تأجيل مشاورات السلام اليمنية إلى نهاية الشهر وولد الشيخ يجري مباحثات في المنطقة

المقاومة تسيطر على أجزاء من جبال هيلان الاستراتيجية في مأرب

تأجيل مشاورات السلام اليمنية إلى نهاية الشهر وولد الشيخ يجري مباحثات في المنطقة
TT

تأجيل مشاورات السلام اليمنية إلى نهاية الشهر وولد الشيخ يجري مباحثات في المنطقة

تأجيل مشاورات السلام اليمنية إلى نهاية الشهر وولد الشيخ يجري مباحثات في المنطقة

كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن جولة المشاورات الجديدة بين الحكومة اليمنية، من جهة، والمتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، التي كانت مقررة في 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، سوف تؤجل لعدم استكمال التحضيرات الخاصة بانعقادها. كما أن مكان إجراء المشاورات، حتى اللحظة، لم يتم الاتفاق عليه.
كما كشفت المصادر أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن، وفي إطار جولته التي بدأها في المنطقة، سوف يقوم بزيارة كل من صنعاء وعدن.
وقال سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، خال حسين اليماني لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاورات قد تعقد آخر الشهر الحالي، وأكد أنه، وقبل أن تعقد المشاورات، «يتوجب على الأمم المتحدة ضمان أن يتم إنهاء حصار تعز وفتح ممرات آمنة للإغاثة الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين، قبل الدخول في الجولة المقبلة»، مضيفا أن هاتين القضيتين من أهم نقاط «بناء الثقة» بين الطرفين، وفقا لأجندة المشاورات التي وضعتها الأمم المتحدة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، استهل زيارته إلى المنطقة، بزيارة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات تركزت على وضع التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، وبالتحديد فيما يتعلق بـ«القضية الجنوبية».
ويأتي تأجيل المشاورات في ظل المشاورات التي تجريها الأطراف اليمنية في الحكومة الشرعية بشأن الوضع السياسي في ضوء التطورات الميدانية، فنائب الرئيس رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح وصل إلى عدن يحمل ملفين أسياسيين للتشاور بشأنهما مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهما ملف العمليات العسكرية وملف التسوية السياسية، إضافة إلى مباحثات يجريها، حاليا، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، عبد الملك المخلافي في القاهرة بشأن التطورات في اليمن.
ومنذ انتهاء جولة المشاورات السابقة أو ما عرفت بمشاورات «جنيف 2»، لم تتوصل الأمم المتحدة إلى اتفاق مع الأطراف المعنية بشأن تحديد مكان انعقاد الجولة المقبلة من المشاورات، ففي حين أعلن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، نهاية الشهر الماضي، أن المشاورات ستعقد في دولة أفريقية، طرحت أسماء عدد من المدن والعواصم كمرشحة لاستضافة المشاورات، وبينها القاهرة والكويت ومسقط في سلطنة عمان.
وفي حين بات تأجيل جولة المشاورات مؤكدا، فإن التطورات الميدانية أخذت منحى مهما في سياق الأحداث الحالية في اليمن، وذلك لصالح قوات الشرعية المدعومة بقوات التحالف. ففي تطور ميداني لافت، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، من السيطرة على عدد من التباب في سلسلة جبال هيلان بمديرية صرواح في محافظة مأرب، بشرقي اليمن، وذلك مع بداية عملية عسكرية واسعة لاستكمال تطهير مأرب من الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، التي ينحصر وجودها في مديرية صرواح.
وتؤكد مصادر المقاومة أن مأرب سوف تطهر، بشكل كامل، في غضون الساعات القليلة المقبلة. وقالت مصادر ميدانية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن طيران التحالف يساند الجيش الوطني والمقاومة، عبر طلعات جوية متواصلة، في عملياتهما للسيطرة على تلك السلسلة الجبلية الهامة والاستراتيجية الواقعة في مديرية صرواح، التي تطل على مدينة مأرب ومديريتين أخريين في المحافظة، إضافة إلى أنها تطل على الطريق العام الرابط بين مأرب - الجوف - صنعاء.
وتعرضت مدينة مأرب، الفترة الماضية، لعدد من عمليات القصف بصواريخ «توشكا» التي أطلقت من قمم جبال هيلان، التي تشكل تهديدا حقيقيا على المناطق المجاورة، في حين تمكنت المقاومة الشعبية في المناطق المتاخمة من مأرب ومحافظة صنعاء، من الالتفاف على تلك السلسلة الجبلية وتطهير عدد من المديريات والمواقع العسكرية الهامة في مأرب، والتقدم نحو محافظة صنعاء باتجاه فرضة نهم.
وعلى مقربة من سلسلة جبال هيلان تخوض قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مواجهات عنيفة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، على مقربة من العاصمة، في ظل تقدم تحققه هذه القوات على حساب الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، كما تشهد محافظة حجة مواجهات هي الأعنف، منذ بداية الحرب، وتحديدا في مدينة حرض الحدودية ومدينة وميناء ميدي الساحلية على البحر الأحمر، حيث تقوم قوات الجيش الوطني مدعومة بقوات التحالف بتطهير ميدي وتأمينها، بعد السيطرة عليها، قبل 4 أيام، وبالتزامن مع ذلك بدأ عدد من مديريات محافظة حجة، يشهد عمليات للمقاومة الشعبية التهامية، تستهدف دوريات الميليشيات الحوثية، لأول مرة، وتعد حجة واحدة من المحافظات الحدودية مع السعودية وهي إحدى محافظات إقليم تهامة، التي تتكون من محافظات الحديدة وحجة والمحويت وريمة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».