الأخضر الأولمبي يتطلع إلى إنجاز مزدوج بعد غياب 20 عامًا

يسعى لإحراز اللقب الآسيوي والتحليق إلى محفل ريو دي جانيرو

من أحد معسكرات الأخضر الأولمبي استعدادًا للبطولة الأولمبية («الشرق الأوسط»)
من أحد معسكرات الأخضر الأولمبي استعدادًا للبطولة الأولمبية («الشرق الأوسط»)
TT

الأخضر الأولمبي يتطلع إلى إنجاز مزدوج بعد غياب 20 عامًا

من أحد معسكرات الأخضر الأولمبي استعدادًا للبطولة الأولمبية («الشرق الأوسط»)
من أحد معسكرات الأخضر الأولمبي استعدادًا للبطولة الأولمبية («الشرق الأوسط»)

بعد غياب 20 عاما من الغياب عن ملاعب الأولمبياد، يتطلع المنتخب السعودي الأولمبي لكرة القدم إلى انتزاع إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة للبطولة القادمة المقرر إقامتها في ريو دي جانيرو بالبرازيل هذا العام، وذلك من خلال مشاركته الحالية في بطولة كأس آسيا تحت 22 عاما التي ستنطلق بعد أيام قليلة في العاصمة القطرية الدوحة.
وتمنح البطولة الآسيوية التي يلعب الأخضر في مجموعتها الثانية بجوار اليابان وكوريا الشمالية وتايلاند، أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، بطاقات العبور نحو البطولة الأولمبية.
واستحدث الاتحاد الآسيوي لكرة القدم آلية جديدة في تحديد هوية المنتخبات الثلاثة المتأهلة للمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وذلك من خلال إلغاء التصفيات المستقلة، وربطها مباشرة بالبطولة الآسيوية للمنتخبات الأولمبية بحيث يتأهل حامل اللقب ووصيفه وصاحب المركز الثالث.
الأخضر السعودي الذي يدخل هذه البطولة بصفته وصيفا لمنتخب العراق حامل اللقب في البطولة الأخيرة التي أقيمت في سلطنة عمان في يناير (كانون الثاني) 2014، يتطلع إلى خوض منافسة جادة طمعا في الحصول على اللقب أو في أقل الأحوال انتزاع أحد المقاعد الثلاثة التي تؤهله للعب في الأولمبياد.
تاريخ المنتخب السعودي في بطولات الأولمبياد لم يكن طويلا، حيث اقتصرت مشاركاته لمرتين بدأت في الثمانينات الميلادية، ثم في نهاية التسعينات وهي آخر البطولات التي شارك فيها قبل عشرين عاما من الآن.
ومنذ مشاركته في أولمبياد مدينة أتلانتا الأميركية في 1996 لم ينجح الأخضر الأولمبي في تكرار إنجازه للمرة الثالثة وواصل فشله في بلوغ أربعة نهائيات أعقبت النهائيات الأخيرة التي شارك فيها في أتلانتا.
علاقة الأخضر السعودي الأولمبي بالبطولة الأولمبية العملاقة بدأت منذ نسخة 1984 والتي كان النظام فيها يجيز المشاركة بالفريق الأول وهو ما حدث، قبل أن يتم تعديل النظام بدءا من نهائيات 92 التي استضافتها مدينة برشلونة الإسبانية، حيث اقتصرت المشاركة على فئة اللاعبين الأولمبيين مع مشاركة محدودة لعدد من اللاعبين الكبار بواقع ثلاثة أسماء لكل منتخب في البطولة.
وفي البطولة الأولى التي شارك فيها المنتخب السعودي في الأولمبياد التي احتضنته مدينة لوس أنجليس الأميركية ودع الأخضر الأولمبي البطولة سريعا دون أن يتمكن من تحقيق حتى أي انتصار في دور المجموعات، حيث تذيل لائحة ترتيب مجموعته الثالثة من دون أي رصيد نقطي والتي ضمت إلى جواره منتخبات البرازيل وألمانيا والمغرب.
وجمعت المباراة الأولى في النهائيات الأولمبية الأخضر السعودي بنظيره منتخب البرازيل وسط حضور 40 ألف متفرج للمباراة التي كسبها أبناء السامبا بثلاثية مقابل هدف يتيم للمنتخب السعودي حمل توقيع ماجد عبد الله، وفي المباراة الثانية بالبطولة التقى الأخضر الأولمبي مع نظيره المنتخب المغربي في مباراة فاق عدد حضورها الجماهيري ثلاثين ألف متفرج ونجح أبناء المغرب في تحقيق فوز صعب بهدف يتيم دون رد.
