قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إنه يريد حلا دوليا للقضية الفلسطينية، على غرار الحلول التي نفذت وتنفذ في القضايا الإيرانية والليبية والسورية. وأكد في كلمة له من بيت لحم، التي وصلها أمس للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد للطوائف الشرقية، أن حل السلطة الفلسطينية ليس من ضمن السيناريوهات المطروحة على الطاولة. وشدد على تمسكه بحل سياسي مع إسرائيل، واتفاق مصالحة مع حماس، لكنه لم يتطرق إلى الشأن الداخلي، الفتحاوي، بعد تسريبات وتصريحات أشارت إلى وجود خلافات.
وفي الشأن العربي، قال الرئيس الفلسطيني إنه يدعم جميع الإجراءات والخطوات التي قامت بها السعودية، لأنها صحيحة، ولأنه يقف ضد الإرهاب.
ورد عباس، بطريقة غير مباشرة، على النقاش الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، مع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، حول احتمال انهيار السلطة، بسبب جمود العملية السياسية، واستمرار التصعيد الأمني على الأرض، والأزمة الاقتصادية في الضفة، وأزمة القيادة الفلسطينية، واحتمالات وفاة عباس نفسه، فقال: «عليهم ألا يحلموا بانهيار السلطة.. السلطة هي إنجاز لشعبنا وسنحافظ عليها (...) لن نخرج من هنا، ولن نيأس ولن نستسلم»، مستدركا: «لكن أيضا لن نسمح بأن يبقى الوضع على ما هو عليه». وأضاف: «لا يمكن استمرار الوضع الراهن.. نحن نلتزم بكل شيء وهم لا يلتزمون».
وقال عباس: «السلطة باقية، ومن السلطة سنذهب للدولة، ولا توجد سيناريوهات أخرى». وأضاف: «ما يريده الفلسطينيون هو دولة لهم بجانب دولة إسرائيل، على حدود 67، والقدس عاصمة لها»، وفي مقابل ذلك «هناك ما يسمى بالمبادرة العربية. وجميع الدول العربية والإسلامية (57 دولة) تقول إنها ستطبع علاقاتها مع إسرائيل». وتساءل عباس: «إذن لماذا هذا التعنت وهذا الرفض؟ الذي يرفض مثل هذا أعتقد أنه قد لا يريد السلام.. وآمل أن يغيروا (الإسرائيليون) سلوكهم، وأن يقبلوا هذه الأمر». وتابع: «هذا هو الحل من عند العالم وليس من عندنا فقط، دولة على حدود 67».
وغمز أبو مازن من قناة الدول الكبيرة، التي استطاعت إيجاد حلول سريعة وفورية للمشكلات الإيرانية والسورية والليبية، وقال ساخرا: «عندما أرادوا حلولا، جاءوا بـ(5+1)، وجاءوا بمجلس الأمن فورا. نحن مشكلتنا قبل الكل.. اللهم لا حسد». وأضاف: «نريد مؤتمرا دوليا يفرز لجنة من دول غربية وعربية، وأي دول أخرى، لحل مشكلتنا، مشيرا إلى أن «(الرباعية) كثّر خيرها ما ظبطت معهم».
وتساءل عباس: «إلى متى سنصبر على وعود بلا طائل؟». وأعاد التأكيد على أهمية المؤتمر الدولي، رابطا بين إنهاء الإرهاب في العالم وإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وقال عباس: «تعالوا إلى حل هنا، إذا كنتم راغبين في الوصول إلى حل في الشرق الأوسط. ما دام لا يوجد حل هنا فلا يوجد حل في العالم. إذا انتهت المشاكل هنا فلن تكون هناك مشاكل في أماكن أخرى، ولن يكون هناك تطرف ولا (داعش) ولا (نصرة) ولا أحد».
