غرفة التحقيقات في لجنة القيم توصي بإيقاف فالكه 9 سنوات

أكدت تورطه في قضية إعادة بيع تذاكر مونديال 2014 بالسوق السوداء

فالكه أمين عام «فيفا» السابق (إ.ب.أ)
فالكه أمين عام «فيفا» السابق (إ.ب.أ)
TT

غرفة التحقيقات في لجنة القيم توصي بإيقاف فالكه 9 سنوات

فالكه أمين عام «فيفا» السابق (إ.ب.أ)
فالكه أمين عام «فيفا» السابق (إ.ب.أ)

أوصت غرفة التحقيقات بلجنة القيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم أمس، بإيقاف الأمين العام السابق لـ«فيفا»، الفرنسي جيروم فالكه، عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة تسعة أعوام مع غرامة مالية قيمتها مائة ألف فرنك سويسري.
وكان فالكه أعفي من مهامه في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأوقف بشكل مؤقت ولمدة تسعين يومًا منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب اتهامه من وسائل الإعلام البريطانية بالتورط في قضية إعادة بيع تذاكر مونديال 2014 في البرازيل في السوق السوداء.
وأوضحت لجنة القيم، في بيان لها، أن رئيسها كورنيل بوربيلي أنهى تحقيقاته بخصوص أنشطة الأمين العام السابق، وتقدم بتقرير وتوصيات إلى غرفة الحكم في «فيفا» التي يرأسها هانز يواكيم إيكرت.
وأضافت أن بوربيلي طلب في الوقت نفسه تمديد عقوبة إيقاف فالكه لمدة 45 يوما أخرى، وهو الذي انتهت أمس فترة عقوبة إيقافه لمدة تسعين يومًا.
وتابعت: «في تقريره النهائي، أوصى رئيس لجنة التحقيقات بفرض عقوبة الإيقاف لمدة تسع سنوات، وغرامة مالية قدرها مائة ألف فرنك سويسري على فالكه، لانتهاكه القوانين العامة للسلوك (المادة «13» من قانون الأخلاق لـ«فيفا»)، والولاء (المادة «15»)، والسرية (المادة «16»)، وواجب الإفصاح، والتعاون والإبلاغ (المادة «18»)، وتضارب المصالح (المادة «19»)، وتقديم وقبول الهدايا والمزايا الأخرى (المادة «20»)، والالتزام العام بالتعاون (المادة «42»)».
وختمت اللجنة بيانها: «حتى يتم اتخاذ قرار رسمي من غرفة الحكم التابعة للجنة الأخلاق، فإن فالكه يفترض أنه بريء».
وكان فالكه، 55 عامًا، بحسب وسائل الإعلام البريطانية، وضع جهازًا يمكنه من تقاضي عمولات في إطار عملية إعادة بيع الآلاف من التذاكر في السوق السوداء خلال المونديال الأخير في البرازيل عام 2014.
وتسنتد هذه الاتهامات إلى رسائل إلكترونية كشف عنها لوسائل الإعلام بيني عالون، اللاعب الإسرائيلي السابق ومستشار شركة «جي بي سبورتس للتسويق». ونفى فالكه عن طريق محاميه بشدة هذه الاتهامات «الملفقة».
وسلم الاتحاد الدولي بطلب من القضاء السويسري، رسائل فالكه الإلكترونية إلى المدعي العام السويسري.
واتهمت الصحافة الأميركية أيضًا فالكه في يونيو (حزيران) الماضي بالتورط في تحويل عشرة ملايين دولار إلى الترينيدادي جاك وارنر الرئيس السابق لاتحاد «الكونكاكاف» (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ونائب رئيس «فيفا» سابقا، الملطخ بدوره بفضائح فساد كبرى والملاحق من القضاء الأميركي، من خلال اتحاد جنوب أفريقيا للعبة تحت ستار «مساعدة الشتات الأفريقي في الكاريبي»، لكنه نفى ذلك بشدة ورمى بالمسؤولية الكاملة على الاتحاد الدولي.
يذكر أنه في عام 2006 أجبر فالكه على الاستقالة من منصبه مديرا للتسويق في «فيفا» بعدما حكمت عليه محكمة أميركية في نيويورك بالكذب عن طريق التفاوض مع شركة «فيزا»، وخرق عقده آنذاك مع «ماستر كارد». وأجبر «فيفا» على دفع تسعين مليون دولار أميركي بسبب القضية، لكن المريب أن فالكه، الفارع الطول والذي بدأ مسيرته المهنية صحافيا في شبكة «كانال بلوس» الفرنسية عام 1984 قبل انضمامه إلى «فيفا» في 2003 مديرا للتسويق والتلفزيون، ظهر مجددا ومن نافذة ترقيته من قبل بلاتر إلى منصب الأمين العام عام 2007.
ويمر الاتحاد الدولي بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه منذ اعتقال سبعة مسؤولين حاليين وسابقين، وتوجيه الاتهام إلى 14 شخصا آخرين بطلب من القضاء الأميركي بتهم فساد ورشى وابتزاز وغسيل أموال. واضطر بلاتر إلى تقديم استقالته بعد أربعة أيام فقط على إعادة انتخابه رئيسا لـ«فيفا» لولاية خامسة على التوالي في 29 مايو (أيار) الماضي، إثر الفضائح المتتالية التي طالته شخصيا. وحددت اللجنة التنفيذية الجديدة لـ«فيفا» 26 فبراير (شباط) المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفا لبلاتر.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».