مصر تنتخب برلمانا بعد 3 سنوات من دون مجلس تشريعي

المرأة والأقباط أكثر الرابحين.. والأحزاب الدينية تتراجع

مواطن مصري في منطقة شبين الكوم بالمنوفية لدى إدلائه بصوته في الدورة الثانية من الانتخابات المصرية التي جرت بداية ديسمبر الماضي (أ ف ب)
مواطن مصري في منطقة شبين الكوم بالمنوفية لدى إدلائه بصوته في الدورة الثانية من الانتخابات المصرية التي جرت بداية ديسمبر الماضي (أ ف ب)
TT

مصر تنتخب برلمانا بعد 3 سنوات من دون مجلس تشريعي

مواطن مصري في منطقة شبين الكوم بالمنوفية لدى إدلائه بصوته في الدورة الثانية من الانتخابات المصرية التي جرت بداية ديسمبر الماضي (أ ف ب)
مواطن مصري في منطقة شبين الكوم بالمنوفية لدى إدلائه بصوته في الدورة الثانية من الانتخابات المصرية التي جرت بداية ديسمبر الماضي (أ ف ب)

مع نهاية عام 2015 أصبح في مصر برلمان، بعد نحو 3 سنوات عاشتها البلاد بلا مجلس تشريعي، لكن الأمر لم يلقَ الاهتمام الكافي في بلد قامت به ثورتان رفعتا شعارات الحرية والديمقراطية، مما أثار علامات استفهام وألقى بظلال كثيفة من الشك في طريق مجلس النواب. وباستثناء الاحتفاء الذي قوبل به ارتفاع نسبة تمثيل المرأة والأقباط، يواجه البرلمان حتى قبل انعقاده الكثير من الانتقادات ومخاوف بشأن ولائه، وطبيعة المسافة التي تفصله عن السلطة التنفيذية.
وبعد جولتين فاترتين من الاقتراع في شهري أكتوبر (تشرين الأول)، ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، ظلت الاتهامات التي يواجه بها المجلس تتراوح بين الارتجال المنفلت، والهندسة الصارمة. ففي حين يرى مراقبون أن تفتت الكتل البرلمانية وكثرة المستقلين من شأنه خلق برلمان معرقل غير قادر على اتخاذ قرارات، يرى آخرون أن السلطات تمادت في ضبط تركيبته ليأتي متوافقا مع شروطها.
ويتألف مجلس النواب من 568 عضوا بينهم 448 تنافسوا على المقاعد الفردية، و120 فازوا من خلال نظام القائمة المطلقة المغلقة، بإضافة إلى نسبة 5 في المائة من الأعضاء يحق للرئيس المصري تعيينهم بالمجلس. وبالنسبة لبرلمان توسعت صلاحياته بشكل غير مسبوق للمرة الأولى منذ ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، ليناط به وضع القوانين المكملة للدستور، إلى جانب توسيع صلاحياته ليكون بمقدور أغلبيته تشكيل الحكومة وطرح الثقة عن الرئيس، يشعر أصحاب وجهتي النظر بالقلق من طبيعة وأداء النواب الجدد، خصوصًا في ظل ارتفاع عدد أعضاء المجلس مقارنة بالبرلمانات السابقة.
وأظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية هيمنة المستقلين والأحزاب الليبرالية الناشئة، على غالبية مقاعد مجلس النواب الجديد. وحصل حزب «المصريين الأحرار»، الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، على أكثرية مقاعد المجلس بـ65 مقعدا، يليه حزب «مستقبل وطن» بـ50 مقعدًا، بينما هبط نصيب حزب النور السلفي إلى 12 مقعدًا فقط، بعد أن حقق ثاني أكبر كتلة برلمانية في انتخابات عام 2012.
وفي المركز الثالث للأحزاب جاء حزب الوفد الليبرالي العريق بـ45 مقعدًا. تلاهم حزب «حماة وطن» بـ17 مقعدًا، و«الشعب الجمهوري» بـ13 مقعدًا، فحزب المؤتمر 12 نائبًا، والنور السلفي 12 نائبًا.
ومن بين الأحزاب الأقل تمثيلا: جاءت أحزاب (المحافظين 6 مقاعد، الحركة الوطنية 5 مقاعد، السلام الديمقراطي 5 مقاعد، المصري الديمقراطي الاجتماعي 4 مقاعد، مصر بلدي 3 مقاعد، مصر الحديثة 3 مقاعد، التجمع مقعد وحيد، الإصلاح والتنمية مقعد وحيد).
وأشارت نتائج جولة الإعادة بالمرحلة الثانية إلى تفوق واضح للمرشحين المستقلين على مرشحي الأحزاب بنسبة كبيرة بعدما حصدوا 126 مقعدا مقابل 87 مقعدًا للحزبيين، عكس المرحلة الأولى والتي حصد فيها مرشحي الأحزاب 108 مقاعد أمام 105 مقاعد للمستقلين.
وبدا صعبا إقناع الناخبين المصريين بالاقتراع على برلمان تنافس مرشحوه على إعلان تأييد رأس السلطة التنفيذية، الأمر الذي انعكس على نسبة المشاركة في آخر استحقاقات خريطة المستقبل، بحسب مراقبين، فجاءت دون الـ30 في المائة، لتحتل بها انتخابات مجلس النواب الترتيب الأخير من حيث إقبال الناخبين، على مدى السنوات الخمس الأخيرة التي شهدت 8 استحقاقات.
كانت الساحة السياسية في البلاد قد شهدت أعلى درجات حيويتها في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. وتنوعت درجات الطيف السياسي من أقصى اليمين حيث أسست قيادات الجماعة الإسلامية، حزب البناء والتنمية، حتى أقصى اليسار مع «الاشتراكيين الثوريين»، مرورا بعشرات الأحزاب الليبرالية واليسارية والإسلامية، التي استفادت من إطلاق حرية تأسيس الأحزاب بعد الثورة. وتُرجمت تلك الحيوية في نسب إقبال غير مسبوقة في الانتخابات والاستفتاءات التي جرت منذ مارس (آذار) 2011، وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2012.
