التحالف يوجه ضربات موجعة للميليشيات الحوثية في صنعاء

العاصمة تشهد نزوحًا غير مسبوق مع ازدياد معاناة سكانها

التحالف يوجه ضربات موجعة للميليشيات الحوثية في صنعاء
TT

التحالف يوجه ضربات موجعة للميليشيات الحوثية في صنعاء

التحالف يوجه ضربات موجعة للميليشيات الحوثية في صنعاء

واصلت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية تدمير أهداف ومواقع للميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس للمخلوع علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات. وشهدت الساعات الأربع والعشرين الماضية غارات مكثفة في صنعاء، استهدفت عددا من الشاحنات المحملة بالأسلحة في استاد الثورة الرياضي، حيث يستخدم الحوثيون الملعب الرياضي مقرا لتجمع ميليشياتهم ومحطة مؤقتة لشاحنات الأسلحة. كما استهدفت الغارات مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية وحيي النهضة والسنينة.
وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الغارات التي استهدفت معسكرات الحرس الجمهوري ومخازن السلاح في جبل النهدين بجنوب صنعاء، كانت هي الأعنف، حيث تشير المعطيات إلى مخازن داخل كهوف طبيعية ومستحدثة داخل تلك الجبال، تحوي كميات مهولة من الأسلحة والذخائر، التي كدسها المخلوع علي عبد الله صالح لسنوات طويلة. واعترف أحد الكتاب الموالين له، في منشور، بأن الضربات الجوية التي استهدفت النهدين «كانت مؤلمة»، إضافة إلى مخازن مماثلة في معسكر الحفا، بشرق صنعاء، والتي استهدفها الطيران، إلى جانب تبة التلفزيون ومناطق أخرى.
واستيقظ سكان العاصمة صنعاء، أمس، على وقع انفجارات عنيفة شهدتها مناطق متفرقة، جراء غارات التحالف المكثفة على مواقع وثكنات ميليشيات الحوثيين وصالح، وقال بعض سكان صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إنهم يشعرون بقلق كبيرة، جراء ازدياد الغارات الجوية، الأيام الماضية، وكذلك بسبب اقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من العاصمة، حيث تدور مواجهات في منطقة فرضة نهم، شمال شرقي العاصمة، على بعد نحو 40 كيلومترا.
يذكر أن مقاتلات التحالف كثفت غاراتها الجوية منذ يوم الاثنين الماضي على العاصمة صنعاء، بعد هدوء حذر شهدته العاصمة خلال الأسابيع الماضية.
وفي الحديدة (226 كيلومترا غرب العاصمة صنعاء) أفادت مصادر محلية بأن مقاتلات التحالف استهدفت تجمعًا للحوثيين وقوات صالح في مطار الحديدة بعدد من الغارات‎. وأوضحت المصادر أن انفجارات عنيفة هزت المنطقة، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد بكثافة من المواقع المستهدفة.
ولقي ثلاثة حوثيين حتفهم أمس الأربعاء في اشتباكات مع مقاتلي المقاومة الشعبية اليمنية في محافظة البيضاء (268 كلم جنوب شرقي صنعاء). وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لوكالة الأنباء الألمانية إن مواجهات اندلعت بين الحوثيين، مدعومين بقوات المخلوع على عبد الله صالح، ومقاتلي المقاومة الشعبية في مناطق «المصعوق» و«العذيبة» بمديرية «ذي ناعم»، شمال البيضاء. وأشارت المصادر إلى أن المواجهات أسفرت عن مقتل ثلاثة من مقاتلي الحوثي وقوات صالح، إضافة إلى إعطاب عربة عسكرية تابعة لهم. وبحسب المصادر، «استقدم الحوثيون وميليشيات صالح تعزيزات عسكرية إلى المديرية بهدف اقتحامها والسيطرة عليها». وأدت حالة القلق، التي تنتاب السكان في صنعاء، إلى عدم إرسال كثير من أولياء الأمور أطفالهم إلى المدارس. وبحسب معلومات محلية، فقد تغيب اليومين الماضيين عدد كبير من طلاب المدارس الحكومية والأهلية وطلاب الجامعات، إضافة إلى تغيب عدد كبير من الموظفين في مختلف القطاعات عن أعمالهم، مع تصاعد عمليات القصف، وقال أحد المواطنين لـ«الشرق الأوسط» إنه وعددا من أقاربه وأصدقائه يظنون أن «القوات الموالية للشرعية المسنودة من قوات التحالف باتت قريبة من أبواب صنعاء، وغارات التحالف تعمل على التغطية الجوية لتسهل لهم عملية الدخول وطرد ميليشيات الحوثي والمخلوع من المعسكرات ومداخل العاصمة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.