جمهور حزب الله يشكك في واقع مضايا المؤلم ويسخر منها بنشر صور لموائد الطعام

الحملة انسحبت على جمهور «8 آذار» ولا تخلو من تشفٍ وعنصرية

لبنانيون وسوريون مؤيدون لحزب الله ونظام بشار الأسد يسخرون من حصار مضايا بالتقاط صور مع الطعام وتضمينها هاشتاغ «مضايا» («الشرق الأوسط»)
لبنانيون وسوريون مؤيدون لحزب الله ونظام بشار الأسد يسخرون من حصار مضايا بالتقاط صور مع الطعام وتضمينها هاشتاغ «مضايا» («الشرق الأوسط»)
TT

جمهور حزب الله يشكك في واقع مضايا المؤلم ويسخر منها بنشر صور لموائد الطعام

لبنانيون وسوريون مؤيدون لحزب الله ونظام بشار الأسد يسخرون من حصار مضايا بالتقاط صور مع الطعام وتضمينها هاشتاغ «مضايا» («الشرق الأوسط»)
لبنانيون وسوريون مؤيدون لحزب الله ونظام بشار الأسد يسخرون من حصار مضايا بالتقاط صور مع الطعام وتضمينها هاشتاغ «مضايا» («الشرق الأوسط»)

شن مناصرو حزب الله اللبناني وموالون للنظام السوري على مدى اليومين الماضيين، حملات سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، سخروا خلالها من المحاصرين في مضايا السورية في ريف دمشق الغربي، وتشفّوا من السكان المحاصرين الذين أظهرت صورهم حجم مأساتهم وألمهم نتيجة الحصار المطبق منذ أشهر.
ولا تخلو تلك الحملات من تشفٍ واضح، بطريقة مقززة وعنصرية، إذ نشروا صورًا لهم قرب موائد الطعام أو في ثلاجة المنزل، مذيّلة بوسم (هاشتاق) #متضامن_مع_مضايا، وهي الصور التي أثارت موجه استنكار عارمة، بالنظر إلى مضمونها غير الإنساني، فيما ذهب مغردون إلى إدانتها واعتبارها صورًا «طائفية» و«تنمّ عن حجم الابتذال الذي وصل إليه جمهور حزب بالله اللبناني ومناصرو فريق 8 آذار» الذي يعتبر الحزب أحد أبرز أركانه.
وغرّد الآلاف من مناصري الحزب بتغريدات تكذّب كل الأنباء عما يحصل في مضايا، ردًا على وسوم أطلقها متضامنون فعليون مع مضايا تحت وسم «مضايا تموت جوعًا»، بدأت الحملات الإلكترونية مساء الخميس الماضي، إثر إصدار الإعلام الحربي التابع لحزب الله بيانًا اتهم فيه مسلحي المعارضة الموجودين في مضايا، بـ«سرقة» المواد الغذائية وحجبها عن السكان، نافيًا وجود ضحايا للجوع في البلدة. ثم بثّ تلفزيون «المنار» التابع للحزب تقريرًا قال فيه إن الصور المنتشرة في مواقع التواصل لضحايا الجوع في مضايا «مفبركة»، و«قديمة».
واتسعت الحملات الإلكترونية لتشمل مناصرين لفريق 8 آذار، كان أبرزهم المخرج شربل خليل الذي يقدم برنامجًا ساخرًا في إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، بعد أن نشر صورة تظهر مجموعة من الرجال الأفارقة الذين يتمتعون بجسد نحيل وهزيل، ذيّلها بعبارة «رئيس بلدية مضايا المحاصرة وأعضاء المجلس البلدي في آخر صورة لهم!!»، متسائلاً: «أين الضمير؟» وردّ ناشطون في صفحته على تغريدته، قائلين إنه «لا إنساني»، وأنه يتمتع بأخلاق «الشبيحة» وغيرها من الأوصاف.
وتضاعف حجم الحملات الإلكترونية أمس، بما يشبه حالة إنكار لواقع مضايا، بعد تداول صورة لطفلة سورية عُرفت في وقت سابق بأنها «موناليزا السورية»، على أنها موجودة في مضايا، ومذيلة بعبارة «ملاك سوريا تحولت إلى شبح بعد الجوع والعراء». وتبيّن أن الصورة عائدة لطفلة من جنوب لبنان تُدعى مريانا مازح، وتتحدر من قرية طيرفلسية في جنوب لبنان. وتحدث أفراد من عائلتها لمواقع إلكترونية محلية، قالوا إن العائلة «مستاءة لاستغلال صورة الطفلة منذ ثلاث سنوات على أنها لاجئة سورية»، مطالبين وسائل الإعلام بالتوقف عن تداول الصورة.
ونقل موقع «لبنان 24» عن خالة الطفلة مريانا أن «صورة مريانا تُستغل منذ ثلاث سنوات، وفي كل مرة نراها تُزج في أزمة تلو الأخرى»، مشددةً على أننا «في كل مرة نحاول أن نكشف عن حقيقة كيف بدأ استغلال هذه الصور، ومن أين حصل عليها هؤلاء، لكننا لم نستطع حتى الآن».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».