عباس: لن نحل السلطة.. ونريد حلاً دوليًا على غرار الحلول الإيرانية والسورية

قال إنه يؤيد خطوات السعودية لأنها صحيحة

محمود عباس أثناء إلقائه كلمته في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)
محمود عباس أثناء إلقائه كلمته في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)
TT

عباس: لن نحل السلطة.. ونريد حلاً دوليًا على غرار الحلول الإيرانية والسورية

محمود عباس أثناء إلقائه كلمته في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)
محمود عباس أثناء إلقائه كلمته في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إنه يريد حلا دوليا للقضية الفلسطينية، على غرار الحلول التي نفذت وتنفذ في القضايا الإيرانية والليبية والسورية. وأكد في كلمة له من بيت لحم، التي وصلها أمس للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد للطوائف الشرقية، أن حل السلطة الفلسطينية ليس من ضمن السيناريوهات المطروحة على الطاولة. وشدد على تمسكه بحل سياسي مع إسرائيل، واتفاق مصالحة مع حماس، لكنه لم يتطرق إلى الشأن الداخلي، الفتحاوي، بعد تسريبات وتصريحات أشارت إلى وجود خلافات.
وفي الشأن العربي، قال الرئيس الفلسطيني إنه يدعم جميع الإجراءات والخطوات التي قامت بها السعودية، لأنها صحيحة، ولأنه يقف ضد الإرهاب.
ورد عباس، بطريقة غير مباشرة، على النقاش الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، مع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، حول احتمال انهيار السلطة، بسبب جمود العملية السياسية، واستمرار التصعيد الأمني على الأرض، والأزمة الاقتصادية في الضفة، وأزمة القيادة الفلسطينية، واحتمالات وفاة عباس نفسه، فقال: «عليهم ألا يحلموا بانهيار السلطة.. السلطة هي إنجاز لشعبنا وسنحافظ عليها (...) لن نخرج من هنا، ولن نيأس ولن نستسلم»، مستدركا: «لكن أيضا لن نسمح بأن يبقى الوضع على ما هو عليه». وأضاف: «لا يمكن استمرار الوضع الراهن.. نحن نلتزم بكل شيء وهم لا يلتزمون».
وقال عباس: «السلطة باقية، ومن السلطة سنذهب للدولة، ولا توجد سيناريوهات أخرى». وأضاف: «ما يريده الفلسطينيون هو دولة لهم بجانب دولة إسرائيل، على حدود 67، والقدس عاصمة لها»، وفي مقابل ذلك «هناك ما يسمى بالمبادرة العربية. وجميع الدول العربية والإسلامية (57 دولة) تقول إنها ستطبع علاقاتها مع إسرائيل». وتساءل عباس: «إذن لماذا هذا التعنت وهذا الرفض؟ الذي يرفض مثل هذا أعتقد أنه قد لا يريد السلام.. وآمل أن يغيروا (الإسرائيليون) سلوكهم، وأن يقبلوا هذه الأمر». وتابع: «هذا هو الحل من عند العالم وليس من عندنا فقط، دولة على حدود 67».
وغمز أبو مازن من قناة الدول الكبيرة، التي استطاعت إيجاد حلول سريعة وفورية للمشكلات الإيرانية والسورية والليبية، وقال ساخرا: «عندما أرادوا حلولا، جاءوا بـ(5+1)، وجاءوا بمجلس الأمن فورا. نحن مشكلتنا قبل الكل.. اللهم لا حسد». وأضاف: «نريد مؤتمرا دوليا يفرز لجنة من دول غربية وعربية، وأي دول أخرى، لحل مشكلتنا، مشيرا إلى أن «(الرباعية) كثّر خيرها ما ظبطت معهم».
