على ستوك سيتي التخلي عن عقدة النقص ليصبح كبيرًا

تعامل مشجعي الفريق مع مانشستر يونايتد بازدراء صدم متابعي كرة القدم

أرناوتوفيتش جلب الروعة لأداء ستوك (أ.ب) - جماهير ستوك تسخر من فان غال ومانشستر يونايتد (أ.ب)
أرناوتوفيتش جلب الروعة لأداء ستوك (أ.ب) - جماهير ستوك تسخر من فان غال ومانشستر يونايتد (أ.ب)
TT

على ستوك سيتي التخلي عن عقدة النقص ليصبح كبيرًا

أرناوتوفيتش جلب الروعة لأداء ستوك (أ.ب) - جماهير ستوك تسخر من فان غال ومانشستر يونايتد (أ.ب)
أرناوتوفيتش جلب الروعة لأداء ستوك (أ.ب) - جماهير ستوك تسخر من فان غال ومانشستر يونايتد (أ.ب)

تستحق جماهير مانشستر يونايتد، التي حرصت على حضور مواجهة فريقها أمام ستوك سيتي في «يوم المصارعة»، كل التحية والتقدير، فبخلاف السقوط المدوي لفريقها، فإنها من البداية لم يكن بمقدورها توقع الكثير من لاعبيها. ورغم هذا حرصت على الحضور ومؤازرة الفريق طيلة المباراة.
في بداية المباراة، أصدرت جماهير مانشستر يونايتد أصوات ضوضاء، ثم شرعوا يشدون ببعض من أغانيهم المفضلة، ثم حرصوا على تذكير الجميع بأنهم أبطال العالم لمرتين. إلا أن المفارقة أن هذه الهتافات جاءت في وقت كان فريقهم فيه يتهاوى أمام ناد انضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز منذ سبع سنوات فقط.
ومع ذلك، يبقى كل ما سبق أمرا طبيعيا ومعتادا في كرة القدم وما يتعلق بمشجعيها، فمن الطبيعي أن تؤازر الجماهير فريقها في السراء والضراء، بل إن بعض الأندية في أدنى درجات الدوري أحيانًا ما تعلن جماهيرها أنها الأفضل على مستوى العالم! ورغم أن هذا بالتأكيد غير صحيح، فإن أحدًا لا يشكو من هذه المبالغات التي أصبحت جزءًا من تقاليد التشجيع في كرة القدم.
ومع ذلك، فإنه حاليًا أصبحت مجرد محاولة الإعلان عن تشجيع جهود فريقك داخل الملعب أمرًا غير عادي على نحو متزايد. على سبيل المثال، تعمد بعض أفراد جمهور ستوك سيتي ارتداء أقنعة لوجه مدرب تشيلسي السابق جوزيه مورينهو في محاولة لإغاظة مدرب مانشستر يونايتد لويس فان غال. في الواقع، هذا الأمر لا علاقة له بتشجيع النادي الذي تناصره، وإنما ذلك أشبه بركل رجل سقط على الأرض. ربما يمكن للمرء تفهم إقدام جماهير مانشستر يونايتد على أمر كهذا إذا نفد صبرها حيال الاختيارات الغريبة لمدربها ومبرراته غير المقنعة. وحينذاك، ستكون مثل هذه الأفعال بمثابة إعلان عن أن ذلك المدرب استنفد رصيده لدى الجمهور وحان الآن الوقت كي يقول وداعًا - لكنه في الواقع لم تأت هذه التصرفات من مشجعي مانشستر يونايتد، وإنما من مشجعين لستوك سيتي، الأمر الذي يثير تساؤلا بديهيًا مفاده: ما الفرق الذي يخلقه بقاء أو رحيل فان غال في مانشستر يونايتد بالنسبة لستوك سيتي؟
ربما كان ستوك سيتي من نوعية الأندية التي تسعد بتعرض مدرب ناد منافس للطرد، رغم أن النتائج التي حققها النادي أمام الفرق الكبرى هذا الموسم توحي بأنه على قدر من الثقة والقوة يكفي لإنزال الهزيمة بأي ناد آخر. من المعروف أنه من وقت لآخر يحدث أن تتسبب نتائج مباريات بعينها في استنزاف ثقة مجلس إدارة النادي المعني وربما تدفعه للاعتقاد بأنه حان الوقت لرحيل المدرب المسؤول. إلا أن ذلك عادة ما يحدث عندما تكون النظرة السائدة عن الفريق المنافس أنه يمر بحالة تراجع، وبالتالي من السهل هزيمته. لذا فإنه في إطار الموسم الحالي، قد يتساءل مسؤولو بعض الأندية، على سبيل المثال، قائلين: لو لم نتمكن من هزيمة نوريتش أو سندرلاند، فمن إذن يمكننا هزيمته؟ وربما كان ريمي غارد، مدرب أستون فيلا، ليتعرض للطرد بعد هزيمة فريقه، أمام نورويتش سيتي، لولا أنه لم يتول مسؤولية تدريب الفريق سوى من شهرين فقط.