لكن حالة الاستقطاب التي شهدتها البلاد قبيل ثورة 30 يونيو (حزيران)، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، قلصت التنوع إلى حدوده الدنيا، وبات التمييز يجري على أساس التناقض البسيط بين الأبيض والأسود، قبل أن تتصدع كُتلتا الصراع، تاركة المجال العام غارقا في ظلال اللون الرمادي.
وفي أجواء من الحيرة والتوجس، تضخمت بفعل غياب القواعد التقليدية التي أسست شروط اللعبة السياسية في مصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة، مثل البرلمان مصدر قلق للجميع. وعبر هذا القلق عن نفسه خلال مداولات لجنة الخمسين التي أنيط بها كتابة دستور البلاد الجديد، حيث عجزت اللجنة عن حسم موقع الانتخابات البرلمانية على خارطة المستقبل، قبل الانتخابات الرئاسية أم بعدها؟!
ألقت لجنة الخمسين بأزمة البرلمان على كاهل المستشار عدلي منصور الذي تولى منذ يوليو 2013 ولنحو عام رئاسة البلاد بصورة مؤقتة. وانتقل هذا القلق على ما يبدو إلى الرئيس منصور الذي فضل إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، ليلقي بدوره المسؤولية على كاهل الرئيس المنتخب.
وكان الدستور قد وضع موعدا تنظيميا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في غضون 6 أشهر، لكن أزمة البرلمان التي بدت عصية على الحل استمرت، فتأخر الموعد المفترض لانتخاب مجلس للنواب لنحو عام ونصف العام.
وشهدت الساحة السياسية جدلا واسعا على خلفية القوانين التي تنظم العلمية الانتخابية، واستقبل الرئيسان عدلي منصور وعبد الفتاح السيسي خلال عدة جلسات ممثلين عن الأحزاب السياسية الذين أعربوا جميعهم عن رفض القوانين مطالبين بتعديلها، لكن القوانين ظلت على حالها حتى بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكما ببطلان مواد في قانوني تقسيم الدوائر وانتخابات مجلس النواب، واكتفت لجنة شكلها الرئيس السيسي بمعالجة ضيقة للقوانين في ضوء حكم المحكمة الدستورية.
وحين جاءت لحظة انطلاق قطار الاستحقاق البرلماني، كان طيف واسع من الأحزاب قد أعلن مقاطعته. وفي غياب المشهد التقليدي وجد المرشحون المستقلون والأحزاب والناخبون أنفسهم أمام انتخابات برلمانية بلا بوصلة هادية، وخارج المربع المريح للموالاة أو المعارضة، فالرئيس السيسي، القادم من المؤسسة العسكرية رأسًا إلى سدة الحكم، تعهد بألا يؤسس حزبا أو يدعم حزبا من الأحزاب الموجودة على الساحة.
واستعانت الأحزاب التي تفتقر للحضور الشعبي والكوادر المؤهلة بقيادات شعبية محلية أو نواب سابقين لخوض الصراع الانتخابي، على طريقة الاحتراف في عالم كرة القدم، حتى إن أحزاب تبادلت اتهامات بسرقة مرشحين محتملين للمجلس.
وعكست الحيرة بشأن الاستقرار على رئيس مجلس النواب قبل الانتخابات وفي أعقابها قدر القلق الذي يساور دوائر صنع القرار في مصر من أداء المجلس المقبل، كما بدا الحرص على تشكيل ائتلاف واسع يضمن أغلبية مريحة طريقة لضبط إيقاع برلمان يضم وجوها مثيرة للجدل وأخرى تفتقر للخبرة البرلمانية في لحظة فارقة من تاريخ البلاد.
وخارج السياق العام للقلق الذي رافق الميلاد العسير لمجلس النواب، برزت المرأة المصرية التي حققت رقما قياسيا لأول مرة في المجالس النيابية بحصد عدد كبير من المقاعد، حيث فازت بـ71 مقعدا في الانتخابات، بخلاف نصيبها من نسبة التعيينات، حيث أقر قانون مجلس النواب أن يكون نصيب المرأة 14 مقعدا من إجمالي المعينين، ليصبح مجموع مقاعدها في البرلمان الجديد 85 مقعدا.
كما قوبل ارتفاع نسبة تمثيل المسيحيين في المجلس بالحفاوة نفسها، حيث حقق النواب الأقباط رقما قياسيا جديدا في تاريخ البرلمان المصري، إذ أسفرت نتائج المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات عن فوز الأقباط بـ36 مقعدا داخل مجلس النواب، منهم 24 بنظام القوائم و12 بالنظام الفردي، فيما سجل الدكتور سمير غطاس اسمه كأول قبطي يفوز من الجولة الأولى في الانتخابات دون خوض جولة الإعادة عن دائرة مدينة نصر.
وبعيدا عن حسابات ما جرى خلال الانتخابات البرلمانية، من المرجح أن تحسم الملفات العالقة طبيعة البرلمان المقبل، ومن أبرزها اختيار رئيس الحكومة، ومناقشة القوانين التي صدرت في غيبة المجلس، وتعديل الدستور ومنح الرئيس صلاحيات أوسع، وسيكون على النواب أن يجيبوا عما إذا كانوا فاعلا رئيسيا على الساحة السياسية، أم مجرد ديكور يكمل ما يبدو كالمشهد الديمقراطي.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.