الحبيب الصيد يجري تعديلات على الحكومة التونسية بينها ثلاث وزارات سيادية

استقالة عضو بارز في الحزب الحاكم لتأسيس حزب جديد

محسن مرزوق الأمين العام لحركة نداء تونس خلال إعلانه أمس في العاصمة عن استقالته رسميًا من الحزب (إ.ب.أ)
محسن مرزوق الأمين العام لحركة نداء تونس خلال إعلانه أمس في العاصمة عن استقالته رسميًا من الحزب (إ.ب.أ)
TT

الحبيب الصيد يجري تعديلات على الحكومة التونسية بينها ثلاث وزارات سيادية

محسن مرزوق الأمين العام لحركة نداء تونس خلال إعلانه أمس في العاصمة عن استقالته رسميًا من الحزب (إ.ب.أ)
محسن مرزوق الأمين العام لحركة نداء تونس خلال إعلانه أمس في العاصمة عن استقالته رسميًا من الحزب (إ.ب.أ)

أعلن الحبيب الصيد، رئيس الوزراء التونسي، عن تعديلات في حكومته، مساء أمس، من بينها ثلاث وزارات سيادية.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة أن التعديلات شملت وزير الخارجية؛ حيث عين الهادي مجدوب بدلا من الهادي البكوش، وخميس الجيناوي وزيرا للداخلية بدلا من ناجم الغرسلي، كما عين عمر منصور وزيرا للعدل في المنصب الذي كان يشغله مؤقتا وزير الدفاع فرحات الحرشاني منذ إقالة الوزير السابق صالح بن عيسى في 20 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
كما شملت التعديلات تعيين خالد شوكات وزيرا للعلاقة مع مجلس نواب الشعب وناطقا رسميا باسم الحكومة بدلا من لزهر العرمي المستقيل في الخامس من أكتوبر الماضي، كما دفع الصيد بمحمد خليل وزيرا للشؤون الدينية، وسنية مبارك وزيرة للثقافة، ومنجي مرزوق وزيرا للطاقة والمناجم، ومحسن حسن وزيرا للتجارة، وأنيس غديرة وزيرا للنقل، وكمال العيادي وزيرا للوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد، بينما عين يوسف الشاهد وزيرا للشؤون المحلية في خطة جديدة، كما تم تعيين محمود بن رمضان في منصب وزير الشؤون الاجتماعية عوضا عن عمار الينباعي، بينما أبقى على كمال الجندوبي وزيرا للعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان. وفي المقابل، ألغى الحبيب الصيد منصب كاتب الدولة من الحكومة.
ويعد هذا هو التعديل الأول من نوعه منذ تنصيب الحكومة بعد انتخابات 2014، واستلامها لمهامها في فبراير (شباط) الماضي.
من جهة ثانية، أعلن محسن مرزوق، الأمين العام لحركة نداء تونس، أمس، عن استقالته رسميا من الحزب، الذي أسسه برفقة الباجي قائد السبسي منتصف سنة 2012، وانتقد بشدة القيادات العليا لحزب النداء بقوله إن التجمع الدستوري الديمقراطي، الحزب الحاكم في عهد بن علي، أكثر ديمقراطية من حركة نداء تونس، مشيرا إلى أن الانتخابات الحزبية التي كانت تدور بين هياكل وقيادات التجمع المنحل «أثبتت ديمقراطيتها»، على عكس نداء تونس بعد الثورة. وشكك مرزوق في ما سيتوصل إليه المؤتمر التأسيسي الذي تعقده حركة نداء تونس يومي التاسع والعاشر من الشهر الحالي، وقال إنه لن يكون توافقيا ولا تشاركيا، بل مؤتمر تعيينات تقرر على قياس شخص معين، في إشارة إلى حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي الحالي، الذي ينافسه على زعامة النداء، وتوقع أن يمنى المؤتمر بالفشل، مشيرا إلى أن اللمسات الأخيرة للاستيلاء على حزب النداء قد تمت واتضحت معالمها، على حد قوله.
وأشار مرزوق إلى أن المؤتمر التأسيسي الذي يعقد نهاية هذا الأسبوع في مدينة سوسة (وسط)، قائم على أزمة حقيقية، وأن نتائجه جاهزة منذ الساعة، وعده انحرافا خطيرا يهدد المسار الديمقراطي، خاصة مع اللجوء لاستعمال العنف خلال اجتماع عقد في الحمامات، وتوجيه اتهامات بالتخوين لبعض القيادات السياسية من بينهم مرزوق نفسه، في إشارة إلى تصريحات قيادات نداء تونس حول سعي مرزوق إلى تعطيل بعض الاتفاقيات مع بلدان الاتحاد الأوروبي.
واتهم مرزوق حركة نداء تونس باستغلال أجهزة الدولة لأهداف حزبية، وقال إنه سيعلن عن مشروع سياسي جديد في الثاني من شهر مارس (آذار) المقبل، كما دعا إلى اجتماع شعبي يوم 10 يناير (كانون الثاني) الحالي، وهو نفس اليوم الذي يعقد خلاله المؤتمر التأسيسي للنداء، للإعلان عن الانفصال بشكل تام عن حركة نداء تونس برفقة قيادات سياسية أخرى.
وبخصوص سعيه لتشكيل حزب سياسي يجمع قيادات سياسية معروفة، من بينها مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية السابق، نفى مرزوق وجود هذا المشروع، وقال إنه لم يلتق جمعة منذ الاحتفال بعيد الجمهورية، لكنه كشف عن قرب عودة جمعة إلى السياسة عبر مبادرة سياسية خاصة به، دون أن يؤكد مشاركته في هذه المبادرة.
وفي السياق ذاته، نفى محسن مرزوق استنجاده بقيادات من حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي من أجل مناصرة الشق اليساري، الذي يقوده على الشق الدستوري الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي.
ومن المنتظر أن يكون نحو 20 نائبا برلمانيا مستقيلا من حركة نداء تونس كتلة برلمانية مستقلة، وهؤلاء النواب المستقيلون ينتمون إلى قائمة من 31 نائبا برلمانيا أعلنوا استقالة جماعية من الكتلة البرلمانية للنداء، تأييدا لمحسن مرزوق الأمين العام المستقيل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.