في البداية، ناضل اللاعب التشيكي الدولي بافل سرنيتشيك، لتعلم وإتقان اللغة الإنجليزية وكرة القدم، لكن بمرور الوقت تطور أداؤه على الصعيدين وأصبح معشوق جماهير نادي نيوكاسل يونايتد.
قبيل أعياد الميلاد أصيب حارس مرمى نيوكاسل يونايتد والمنتخب التشيكي السابق، الذي كانت آخر محطاته الرياضية العمل مدربًا في سبارتا براغ، بأزمة قلبية أثناء ممارسته رياضة الجري. وبينما كان يرقد فاقدًا الوعي في مستشفى أوسترافا، ويحيط به أفراد أسرته الذين حرصوا على تشغيل تسجيلات صوتية لأصوات جماهير نيوكاسل تهتف باسمه على أمل تحفيز انتباهه ومساعدته على الإفاقة.
إلا أنه للأسف الشديد، لم يُفِق من غيبوبته، وتوفي نهاية الأمر، الثلاثاء الماضي، ولم يكن عمره تجاوز 47 عامًا. وأثار نبأ وفاته موجة من التعازي الحارة من قبل كبار نجوم كرة القدم الذي لعبوا على ملعب نادي نيوكاسل يونايتد خلال العقود الأخيرة.
جاءت بداية سرنيتشيك في إنجلترا عام 1991 عندما وقع جيم سميث صفقة انتقاله من بانيك أوسترافا مقابل 350 ألف جنيه إسترليني. وقد شارك سرنيتشيك في 152 مباراة مع نيوكاسل يونايتد، بجانب تمثيله بلاده خلال 49 مباراة. وكانت بطولة «يورو 2000» نقطة الذروة في مسيرته الكروية على الصعيد الدولي.
مع بداية انضمامه لنيوكاسل يونايتد، ناضل سرنيتشيك بادئ الأمر للتكيف مع كرة القدم الإنجليزية - خاصة تمرير الكرات - وكذلك اللغة. ولم يرد على ذهن الكثيرين أنه سيتمكن في النهاية من التفوق على الأخوين روبيلدو باعتبار أكثر لاعب أجنبي قضى سنوات في صفوف نيوكاسل يونايتد.
وخلال واحدة من زياراته المتكررة لنيوكاسل، قال: «في مدرستنا في ظل نظام شيوعي، لم نتعلم سوى اللغة الروسية. لذا، كان من الصعب علي للغاية الحديث إلى أبناء نيوكاسل للمرة الأولى، لكنهم كانوا ودودين للغاية».
وتحسنت الأوضاع بالنسبة له مع تحوله لعنصر رئيسي في الفريق الذي نجح في شق طريقه للعودة من جديد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. تنافس سرنيتشيك في البداية مع مايك هوبر، ثم شاكات هيسلوب، ونجح في الحفاظ على مكانته كعنصر مهم في الفريق تحت قيادة المدرب كيفين كيغان، الذي اشتهر بلقب فريق «الترفيه» وكان قاب قوسين أو أدنى للفوز ببطولة الدوري الممتاز موسم 1995 - 1996.
بحلول ذلك الوقت كان قد استقر في ضاحية غوسفورث في نيوكاسل، وكثيرًا ما جرت مشاهدته يلعب الكرة مع ابنته الصغيرة في متنزه محلي. وقد تعززت علاقته الدافئة مع جماهير نيوكاسل يونايتد عندما رفع قميصه المميز كحارس مرمى ليكشف من تحته عن قميص آخر يحمل عبارة «بافيل من أبناء نيوكاسل»، وذلك أثناء الاحتفال بفوز ناديه الشهير على ليستر سيتي بسبعة أهداف مقابل هدف واحد.
من جهته، قال زميله السابق بالفريق روب لي في حديث له لصحيفة «نيوكاسل إيفننغ كرونيكل»: «بافيل أكثر شخص التقيته بحياتي يتمتع بلياقة بدنية، والأهم من ذلك أنه الأكثر لطفًا. لقد كان من الممتع قضاء وقت معه. كان شخص هادئ يعيش زواج سعيد ولم يكن يتناول الخمور ولا يدخن السجائر، بجانب حرصه على التدريب بجدية شديدة. ولم أرَه قط في حالة غضب شديد. ببساطة كان شخص لطيف حقًا. وقد أحب أبناء نيوكاسل وأحبوه».
وأضاف: «منذ لحظة وصولي إلى شمال شرقي البلاد، كان المشجعون يرددون أن بافيل واحد من أبناء نيوكاسل. وكان بالفعل كذلك. وكان واضحًا أنه يعشق نيوكاسل. لقد عشق المنطقة والناس هنا».
وبذلك يتضح أنه بصورة ما نجحت الحياة في تحويل مسار نجل قاطع أخشاب من أوسترافا ترعرع في ظل حكم شيوعي وبدأ حياته كشاب في صفوف الجيش التشيكي، ليصبح واحدًا من أبناء وعاشقي نيوكاسل.
بافل سرنيتشيك.. التشيكي الذي سحر الإنجليز
حارس المرمى الذي صدم العالم بوفاته عن عمر 47 عامًا
بافل سرنيتشيك.. التشيكي الذي سحر الإنجليز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة