معها في إطار مصالح المنطقة، ولم يحظ مقترح الجعفري بأي تأييد أو حتى تعليق. وللحقيقة فإن الجعفري سجل تأييد بلاده للسعودية والتضامن معها ووافق على إدانة إيران ولم يتحفظ على القرار.
كما تحدث وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي عن خطورة الأوضاع التي تمر بها المنطقة وتعقيدات الملفات المختلفة، وطالب بأن يتم إعمال العقل والحكمة من أجل تحسين الوضع العربي العام. كما تحدث وزراء خارجية المغرب وليبيا ومصر حول ممارسات إيران الإرهابية في المنطقة والتضامن الكامل مع السعودية، ثم جرت مشاورات حول آلية المتابعة، وكان من بين الدول المطروحة خمس دول هي السعودية ومصر والبحرين والإمارات والأردن، وبعد التشاور بين وزراء الخارجية في جلسة مغلقة تم اعتماد تركيبة «1+2» تم التوصل إلى اختيار آلية المتابعة بشكل مؤسسي بصيغة لجنة ثلاثية تتابع تنفيذ القرارات التي صدرت عن الاجتماع ومؤلفة من السعودية باعتبارها صاحبة الشكوى ومصر بصفتها رئيس الدورة الحالية للقمة العربية والعضو العربي في مجلس الأمن والإمارات بصفتها رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية سيسلم رئيس مجلس الأمن نسخة من القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة، وكذلك سيتم وضع البيان والقرار كوثيقة في الأمم المتحدة. كما اتفق على إبلاغ مصر بمتابعة الموقف.
وشهدت أروقة الجامعة بعض اللقاءات الثنائية التي تم التشاور فيها بين وزراء الخارجية حول فقرات القرار، من بينها لقاء تشاوري بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد حول الفقرات التي تتعلق بالإمارات وبعض التدخلات الإيرانية في اليمن ولبنان. كما التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري مع الوزير عادل الجبير، إضافة إلى لقاءات بين الوزير عادل الجبير ووزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور دارت حول الدعم السوداني غير المحدود للسعودية، وكذلك لقاء بين وزير الخارجية السوداني واليمني عبد الملك المخلافي الذي قدم له الشكر على مشاركة السودان بقوات برية للمساهمة في دعم استقرار اليمن. ومعروف أن كلا من الصومال وجيبوتي قد قطعا علاقاتهما الدبلوماسية مع طهران، وهو موقف اعتبرته هذه الدول رسالة تأييد لا تحتمل التأويل وإنما الحسم والحزم وفق السياسة السعودية التي تتبعها حاليا في ملفات سياسية مهمة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.