هل انتقال ساديو ماني إلى مانشستر يونايتد قادر على تغيير الأمور؟

مهاجم ساوثهامبتون المتذمر يضغط للرحيل ومدربه يرفض التفريط به

ساديو ماني مهاجم ساوثهامبتون( ا ف ب)
ساديو ماني مهاجم ساوثهامبتون( ا ف ب)
TT

هل انتقال ساديو ماني إلى مانشستر يونايتد قادر على تغيير الأمور؟

ساديو ماني مهاجم ساوثهامبتون( ا ف ب)
ساديو ماني مهاجم ساوثهامبتون( ا ف ب)

ربما كان يجدر بساديو ماني أن يفكر لدقائق وهو يجلس في مكانه المجهول في ملعب كارو رود، يوم السبت الماضي، فيما آل إليه حال اللاعبين الذين رحلوا عن ساوثهامبتون في الموسمين الماضيين، وماذا حققوا بعد الانتقالات التي كانوا يحلمون بها.
أثارت التصرفات غير الانضباطية التي دفعت المدير الفني الغاضب، رونالد كومان، إلى تحميل ماني مسؤولية الهزيمة من نوريتش سيتي، وجدد الشائعات بأن اللاعب متذمر من أجل السماح له بالرحيل في وقت يراقب فيه مانشستر يونايتد الموقف، بعد أن استعلم النادي بالفعل عن إمكانية الحصول على خدمات المهاجم السنغالي الصيف الماضي.
إن رغبة مانشستر يونايتد في ضم لاعب يتمتع بالسرعة والأداء الإيجابي المباشر والمهارة، إلى فريق أثار أداؤه غير الممتع حفيظة أنصاره، هي أمر مفهوم. لكن يجدر بمسؤولي النادي أن يفكروا بعناية قبل أن يتعجلوا في إبرام صفقة مع ساوثهامبتون للمرة الثالثة في غضون 18 شهرا.
قبل إلحاق نوريتش الهزيمة بساوثهامبتون، وهي السابعة التي يتعرض لها الفريق في مبارياته الـ9 الأخيرة، خسر ليفربول بهدفين مقابل لاشيء أمام وستهام يونايتد. وإذا كان يمكن التماس العذر لناثانيل كلاين مدافع ليفربول لعدم قدرته على منع مايكل أنطونيو وأندي كارول من التسجيل، فإن ديان لوفرين يستحق الانتقاد بسبب فشله في التصدي لدهاء وستهام المتمثل في الاستعانة بمهاجمين أقوياء للضغط على مدافع ضعيف.
كان كلاين أفضل لاعب ضمن 4 آخرين جلبهم ليفربول من صفوف ساوثهامبتون منذ 2014، لكن الـ20 مليون يورو التي دفعوها مقابل خدمات لوفرين كانت ثمنا باهظا للحصول على مدافع يخفق باستمرار في إيقاف خطورة المهاجمين. وبدأ آدم لالانا احتياطيا خلال المباراة التي أقيمت على معقل وستهام يونايتد في «أبتون بارك»، وفشل لاعب الوسط المدافع في التسجيل في بطولة دوري الدرجة الأولى هذا الموسم.
لقد كانت تلك الصفقات غير موفقة في معظمها. ريكي لامبرت أصبح يلعب لصالح وست برومويتش ألبيون الآن، والسنة التي قضاها في ليفربول تعتبر بمثابة حالة شاذة في مسيرته. أما لاعب الوسط مورغان شنايدرلين فما زال غير مقنع إلى حد بعيد بأحقيته في الوجود ضمن صفوف مانشستر يونايتد، على رغم إسهامه على نحو لافت في تخفيف العبء عن دفاعات الفريق. كذلك، لا يزال أمام كالوم تشامبرز الكثير ليتعلمه في آرسنال. وكان لوك شو اللاعب الوحيد الذي ظهر كصفقة ناجحة، قبل أن يخسر الشياطين الحمر جهوده بسبب إصابة في كاحل القدم في سبتمبر (أيلول).
وقد يكون من قبيل المجازفة، الافتراض بأن لاعبا ناجحا مع فريق صغير سيكون مؤهلا على الفور للعب وسط أجواء غير مواتية، حيث يكون من الصعوبة بمكان تقبل سوء الأداء في أي من المباريات.
