مدير المخابرات الجزائرية المعزول: تحقيقاتي حول وزير الطاقة سبب تنحيتي

برلماني يفجر قنبلة بعد لقاء «الجنرال توفيق» في منزله

مدير المخابرات الجزائرية المعزول: تحقيقاتي حول وزير الطاقة سبب تنحيتي
TT

مدير المخابرات الجزائرية المعزول: تحقيقاتي حول وزير الطاقة سبب تنحيتي

مدير المخابرات الجزائرية المعزول: تحقيقاتي حول وزير الطاقة سبب تنحيتي

نقل برلماني جزائري عن مدير المخابرات المعزول، الفريق محمد مدين، أن تنحيته في 13 سبتمبر (أيلول) الماضي بقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كانت بسبب تحقيق بخصوص عمولات ورشى، تتعلق بصفقات تمت في شركة «سوناطراك» للمحروقات المملوكة للدولة، أفضى إلى اتهام وزير الطاقة سابقا شكيب خليل بالفساد.
وقال حسن عريبي، القيادي بحزب جبهة العدالة والتنمية، لدى استضافته الليلة قبل الماضية بالفضائية الخاصة «بور تي في»، إنه التقى مدين الشهير بـ«الجنرال توفيق»، في بيته بعد أيام قليلة من تنحيته «وأبلغني بأنه قدم الدليل بأن خليل نهب أموال الشعب الجزائري». وبحسب البرلماني المثير للجدل فإن «تنحية توفيق تمت بإيعاز من رجال خفاء محسوبين على الرئيس»، من دون ذكر من هم. وأضاف: «قال لي توفيق بالحرف الواحد إن شكيب خليل قام بتحويل 198 مليون دولار في حساب مصرفي واحد فقط. وأبدى لي استغرابا من هذا المبلغ الضخم الذي حصل عليه، من صفقات تمت بين (سوناطراك) وشركة (صايبام) الإيطالية».
وتعد هذه القضية من أشهر ملفات الفساد التي تورط فيها مسؤولون جزائريون، في عهد الرئيس بوتفليقة. وكشفت عنها النيابة الإيطالية عام 2013 على أثر تحقيقات في صفقات أبرمتها «صايبام»، فرع العملاق الإيطالي للمحروقات «إيني». وكشفت التحقيقات عن حصول «صايبام» على مشاريع بالجزائر، مقابل رشى. وبناء على تقارير الأمن الإيطالي، أجرت الشرطة القضائية الجزائرية التابعة للمخابرات تحريات في القضية انتهت إلى تأكيد شبهة الفساد حول خليل وزوجته (أميركية من أصل فلسطيني) ونجله، وابن أخي وزير الخارجية الأسبق محمد بجاوي. وبناء على ذلك أصدر القضاء الجزائري مذكرة اعتقال بحق خليل وبقية المتهمين، غير أنها لم تنفذ لليوم. ويقيم خليل وأفراد عائلته حاليا في الولايات المتحدة الأميركية.
وكان بوتفليقة يعالج بفرنسا لما صدرت مذكرة الاعتقال، التي لم يكن على علم بها. ولما عاد إلى الجزائر ألغى شرطة المخابرات التي أجرت التحقيقات، وجرّد جهاز الأمن من أبرز الأدوات التي شكلت مصدر قوته على مدى عقود، منها مصلحة أمن الجيش والأمن الرئاسي. وأقال وزير العدل آنذاك محمد شرفي، ثم عزل الجنرال توفيق الذي غضب منه بشدة بحجة أنه استهدف صديق عمره (خليل) الذي أحضره من البنك العالمي حيث كان أبرز كوادره، وأقنعه بأن يمسك بقطاع الطاقة في الجزائر.
ولأول مرة يذكر أحد الأسباب التي أدت إلى تنحية «توفيق»، الذي يشاع بأنه وقف ضد ترشح بوتفليقة لولاية رابعة العام الماضي. ونشر «توفيق» مطلع الشهر الحالي رسالة في الصحافة، يتحدث فيها عن «ظلم» لحق برئيس فرع محاربة الإرهاب بالمخابرات، الجنرال «حسان»، الذي أدانه القضاء العسكري بخمس سنوات سجنا بناء على تهمة «إتلاف وثائق عسكرية» و«عصيان أوامر قيادته».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.