قال الأزهر أمس، إن «الدواعش» ينفذون أجندات تريد إعادة رسم خريطة الدول العربية والإسلامية وإنهم لا يراعون دينا ولا إنسانية، في حين حذر تقرير لمرصد الأزهر من أن منطقة غرب أفريقيا مُقبلة على مرحلة جديدة من الصراع مع التنظيمات المتطرفة، مؤكدا أن هذا الصراع قد تمتد تداعياته لمناطق أخرى من القارة الأفريقية.
وبينما قال مسؤول في مرصد الأزهر إن «داعش نيجيريا» لها علاقة مباشرة مع تنظيم «القاعدة» في المغرب في مجال التدريبات العسكرية وقنوات التمويل وشبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «داعش نيجيريا» تنشط في مناطق الكاميرون وتشاد ونيجيريا، ونفذت خلال العام الماضي 453 هجوما أسفرت عن مقتل 7 آلاف وإصابة ألفين آخرين.
أكد مرصد الأزهر أن 2000 أسرة تنتمي لـ«داعش» الإرهابي قدموا من أوزباكستان وطاجيكستان وقيرغستان في شمال أفغانستان، هدفهم الرئيسي هو الاشتراك في تنفيذ أي نشاط هجومي ضد روسيا.
وقال مرصد الأزهر في تقرير له، إن قضية اغتصاب النساء لدى «داعش» يجب عدم اختصارها وقصرها على الفتاة العراقية الإيزيدية نادية مراد، ويجب ألا ينظر لها بشكل فردي؛ بل لا بد من تحليل ومعالجة أعمق للموضوع، بحيث تكون نتائجه شمولية، مضيفا أنه على فرض أن الإيزيديين أو غيرهم من أصحاب المعتقدات لا ينتمون لأي دين سماوي.. فهل يحق لـ«داعش» أن يستحل دماءهم وأعراضهم؟، وهل يجد الدواعش في الإسلام مستندا لفعلهم هذا؟.. اللهم إلا ليهم لأعناق النصوص وإخراجها من سياقاتها.. فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد كرم النساء ورفض أن تهان المرأة أو تذل؛ بل كانت آخر وصية له قبل رحيله هي قوله «استوصوا بالنساء خيرا».
وتابع التقرير: الحقيقة أن أصحاب تلكم التنظيمات على اختلاف أسمائها ينتهجون فكرا واحدا تجمع الأمة الإسلامية على فساده ووحشيته وانقطاع صلته بصحيح الدين وسماحة الإسلام.. ولسنا نرى مبررا لهؤلاء ودافعا لما يفعلونه وينسبونه للإسلام سوى أنهم يريدون محو سماحة الإسلام وإعطاء الذريعة للمتربصين به، ليتهموه زورا وظلما وبهتانا بكل نقيصة هو منها براء، ومن ثم يظهرونه بوجه دموي منفر مما يؤدي إلى تغذية كراهية الإسلام والمسلمين وإشعال فتيل الفتنة والحروب بين العالم، لافتا إلى أن الدواعش حفنة من المرتزقة مأججي نيران الحروب يعملون لصالح الفساد أيا كان ثوبه وينفذون أجندات لا تبغي إلا إعادة رسم خريطة الدول العربية والإسلامية.
في ذات السياق، كشف تقرير مرصد الأزهر، عن أن «داعش» يدربون الأطفال على ثلاثة أشياء رئيسية هي، كيفية استخدام السلاح، والقيام بعمليات انتحارية ومهارة قطع الرؤوس، ويتم تعريفهم على أنواع الأسلحة المختلفة وكيفية استخدام كل سلاح بالإضافة إلى فنون القتال المختلفة، لافتا إلى أن تدريب الأطفال يستمر لعدة أشهر، بهدف تحويل الأطفال الأبرياء لمقاتلين في صفوف التنظيم المتطرف، مضيفا أن «داعش» يركز على التعليم كأداة خطيرة فهو لا يكتفي بجرائمه البشعة؛ لكنه يسعى لخلق جيل يتخذ من فكره ومنهجه الضال المضل عقيدة ومنهجا، موضحا أن هناك حاليا ألفي أسرة تنتمي لـ«داعش» الإرهابي قدموا من شمال أفغانستان وكلهم مستعدون لعبور الحدود والعودة إلى بلادهم، وهذا يعد بمثابة تهديد كبير لروسيا، فهؤلاء العائلات هدفهم الرئيسي هو الاشتراك في تنفيذ أي نشاط هجومي ضد روسيا.
وذكر التقرير أن روسيا في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، شنت حملات جوية مكثفة ضد «داعش» في سوريا، والتنظيم استطاع السيطرة على الأراضي الواقعة في ننجرهار الشرقية.