وبعد خسارته في مباراتين اقترب الأخضر السعودي من توديع البطولة بصورة رسمية، لكنه انتظر حتى المواجهة الأخيرة في دور المجموعات التي جمعته بنظيره المنتخب الألماني أمام 26 ألف متفرج بحسب ما يؤكده موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، المنتخب الألماني أمطر شباك الأخضر السعودي الذي يقوده الوطني خليل الزياني بسيل من الأهداف بلغت ستة أهداف منها أربعة في الشوط الأول، وهدفان في الشوط الثاني، في الوقت الذي لم يضع الأخضر بصمته في هذه المباراة باستثناء طرد للاعبه سمير عبد الشكور الذي نال بطاقتين صفراء في المباراة.
بعد خروجه من أولمبياد لوس أنجليس غاب الأخضر السعودي عن الحضور في نسختين من البطولة الأولى كانت في أولمبياد مدينة سيول الكورية الجنوبية 1988 والنهائيات الثانية كانت في 1992 التي استضافتها مدينة برشلونة الإسبانية ومعها بدأ النظام الجديد باقتصار المشاركة على لاعبي فئة الأولمبي تحت 23 عاما.
جدد الأخضر الأولمبي علاقته بالنهائيات الأولمبية في 1996 عندما نجح في انتزاع إحدى البطاقات المؤهلة عن قارة آسيا للبطولة التي استضافتها مدينة أتلانتا الأميركية، ووقع الأخضر السعودي في المجموعة الثانية التي ضمت إلى جواره منتخبات فرنسا وإسبانيا وأستراليا.
قائمة الأخضر الأولمبي في نهائيات أتلانتا ضمت عددا من الأسماء التي وضعت بصمتها في كرة القدم السعودية يتقدمها المدافع الراحل محمد الخليوي وفؤاد أنور ويوسف الثنيان وخالد قهوجي وحسين عبد الغني وعبيد الدوسري وخالد الرشيد وخميس الزهراني وعبد الله الواكد وحراس المرمى حسين الصادق وتيسير آل نتيف وراشد المقرن.
لم تختلف مشاركة الأخضر السعودي عن التي سبقتها في 84، حيث ودع البطولة الأولمبية سريعا دون أن يضع بصمته فيها، إثر تذيله لائحة ترتيب مجموعته دون قدرته على الحصول على أي نقطة من خلال مبارياته الثلاثة التي خسرها جميعا في دور المجموعات.
استهل المنتخب السعودي الأولمبي مبارياته في النهائيات أمام منتخب إسبانيا وسط حضور جماهيري جاوز 28 ألف متفرج، حيث نجح المنتخب الإسباني في كسب المواجهة بهدف يتيم دون رد، وفي مباراته الثانية التقى الأخضر الأولمبي مع نظيره الأسترالي في مباراة لم يتجاوز عدد حضورها الجماهيري 6 آلاف متفرج، وتمكن المنتخب الأسترالي من تسجيل هدفه الأول مبكرا قبل أن يعدل النتيجة محمد الخليوي مع الدقيقة 37، وفي الشوط الثاني تمكن المنتخب الأسترالي من تسجيل هدفه الثاني وتحقيق الفوز في المباراة.
في مباراته الأخيرة من دور المجموعات واجه الأخضر السعودي نظيره الفرنسي في مباراة انخفض عدد حضورها الجماهيري إلى قرابة أربعة آلاف متفرج، ونجح المنتخب الفرنسي في كسب المواجهة بهدفين مقابل هدف للأخضر السعودي حمل توقيع فؤاد أنور، ليودع منتخبنا الوطني البطولة ويغيب عنها حتى هذه اللحظة.
وغاب المنتخب السعودي الأولمبي منذ مشاركته الأخيرة في أولمبياد أتلانتا 1996 عن أربعة نهائيات أولمبية كانت الأولى في نهائيات سيدني 2000 والتي شارك فيها عن القارة الآسيوية منتخبات كوريا الجنوبية واليابان والكويت، في حين استضافت أثينا اليونانية النهائيات في 2004 والتي شارك فيها عن القارة الصفراء كل منتخب كوريا الجنوبية واليابان والعراق.
وفي أولمبياد بكين 2008 واصل الأخضر السعودي غيابه عن التأهل للبطولة الأولمبية، حيث شارك فيها عن القارة الآسيوية كل من منتخبات اليابان والصين وكوريا الجنوبية، وفي البطولة الأخيرة التي احتضنها العاصمة البريطانية لندن 2012 استمر غياب المنتخب السعودي الأولمبي عن النهائيات وشارك فيها عن القارة الآسيوية كل من المنتخب الإماراتي والياباني والكوري الجنوبي، حيث نجح الثنائي الأخير في تقديم مشاركة مميزة بلغا فيها دور نصف النهائي، في الوقت الذي ودع فيه منتخب الإمارات البطولة من دور المجموعات.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».