تعرض كل من ماني وفيكتور واناياما لانتقادات من كومان بعد خسارة ساوثهامبتون أمام نوريتش. غادر واناياما الملعب مطرودا بعد تلقيه بطاقتين صفراوين، بينما خرج ماني من التشكيل بعد تأخره عن حضور تجمع للفريق. ويمكن أن يدفع عدم الانضباط ساوثهامبتون لتغيير موقفه إذا ما تلقى أي من هذين اللاعبين عروضا هذا الشهر.
يفتقر واناياما القدرة على الاحتفاظ بالكرة، وهو ما يجعله اختيارا غير مناسب لأي من الأندية الكبرى. لكن الوضع مختلف بالنسبة إلى ماني، فهو مهاجم أسهم أداؤه في كشف أوجه خلل في دفاعات تشيلسي في 3 مناسبات، حتى عندما كان الفريق اللندني يشهد أكثر فتراته تماسكا بقيادة جوزيه مورينهو الموسم الماضي. كما أن ماني هو المهاجم صاحب أسرع «هاتريك» في تاريخ دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وما زال هناك الكثير من الوقت أمام المهاجم السنغالي صاحب الـ23 عاما ليزداد أداؤه تطورا.
ومع هذا، فما زالت الشكوك بشأن ماني قائمة؛ هل سيلتزم الشاب السنغالي بأسلوب لعب لويس فان غال القائم على الانضباط؟ وهل سيرغب مدير فني جديد في ضمه؟ أم أنه ببساطة ليس مؤهلا إلى حد بعيد للعب لناد بحجم مانشستر يونايتد؟ لم يسجل اللاعب سوى 13 هدفا في 50 مباراة خاضها بقميص ساوثهامبتون في بطولة الدوري، ولم يسجل في البطولة منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول). يمكن أن يكون ماني مهاجم شديد الفعالية، لكنه من الممكن أن يصبح أيضا لاعبا متذبذب الأداء.
وكما أن طموح اللاعبين وسعي الأندية لعقد الصفقات الرابحة أمر يستحق الثناء، فإن الحصول على خدمات ماني سيكون مقابل سعر مرتفع. ولا يعتزم مسؤولو ساوثهامبتون التفريط في اللاعب هذا الشهر، ومن المرجح أن يضطر مانشستر يونايتد لدفع 30 مليون يورو للتعاقد معه في الصيف.
ويثير هذا تساؤلات حول تعاقدات المسؤولين في «أولد ترافورد»، فماني لاعب يمتلك المؤهلات الكافية للانضمام لمانشستر الآن، كما كان بالتأكيد يمتلك المؤهلات التي دفعت ساوثهامبتون لدفع 11 مليون يورو لجلبه من رد بول سالزبرغ قبل 18 شهرا. إن هناك ميلا لهزيمة الذات لدى الأندية الأغنى في تجاهل اللاعبين في ذلك المستوى، وتركهم ينضمون بالأندية متوسطة التصنيف، لا لشيء إلا للانبهار بأدائهم بعد ذلك بعام أو عامين.
ودفع ثمن مغالى فيه من أجل تحقيق مكسب معنوي خلال هذا الشهر لن يعزز هذا الإحساس، بل إن هذا يأتي بالأثر العكسي في كثير من الأحيان، وبخاصة عندما لا يتم إعطاء الاهتمام المناسب لوضع الفريق، ويستدعي هذا إلى الذاكرة معاناة كريستيان بنتيكي، منذ انضمامه إلى ليفربول، قادما من أستون فيلا.
سيتعاقد مانشستر يونايتد مع أفضل مهاجم لدى فريق يحتل المركز الـ13. لكنه بالنظر إلى أداء أولئك اللاعبين القادمين من صفوف ساوثهامبتون، يجب أن ينظروا لأنفسهم وأين هم في ناد كبير مثل يونايتد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».