تغيير في القوات الروسية بسوريا ووصول الطراد «فارياغ» من المحيط الهندي بدلاً من الطراد «موسكو» إلى اللاذقية

على «أساس المناوبة بالمهام»

تغيير في القوات الروسية بسوريا ووصول الطراد «فارياغ» من المحيط الهندي بدلاً من الطراد «موسكو» إلى اللاذقية
TT

تغيير في القوات الروسية بسوريا ووصول الطراد «فارياغ» من المحيط الهندي بدلاً من الطراد «موسكو» إلى اللاذقية

تغيير في القوات الروسية بسوريا ووصول الطراد «فارياغ» من المحيط الهندي بدلاً من الطراد «موسكو» إلى اللاذقية

أعلنت مصادر البحرية الروسية عن عودة الطراد «موسكو» الحامل للصواريخ إلى قاعدته في ميناء سيفاستوبول بجنوب روسيا، وذلك بعد مهمة وصفت بـ«الناجحة» ضمن إطار تغطية قاعدة حميميم في سوريا. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن العقيد البحري فياتشيسلاف تروخاتشوف الناطق باسم أسطول البحر الأسود أمس السبت «اليوم عاد الطراد موسكو بقيادة العقيد البحري ألكسندر شفارتس إلى سيفاستوبول بعد تنفيذ مهامه في البحر الأبيض المتوسط». وقالت مصادر البحرية الروسية بأن الطراد «موسكو» كان غادر سيفاستوبول يوم 24 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي في إطار مهام قتالية تقضي بعمل طاقم الطراد في إطار التشكيلة الدائمة للأسطول في البحر الأبيض المتوسط، وقام بمهمة تغطية القاعدة الجوية الروسية «حميميم» في سوريا بوسائل الدفاع الجوي.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الطراد «موسكو» مزود بمنظومة دفاع صاروخية «فورت» المشابهة لمنظومات «إس 300» الصاروخية المضادة للطائرات وهي التي يصنفها الناتو تحت اسم «SA - N 6». ومن جانب آخر، كشفت المصادر عن وصول الطراد «فارياغ» إلى منطقة شرق البحر المتوسط في إطار تغيير القوات للقيام وعلى أساس المناوبة بالمهام السابقة للطراد «موسكو» في البحر الأبيض المتوسط. وكان الطراد «فارياغ» - سفينة القيادة للأسطول الروسي في المحيط الهادي وحامل الصواريخ، عبر قناة السويس يوم الأحد الماضي في طريقه إلى حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد قيامه بعدد من المهام القتالية والبروتوكولية في مياه إندونيسيا والهند وعُمان. ونقلت «إنترفاكس» عن العقيد البحري رومان مارتوف، الناطق باسم المكتب الإعلامي للدائرة العسكرية الشرقية في روسيا، بأن الطراد «فارياغ» قام خلال الأيام العشرة الأخيرة من العام الماضي بزيارات عمل إلى كل من ميناء تانغونغ بريوك الإندونيسي وميناء صلالة بسلطنة عُمان، حيث تزود بمياه الشرب والمؤن، فيما سبق وقام في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي بزيارة غير رسمية للهند مع عدد من سفن الأسطول الروسي في المحيط الهادي، ومنها المدمرة «بيستري»، والناقلة «بوريس بوتوما» وسفينة الإنقاذ «آلاتاو» والتي كانت قد انطلقت في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من ميناء فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي لتشارك في الفترة 6 بين 12 ديسمبر في المناورات البحرية الروسية الهندية المشتركة «إندرا نيفي – 2015» التي أجريت في خليج البنغال.
هذا، ومن المقرر أن يبقى الطراد «فارياغ» في منطقة شرق المتوسط حتى سبتمبر من العام الجاري لدعم عمليات المجموعة الجوية الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية بشمال غربي سوريا منذ أواخر سبتمبر الماضي. ووفق المصادر الروسية العسكرية «فإن حجم الإزاحة للطراد فارياغ يبلغ نحو 6.600 طن فيما يبلغ طوله 129.6 متر وعرضه 15.8 متر. ويتألف الطاقم من 570 فردا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.