ومع ذلك، فإن الأندية التي تعاني حالة التراجع سالفة الذكر نادرًا ما تحتفل بأي فوز لها، حيث يشغلها عن ذلك اهتمامها بضمان البقاء. والواضح أن ستوك سيتي ليس هناك ما يقلقه على هذا الصعيد. وفي الوقت الذي أثار فيه أسلوب تعامل مشجعي ستوك سيتي مع مانشستر يونايتد، المنطوي على قدر واضح من الازدراء، صدمة الكثير من متابعي كرة القدم ممن يقفون على الحياد بين الناديين، فإن المتابعين الأكثر تعقلا لمباريات ستوك سيتي يرون أن الوضع المزري لمانشستر يونايتد يجعل من المتعذر اعتبار أداء ستوك سيتي ممتازًا أو رائعًا بدرجة تشبه تلك التي كان عليها لدى فوزه على مانشستر سيتي منذ بضعة أسابيع.
إذن، لماذا لا يكتفي مشجعو ستوك سيتي بالتعبير عن فرحتهم وفخرهم بالتقدم الذي يحرزه ناديهم فحسب، بدلا من الانغماس في هذا النوع من الشماتة والتشجيع الكيدي على حساب آخرين؟ في الواقع لا أريد أن أبدو قاسيًا في رفضي لهذا النمط من التشجيع ـ خاصة أن فكرة السخرية من الخصم قائمة بالفعل بدرجة ما في تقاليد التشجيع داخل ملاعب كرة القدم - لكن أعتقد أن الجميع يتفقون أن مواجهة ستوك سيتي ومانشستر يونايتد بوجه عام لا تبدو مواجهة بين فريقين متكافئين، أليس كذلك؟ أضف إلى ذلك أن لويس فان غال لم يبد قط تعاليًا في حديثه عن ستوك سيتي على غرار نبرة مورينهو المعتادة في حديثه عن آرسنال أو آرسين فينغر قبل لقاءات ديربي لندن. خلاصة القول أنه ليس هناك أي مبرر لهذا القدر البالغ من الشماتة الذي أظهرته جماهير ستوك سيتي حيال ما يفترض أنه سقوط لمدرب مانشستر يونايتد إلا إذا كانت مشاعر السخط حيال فان غال قد امتدت الآن لما وراء أولد ترافورد وتحول لشخص مرفوض في جميع أرجاء إنجلترا - وهو بالطبع أمر غير محتمل، حتى ولو كان قد أنفق 250 مليون جنيه إسترليني من دون مردود يذكر.
لذا، فإن النصيحة التي يمكن تقديمها لمشجعي ستوك سيتي الآن هي أن عليكم ترك عقدة النقص خلفكم، فأنتم تحظون ببعض أفضل لاعبي الدوري الممتاز وأكثرهم إمتاعًا، فلماذا لا تركزون على الاحتفاء بروعة ماركو أرناوتوفيتش أو شيردان شاكيري بدلا من التشفي في الخصوم الذين يناضلون كي يقدموا ولو نصف مستوى أداء فريقكم؟ لماذا لا تحتذون بحذو جماهير مانشستر يونايتد وتكتفون بتشجيع فريقكم فحسب؟
ربما يحمل ما سبق فكرة شديدة السذاجة والتبسيط لكرة القدم الحديثة، فعلى أي حال لم يكن مشجعو مانشستر يونايتد أمام ستوك سيتي نموذجًا لما عليه جميع مشجعي النادي بكل لقاءاته وبجميع أرجاء البلاد، فمثلما يجري الحال عادة مع أي جماهير تشجع ناديها خارج أرضه، مالت جماهير مانشستر يونايتد خلال لقائها ستوك سيتي بإبداء قدر أكبر من الوفاء لفريقها والتحفظ في تشجيعها إياه عما يكون عليه الحال في الغالب داخل أولد ترافورد. ومن خلال متابعة أداء جماهير مانشستر يونايتد خلال هذا الموسم الصعب بصورة خاصة على النادي، يمكن التوصل لنتيجة مفادها أن هذه الجماهير عادة ما تبدو بطيئة في تقديم الإشادة وسريعة في إعلان الشكوى والتذمر. كما أنني أعترف بأن جماهير مانشستر يونايتد كانت أكثر قسوة بكثير تجاه مدربين لفرق منافسة مثل فينغر في ما مضى، وتجاوزت أفعالها مجرد التعبير عن فرحتها حال تعرضه للطرد.
إلا أنه كلما ارتقت مكانة النادي - ومانشستر يونايتد يتمتع بمكانة رفيعة للغاية بالفعل - حرص جماهيره أكثر على الالتصاق به. وعليه فإن الظاهرة الحديثة الخاصة بتعريف بعض جماهير الكرة لنفسها بالأندية التي تكرهها أكثر من تلك التي تناصرها تعد نتاجًا لشعور بالحسد عادة ما يظهر داخل الأندية الأصغر.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».