في غضون ذلك، عد مرصد الأزهر «بوكو حرام» سابقا الدواعش الجدد، الجماعة الأكثر دموية في العالم، ثم حركة «طالبان» في أفغانستان وباكستان، و«المقاتلون الفولان» في أفريقيا الوسطى ونيجيريا، و«الشباب» في إثيوبيا وجيبوتي وكينيا والصومال، في تصنيف له عن الجماعات المتطرفة حول العالم.
وأعلنت جماعة «بوكو حرام» في مارس (آذار) الماضي، بيعتها لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي.. ومنذ ذلك الحين أُطلق عليها «داعش نيجيريا».
وأكد تقرير الأزهر أن «داعش نيجيريا» يستهدف أماكن مكتظة بالسكان كالأسواق والمساجد خاصة في صلاة الجمعة والفجر مما يتسبب في وقوع الكثير من الضحايا، مشيرا إلى أن أسلوب «داعش نيجيريا» في أغلب عملياته يميل إلى استخدام القنابل والعبوات الناسفة والأحزمة الناسفة مما يزيد من أعداد القتلى والجرحى.
وعن توسع «داعش نيجيريا» في شن هجماته لتشمل الكاميرون وتشاد والنيجر إلى جانب نيجيريا، أرجع تقرير مرصد الأزهر، ذلك إلى أن هذه الدول قامت بتشكيل تحالف لمواجهة «بوكو حرام» سابقا، فقامت الحركة بتوسيع هجماتها للرد على هذا التحالف، فقامت الحركة بتقسيم مقاتليها إلى مجموعات صغيرة بهدف تشتيت قوات التحالف وإنهاكها كما استخدموا أسلوب حرب الشوارع، كما أن الطبيعة الجغرافية للدول الأفريقية ساعدت الجماعة على تنفيذ القتال بهذه الطريقة.
وحول عوامل تصاعد نشاط «داعش نيجيريا»، فسرها التقرير، بنجاح الحركة في استيعاب الضربات المتتالية التي وجهتها الحكومة النيجيرية لقواعدها، ورغم ذلك عادت إلى ممارسة نشاطها بصورة ربما أقوى من السابق عقب انضمام عناصر لها، والتي لعبت دورا مهما في عودة نشاط «بوكو حرام» سابقا، الذي بدأ في شمال أفريقيا وأخذت تداعياته تمتد لمنطقة غرب أفريقيا، وقد ساعدهم في ذلك تحقيق التنظيمات في شمال أفريقيا تقدما كبيرا على الأرض بسيطرتهم على شمال مالي.
ويرى مراقبون أن «داعش نيجيريا» يعتزم إقامة دولة إسلامية في نيجيريا التي تعتبر مقسمة بين جنوب مسيحي وشمال إسلامي، تطبق الشريعة بالكامل في 9 مناطق نيجيرية من أصل 36 وتطبق بشكل جزئي في ثلاثة أخرى.
وتابع تقرير مرصد الأزهر: إن «داعش نيجيريا» نجح في إقامة شبكة علاقات قوية مع التنظيمات القاعدية في شمال أفريقيا، خاصة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب من خلال إرسال الجماعة لعدد من مقاتليها للمشاركة في القتال في شمال مالي إلى جانب التنظيم، وهذا ما أسهم في نسج شبكة علاقات بين «التنظيمات القاعدية» وشقيقتها «بوكو حرام» سابقا، ساعدت الجماعة في الحصول على التمويل الجيد والسلاح، كاشفا عن أن تنظيم القاعدة في المغرب مد «بوكو حرام» سابقا بكميات من الأسلحة نقلت إليه من ليبيا عبر دول الجوار خاصة النيجر وتشاد، إضافة إلى ذلك فقد بايعت جماعة بوكو حرام مؤخرا تنظيم داعش مما أدى إلى زيادة قدراتها القتالية أكثر من ذي قبل.
وتابع التقرير: لعبت السياسة الخاطئة في منطقة الغرب الأفريقي دورا مهما في عودة نشاط جماعة «بوكو حرام» سابقا، مؤكدا أن «داعش نيجيريا» تطرح نفسها كمدافع عن الإسلام والمسلمين ضد المسيحيين، مما يعطس نوعا من التعاطف من بسطاء المسلمين تجاه الجماعة فضلا عن تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة.
من جانبه، قال المسؤول في المرصد، إن تفجيرات «داعش نيجيريا» أصبحت أكثر عنفا ودموية بسبب التكوين الفكري المقتبس من الجماعات المتطرفة الأخرى.. وهجماتها توجه للأسواق والأماكن العامة وتعتبر الأسلحة الرشاشة من الأسلحة الأساسية التي استخدمها التنظيم مؤخرا.
مرصد الأزهر: «الداوعش» ينفذون أجندات لإعادة رسم خريطة الدول العربية والإسلامية
حذر من أن غرب أفريقيا مقبل على مرحلة جديدة من الصراع مع التنظيمات المتطرفة
مرصد الأزهر: «الداوعش» ينفذون أجندات لإعادة رسم خريطة الدول العربية والإسلامية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة