«الاختطاف السياسي» للقطريين في آخر مراحله.. والمالكي يدخل على خط الوساطة

مصادر لـ {الشرق الأوسط}: قوات خاصة أميركية تنتظر لإنقاذهم

«الاختطاف السياسي» للقطريين في آخر مراحله.. والمالكي يدخل على خط الوساطة
TT

«الاختطاف السياسي» للقطريين في آخر مراحله.. والمالكي يدخل على خط الوساطة

«الاختطاف السياسي» للقطريين في آخر مراحله.. والمالكي يدخل على خط الوساطة

منحت الإدانة المباشرة للمرجعية الشيعية العليا في العراق لعملية اختطاف القطريين في العراق قبل نحو أسبوعين واعتبارها حادثة «اختطاف سياسي» الضوء الأخضر لدخول جهات سياسية وحزبية وعشائرية كثيرة من أجل توفير الضغوط اللازمة لإقناع الجهة التي تقف خلف عملية الاختطاف بإطلاقهم.
وحسب معلومات أفاد بها لـ«الشرق الأوسط» مصدر مطلع عبر الهاتف من لندن فإن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي دخل على خط الوساطة لضمان الإفراج عن القطريين. وقال المصدر إن المالكي «تم التحرك عليه عن طريق وسطاء من العرب السنة من بينهم أعضاء في الدورة البرلمانية السابقة، من ضمنهم سيدة، لديهم علاقات جيدة مع المالكي». وبينما رفض المصدر تسمية ممثلي العرب السنة الذين تحركوا على المالكي بمن فيهم السيدة البرلمانية، فقد أشار إلى أن «سبب التحرك على المالكي يعود لنفوذه لدى بعض الفصائل المسلحة التي لم تعلن أي منها حتى الآن مسؤوليتها عن اختطاف القطريين غير أن ما ورد من إشارة من قبل ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق أحمد الصافي خلال خطبة الجمعة الماضية في كربلاء بشأن كون الاختطاف سياسيا وليس بدوافع مالية إنما يؤكد أن الجهة المتورطة في عملية الاختطاف ليست من عصابات الجريمة المنظمة مثلما قالت الداخلية العراقية، بل هي عناصر تعود لإحدى الفصائل المسلحة».
وبينما تم تداول اسم كتائب أبو الفضل العباس كجهة متورطة في عملية الاختطاف فإن المتحدث باسم ميليشيات الحشد الشعبي أحمد الأسدي كان قد نفى أن تكون هذه الكتائب جزءا من فصائل الحشد.
وبالعودة إلى المصدر المطلع فإنه وطبقا للمعلومات التي يملكها فإن «هناك إشارات تذهب إلى أن الأميركيين قد يقومون بعملية خاصة لإنقاذ الرهائن القطريين، لكنهم ينتظرون أولا المدى الذي يمكن أن تصل إليه الجهود التي تبذل الآن من أطراف كثيرة والتأكد مما يجري تداوله استخباريا عن مكان وجودهم»، علما بأن مصادر أفادت بأنهم محتجزون في منطقة جرف الصخر قرب كربلاء.
وفي بغداد تتواصل ردود الفعل حيال اختطاف القطريين، لا سيما في ظل عدم قدرة الحكومة العراقية على الوصول إلى أية خيوط، وهو ما يرجح من وجهة نظر المراقبين فرضية أن تكون الجهة التي تولت عملية الخطف سياسية وميليشياوية وليست من عصابات الجريمة المنظمة التي تقوم بمثل هذه الأعمال بحثا عن المال.
وفي هذا السياق طالب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الحكومة العراقية ببذل مزيد من الجهود من أجل إطلاق سراح القطريين. وقال الجبوري في بيان إن «الاستمرار بخطف المواطنين القطريين يسيء لسمعة العراق الدولية وعلاقاته مع أشقائه وأصدقائه». ودعا الجبوري «الجهات المختصة إلى بذل قصارى جهدها من أجل تحرير المختطفين وإنزال القصاص العادل بالخارجين عن القانون».
وعلى الصعيد نفسه، دعا ائتلاف «متحدون للإصلاح» الذي يتزعمه أسامة النجيفي، الحكومة العراقية إلى مضاعفة الجهود من أجل إطلاق سراح القطريين. وقال الائتلاف في بيان أمس إن «ائتلاف (متحدون للإصلاح) تابع قضية اختطاف القطريين في محافظة المثنى، وهو إذ يدين عملية الاختطاف التي لا تتفق مع أخلاقية شعبنا في كرمه وحمايته للضيف، يدعو الحكومة العراقية إلى مضاعفة الجهود من أجل إطلاق سراحهم وعودتهم سالمين إلى بلدهم»، مؤكدا أهمية «إنزال أقصى العقوبات بحق من أساء إلى الشعب والوطن، وإلى العلاقات التي تربط العراق بمحيطه العربي». وأضاف الائتلاف أن «عملية اختطاف الإخوة القطريين تسيء إلى علاقات الأخوة مع الشقيقة قطر، وتضرب سعي الحكومة العراقية في بناء أفضل العلاقات مع دول المحيط الإقليمي، وتسيء أيضًا إلى خطط الاستثمار والتعاون الاقتصادي الذي يربط العراق بقطر»، موضحا: «إنها تقدم صورة غير مقبولة لاستفحال جماعات مسلحة منفلتة لا تلتزم بعرف أو قانون ما يهز مصداقية الدولة العراقية في بسط سلطتها وفرض النظام والقانون».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».