وتساءل عباس: «إلى متى سنصبر على وعود بلا طائل؟». وأعاد التأكيد على أهمية المؤتمر الدولي، رابطا بين إنهاء الإرهاب في العالم وإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وقال عباس: «تعالوا إلى حل هنا، إذا كنتم راغبين في الوصول إلى حل في الشرق الأوسط. ما دام لا يوجد حل هنا فلا يوجد حل في العالم. إذا انتهت المشاكل هنا فلن تكون هناك مشاكل في أماكن أخرى، ولن يكون هناك تطرف ولا (داعش) ولا (نصرة) ولا أحد».
وحذر عباس من تحول الصراع إلى ديني. وقال إنه نبه العالم، غير مرة، إلى ذلك. وخاطب الإسرائيليين بحدة قائلا: «ابعدوا عن الأقصى». كما حذر من قهر الشعب الفلسطيني وإصابته باليأس. وقال: «حذار من أن يصل شبابنا الصغار إلى مرحلة يعتقدون فيها أنه لا منفذ لهم، ولا حل أمامهم. احذروا من هذا».
وشدد عباس على أنه مع السلام عبر حل عادل ودائم وضد التطرف. وقال: «نحن ضد التطرف والعنف الإرهاب.. عندما دعا إخواننا السعوديون إلى حرب ضد الإرهاب، كنا أول الناس الذين انضموا للسعودية.. نعم نحن مع السعودية في كل ما قامت به وما فعلته، لأننا نرى أنه الصواب». وأعاد التشديد على عبارته وتأكيدها: «إحنا مع السعودية».
وتطرق عباس إلى العلاقة مع حماس، وقال: «منذ 8 سنوات نريد حلا بيننا وبين إخوتنا في غزة. ذهبنا إلى مكة وأقسمنا اليمين، وبعد 3 شهور انقلبوا علينا. وذهبنا إلى الدوحة والقاهرة وغزة، وعقدنا اتفاقات، فما المطلوب بعد ذلك؟». وأضاف: «قلنا لحماس: (إذا بدكم حكومة مشتركة، نحن نوافق، على الرغم مما سندفعه من ثمن). قالوا لا بعد ذلك، والآن وصلني جواب حول الانتخابات بأنهم لا يريدون انتخابات». وتابع: «مصر لديها مشاكل كبيرة مع حماس و(الإخوان)، فأقفلت كل المعابر. مصر حرة في إقفال المعابر. وما يأتي من تحت الأنفاق غير شرعي، لكن قلنا إنه يغذي الناس. لمصلحة الناس خلينا نحل المشكلة. وعرضنا الأمر على مصر ووافقت. وشكلنا لجنة كي نتمكن من نقل البضائع الضرورية عبر الحدود الطبيعية، وأن يسمح للناس بأن يعبروا. وافقنا أيضا على اقتراحات من الفصائل، رغم أنها ليس جيدة كفاية، وقالوا لنا (حماس) إحنا بندرس.. طيب شو بتدرسوا؟». وأردف: «وعلى الرغم من ذلك لن نيأس. الوحدة مهمة، ومن واجبنا أن نسعى إليها».
وفي سياق آخر، أكد عباس أنه ماض في مساعيه إلى مجلس الأمن وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: «هذي مش هواية أو كيف أو ترف.. نريد أن نحمي شعبنا. إنهم يعتدون علينا ولا نستطيع الرد ولا نريد. نريد حماية دولية». كما أكد عباس أنه سيعقد اجتماعات سياسية وأمنية، خلال أسبوع، لتطبيق قرارات المجلس المركزي المتعلقة بالعلاقة مع إسرائيل.
وفي موضوع ثان، تحدث عباس عن خصوصية الأرض في بيت لحم، وقال ردا على اتهامات للبطريرك الأرثوذوكسي ثيوفيلوس، بتسريب أراض للإسرائيليين: «لن نسمح بتسريب الأراضي لأي حد، ولا نسمح لأحد بأن يتصرف في ذرة رمل منها. نحن صممنا أن تكون للإسكانات».
وكانت المؤسسات الأرثوذكسية قاطعت أمس مراسم استقبال البطريرك ثيوفيلوس لحظة وصوله إلى بيت لحم، متهمين إياه بتسريب الأراضي، وترحيل راهب قسرا عن الأراضي الفلسطينية، نهاية الشهر الماضي، وذلك «بعدما وقف في وجهه ضد بيع أراضي البطريركية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.