وحذر عباس من تحول الصراع إلى ديني. وقال إنه نبه العالم، غير مرة، إلى ذلك. وخاطب الإسرائيليين بحدة قائلا: «ابعدوا عن الأقصى». كما حذر من قهر الشعب الفلسطيني وإصابته باليأس. وقال: «حذار من أن يصل شبابنا الصغار إلى مرحلة يعتقدون فيها أنه لا منفذ لهم، ولا حل أمامهم. احذروا من هذا».
وشدد عباس على أنه مع السلام عبر حل عادل ودائم وضد التطرف. وقال: «نحن ضد التطرف والعنف الإرهاب.. عندما دعا إخواننا السعوديون إلى حرب ضد الإرهاب، كنا أول الناس الذين انضموا للسعودية.. نعم نحن مع السعودية في كل ما قامت به وما فعلته، لأننا نرى أنه الصواب». وأعاد التشديد على عبارته وتأكيدها: «إحنا مع السعودية».
وتطرق عباس إلى العلاقة مع حماس، وقال: «منذ 8 سنوات نريد حلا بيننا وبين إخوتنا في غزة. ذهبنا إلى مكة وأقسمنا اليمين، وبعد 3 شهور انقلبوا علينا. وذهبنا إلى الدوحة والقاهرة وغزة، وعقدنا اتفاقات، فما المطلوب بعد ذلك؟». وأضاف: «قلنا لحماس: (إذا بدكم حكومة مشتركة، نحن نوافق، على الرغم مما سندفعه من ثمن). قالوا لا بعد ذلك، والآن وصلني جواب حول الانتخابات بأنهم لا يريدون انتخابات». وتابع: «مصر لديها مشاكل كبيرة مع حماس و(الإخوان)، فأقفلت كل المعابر. مصر حرة في إقفال المعابر. وما يأتي من تحت الأنفاق غير شرعي، لكن قلنا إنه يغذي الناس. لمصلحة الناس خلينا نحل المشكلة. وعرضنا الأمر على مصر ووافقت. وشكلنا لجنة كي نتمكن من نقل البضائع الضرورية عبر الحدود الطبيعية، وأن يسمح للناس بأن يعبروا. وافقنا أيضا على اقتراحات من الفصائل، رغم أنها ليس جيدة كفاية، وقالوا لنا (حماس) إحنا بندرس.. طيب شو بتدرسوا؟». وأردف: «وعلى الرغم من ذلك لن نيأس. الوحدة مهمة، ومن واجبنا أن نسعى إليها».
وفي سياق آخر، أكد عباس أنه ماض في مساعيه إلى مجلس الأمن وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: «هذي مش هواية أو كيف أو ترف.. نريد أن نحمي شعبنا. إنهم يعتدون علينا ولا نستطيع الرد ولا نريد. نريد حماية دولية». كما أكد عباس أنه سيعقد اجتماعات سياسية وأمنية، خلال أسبوع، لتطبيق قرارات المجلس المركزي المتعلقة بالعلاقة مع إسرائيل.
وفي موضوع ثان، تحدث عباس عن خصوصية الأرض في بيت لحم، وقال ردا على اتهامات للبطريرك الأرثوذوكسي ثيوفيلوس، بتسريب أراض للإسرائيليين: «لن نسمح بتسريب الأراضي لأي حد، ولا نسمح لأحد بأن يتصرف في ذرة رمل منها. نحن صممنا أن تكون للإسكانات».
وكانت المؤسسات الأرثوذكسية قاطعت أمس مراسم استقبال البطريرك ثيوفيلوس لحظة وصوله إلى بيت لحم، متهمين إياه بتسريب الأراضي، وترحيل راهب قسرا عن الأراضي الفلسطينية، نهاية الشهر الماضي، وذلك «بعدما وقف في وجهه ضد بيع أراضي البطريركية».
عباس: لن نحل السلطة.. ونريد حلاً دوليًا على غرار الحلول الإيرانية والسورية
قال إنه يؤيد خطوات السعودية لأنها صحيحة
عباس: لن نحل السلطة.. ونريد حلاً دوليًا على غرار الحلول الإيرانية والسورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة