الرباط تدعو الأطراف الليبية إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات تجنبًا لانهيار الأوضاع

تفكيك خلية جديدة تستقطب مقاتلين لـ«داعش»

الرباط تدعو الأطراف الليبية إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات تجنبًا لانهيار الأوضاع
TT

الرباط تدعو الأطراف الليبية إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات تجنبًا لانهيار الأوضاع

الرباط تدعو الأطراف الليبية إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات تجنبًا لانهيار الأوضاع

أعرب المغرب أمس عن «إدانته الشديدة للتفجير الإرهابي الجبان»، الذي استهدف مركزا لتدريب الشرطة في مدينة زليتن (غرب ليبيا)، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، معبرا عن تضامنه مع ليبيا «إزاء هذا العمل الإجرامي الآثم الذي يسعى إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، وتقويض كل الجهود الرامية إلى توحيد الصف الليبي».
وذكر بيان لوزارة الخارجية أن «المملكة المغربية تتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لأسر الضحايا وبتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين».
وجدد المغرب دعوته «إلى جميع الأطراف الليبية بمختلف مكوناتها من أجل العمل على درء كل الخلافات، وإعلاء المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار، قصد وضع حد لحالة الفوضى الأمنية التي تغذي التطرف والإرهاب في البلاد».
وأضاف المصدر ذاته أن «المرحلة الدقيقة التي تجتازها الشقيقة ليبيا، تقتضي من سائر الأطراف في البلاد الإسراع في تنفيذ ما تم التوافق عليه في الصخيرات في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بمباركة دولية، ودعم من أشقاء وأصدقاء ليبيا، من خلال التوقيع على الاتفاق السياسي، الذي أضحى أكثر من أي وقت مضى يشكل فرصة وخيارا لا رجعة فيه من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، والحؤول دون بلوغ الأوضاع حالة الانهيار، وكذا من أجل ضمان حق الشعب الليبي في الأمن والاستقرار، وتحقيق تطلعاته نحو النماء والازدهار، وبناء دولة المؤسسات، واجتثاث آفة الإرهاب التي تهدد سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وكيانها الوطني».
من جهة ثانية، تمكن المكتب المغربي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) أمس، من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم داعش المتطرف، تتكون من سبعة متطرفين ينشطون في بلدة بوعزة بضواحي مدينة الدار البيضاء.
وذكر بيان لوزارة الداخلية أن «التحريات الأولية أكدت أن زعيم هذه الخلية على صلة وثيقة بقادة ميدانيين لداعش بالساحة السورية والعراقية، في إطار التنسيق لتجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة من أجل اكتساب الخبرات العسكرية اللازمة بمعسكراته، في أفق العودة إلى المغرب لتنفيذ عمليات إرهابية تتماشى مع أجندته التخريبية».
وأضاف البيان ذاته أنه سيجري تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مشيرا إلى أن تفكيك هذه الخلية يندرج في إطار تتبع التهديدات الإرهابية ذات الصلة بتنظيم داعش.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».