أنباء عن تعيين حفتر وزيرًا للدفاع في حكومة السراج ومجلس النواب يجتمع بطبرق للتصويت عليها اليوم

ليبيا: قوات الصاعقة تعلن مقتل وإصابة المئات من عناصرها خلال العام الماضي

الفريق خليفة حفتر
الفريق خليفة حفتر
TT

أنباء عن تعيين حفتر وزيرًا للدفاع في حكومة السراج ومجلس النواب يجتمع بطبرق للتصويت عليها اليوم

الفريق خليفة حفتر
الفريق خليفة حفتر

في محاولة جديدة لإنهاء عزوف أعضائه عن حضور جلساته للتصويت على اتفاق السلام الذي رعته بعثة الأمم المتحدة أخيرًا في منتجع الصخيرات بالمغرب لإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا، يتجه مجلس لنواب الليبي اليوم لعقد جلسة جديدة بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي.
ويعجز مجلس النواب عن الاجتماع منذ بضعة أسابيع بسبب تغيب معظم أعضائه، وسط انقسامات حادة حول حكومة الوفاق الوطني ومفاوضات السلام التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة بين طرفي الصراع السياسي في ليبيا.
ويتضمن جدول أعمال جلسة اليوم، الذي تم توزيعه على أعضاء المجلس، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بندين فقط هما التصويت على اتفاق الصخيرات، بالإضافة إلى مناقشة عودة النواب المقاطعين.
وراجت، أمس، معلومات عن احتمال أن يتم منح منصب وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني المقترحة من البعثة الأممية برئاسة رجل الأعمال الليبي فائز السراج إلى الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الموالي للسلطات الشرعية في البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن علي التكبالي عضو مجلس النواب إن الفريق حفتر سيبقى في منصبه طوال فترة حكومة الوفاق الوطني، لافتا إلى احتمالية تكليف حفتر بحقيبة الدفاع في حكومة السراج.
وكان السراج الذي يمارس مهام عمله مؤقت في تونس المجاورة، قد اجتمع أمس مع مارتن كوبلر رئيس بعثة الأمم لمتحدة الذي أطلعه على نتائج زيارته الأخيرة لليبيا وحصيلة المحادثات التي أرجاها مع مسؤولي مجلس النواب بطبرق والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته الموجود في العاصمة طرابلس.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة إن الاجتماع تطرق إلى آخر مستجدات تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات بالمغرب برعاية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة السراج ثمن جهود البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار والأمن وحفظ سيادة البلاد وحدودها. كما عقدت حكومة السراج اجتماعها الثاني أول من أمس في تونس لوضع اللائحة الداخلية وآلية اتخاذ القرار داخلها.
وقالت في بيان لها: «اجتمع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المتكون من السراج ونوابه الأربعة الممثلين لشرق وغرب وجنوب ليبيا ووزراء الدولة».
وكان المجلس نفسه قد بحث، قبل يومين، سبل تنظيم العمل الداخلي للمجلس وأولويات المرحلة المقبلة، التي من شأنها الإسراع في مشاورات تشكيل الحكومة وإتمام الترتيبات اللازمة وفقا للاتفاق السياسي لبدء عمل الحكومة من العاصمة طرابلس.
ومن المفترض أن تقود حكومة السراج مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية في حدود عامين كحد أقصى وتوسيع المجلس الرئاسي ليتكون من تسعة أشخاص رئيس وخمسة نواب وثلاثة وزراء دولة.
إلى ذلك، أعلنت القوات الخاصة بالجيش الليبي أن 263 من جنودها قتلوا في مواجهات مع مجموعات مسلحة إرهابية مناوئة لها في ثلاث مدن ليبية خلال العام الماضي، مشيرة في بيان لها إلى أن عدد الجرحى في صفوفها تجاوز الـ500 جريح إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة والحرجة. وقالت إن تلك الحصيلة هي من معارك الجيش في محاور القتال بالليثي بوعطني وسيدي فرج والصابري بمدينة بنغازي وبمحور عين مارة قُرب درنة وبمدينة إجدابيا، وكلها مدن تقع في شرق البلاد، حيث يخوض الجيش الليبي منذ نحو عامين معارك مسلحة ضد الميليشيات الإرهابية. وتتخذ القوات الخاصة (الصاعقة) من بنغازي مقرًا رئيسيًا لها، علما بأنها تعد من قوات النخبة وأكثر وحدات الجيش تنظيما وتجهيزا.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.