قنابل عنقودية روسية في سوريا ومنظمة حقوقية تتحدث عن أدلة دامغة

مدونون روس أخذوها من فيديو مصدره وسائل وزارة الدفاع الروسية

صورة التقطها نشطاء محليون تظهر نوعًا جديدًا من القنابل العنقودية تقول «الشبكة السورية  لحقوق الإنسان» إنها لم تسجل من قبل في تقاريرها التوثيقية (شبكة شام)
صورة التقطها نشطاء محليون تظهر نوعًا جديدًا من القنابل العنقودية تقول «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إنها لم تسجل من قبل في تقاريرها التوثيقية (شبكة شام)
TT

قنابل عنقودية روسية في سوريا ومنظمة حقوقية تتحدث عن أدلة دامغة

صورة التقطها نشطاء محليون تظهر نوعًا جديدًا من القنابل العنقودية تقول «الشبكة السورية  لحقوق الإنسان» إنها لم تسجل من قبل في تقاريرها التوثيقية (شبكة شام)
صورة التقطها نشطاء محليون تظهر نوعًا جديدًا من القنابل العنقودية تقول «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إنها لم تسجل من قبل في تقاريرها التوثيقية (شبكة شام)

قالت جماعة روسية ناشطة، أمس، إن لديها أدلة على أن الطائرات الروسية الموجودة في سوريا مزودة بقنابل عنقودية، ليشككوا بذلك في النفي الرسمي. هذا في الوقت الذي قال فيه مدير «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إنهم يستعدون لإصدار تقرير يثبت استخدام الطيران الروسي للذخائر العنقودية بعدة مستويات من الأدلة.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد قالت، في الشهر الماضي، إن أدلة ظهرت في سوريا في الآونة الأخيرة تشير إلى أن روسيا إما أسقطت قنابل عنقودية في سوريا، أو أمدت القوات الجوية السورية بدفعة جديدة منها، أو الاثنين معا. ونفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم «هيومن رايتس ووتش».
لكن جماعة جمع المعلومات عن الصراعات التي تتألف من مدونين استقصائيين روس نشرت، اليوم (الخميس)، صورا ولقطات فيديو مصدرها وسائل إعلام ووزارة الدفاع الروسية قالت إنها تظهر هذا النوع من القنابل في قاعدة حميميم الجوية في سوريا التي تستخدمها الطائرات الروسية.
وقال ضابط مناوب في وزارة الدفاع، اليوم (الخميس)، إن الوزارة لا تستطيع التعليق على التقرير لأن اليوم عطلة رسمية.
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، قال فضل عبد الغني، مدير «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، التي تعد مرجعا معتمدا عن سوريا لدى المرصد الدولي لمراقبة استخدام الذخائر العنقودية، إنهم أعدوا سبعة تقارير عن استخدام الأسلحة العنقودية في سوريا، وإن التقرير السابع الذي يصدر قريبا، يثبت استخدام الطيران الروسي للذخائر العنقودية بعدة مستويات من الأدلة، من بينها الرقم التسلسلي للسلاح. وتابع بقوله إن ناشطي الشبكة رصدوا خلال 3 أشهر تبدأ من 30 سبتمبر (أيلول)، مع التدخل العسكري الروسي إلى سوريا، ارتفاعا ملحوظا في استخدام هذا السلاح بصورة مضاعفة عما استخدمه نظام الأسد سابقا، رغم استمرار الأخير في إلقاء هذا النوع من القنابل. وختم حديثه بالقول إن محافظة إدلب كان لها الحصة الأكبر من هذه الأسلحة تليها محافظة حلب. ولم توقع روسيا على معاهدة للأمم المتحدة عام 2008 تحظر استخدام القنابل العنقودية لطبيعتها العشوائية والتهديد الذي تشكله القنابل غير المنفجرة على المدنيين.
من جهتها، قالت «جماعة جمع المعلومات عن الصراعات» الروسية في تقريرها، إن روسيا باعتبارها خليفة للاتحاد السوفياتي ملزمة باتفاقية جنيف التي تحظر الهجمات بلا تمييز التي تضر بالمدنيين.
وقالت الجماعة إن الصور ومقاطع الفيديو تظهر وجود قنابل عنقودية على الطائرات الروسية الموجودة في سوريا.
وبدأت روسيا حملة قصف جوي واسعة النطاق في سوريا في 30 سبتمبر تستهدف معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».