الطهاة الأجانب يغزون الهند

الإنترنت والتلفزيون والسفر ساعدت على الطلب المتزايد عليهم وعلى التنوع

الشيف بيلاريك، الشيف أنتونيللو كانسيدا، من برنامج ديفيد روكو، الشيف ديفيد روكو، الشيف ماتيو بوغليوني.
الشيف بيلاريك، الشيف أنتونيللو كانسيدا، من برنامج ديفيد روكو، الشيف ديفيد روكو، الشيف ماتيو بوغليوني.
TT

الطهاة الأجانب يغزون الهند

الشيف بيلاريك، الشيف أنتونيللو كانسيدا، من برنامج ديفيد روكو، الشيف ديفيد روكو، الشيف ماتيو بوغليوني.
الشيف بيلاريك، الشيف أنتونيللو كانسيدا، من برنامج ديفيد روكو، الشيف ديفيد روكو، الشيف ماتيو بوغليوني.

عندما هبطت الطائرة بالطاهي مارك أنتوني ذائع الصيت في الهند منذ فترة طويلة للعمل في فندق «غراند حياة الهند»، كان يعلم أنه اتخذ القرار السليم.
كان الحصول على وظيفة في سلسلة فنادق في الهند بمثابة ضربة موفقة للطاهي مارك أنتوني، الذي طهى الطعام لنائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور، ولأسطورة الغولف تايغر وودز»، ولبطل الفورمولا الأول مايكل شوماخر، خلال عمله في فندق «بوتيك» في إسبانيا.
ويعد مارتينيلي الذي يمتلك خبرة في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وعمل في فنادق ومنتجعات 5 نجوم في بلغاريا، وفندق «فولرتون» في سنغافورة، على سبيل المثال لا الحصر هو أحدث طاهٍ ينضم لموظفي مطعم «لو سيرك» في الهند.
* المطاعم الأجنبية
في المدن الحضرية الكبرى مثل مومباي ودلهي وبنغالور، يجري افتتاح مطاعم جديدة كل شهر، معظمها تنتمي لرجال أعمال أجانب.
وتقدم تلك المطاعم كل شيء؛ من مطاعم الكريب الفرنسي إلى مطاعم الوجبات المتكاملة، ومن المطاعم المكسيكية إلى مصانع الجعة الصغرى، ومن المقبلات الإسبانية إلى الطعام الياباني الأصلي.
وأدى الانفتاح المتنامي على المأكولات الأجنبية، من خلال التلفزيون والسفر والإنترنت، إلى زيادة الطلب على التنوع بين الطهاة الهنود. وتتلقى معظم المطاعم الجديدة التمويل من رجال الأعمال، الذين نقلوا جزءا من أعمالهم في الغرب من أجل الاستفادة من الأذواق المتغيرة في الهند.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فتح مطعم «ياواتشا» البريطاني الحاصل على نجمة ميشلان فرعا جديدا له في مومباي، حتى قبل التفكير في فتح فروع له في نيويورك وباريس ودبي. ولم يكن مطعم «هاكاسان» الصيني المفضل في لندن يمتلك سوى فرعين آخرين له فقط في أبوظبي وميامي قبل أن يفتتح فرع له في مومباي. وتجد الهند نفسها بشكل متزايد على أعلى قائمة المطاعم الكبرى في جميع أنحاء العالم.
* تحدِّي الحصول على طهاة أجانب
تقول شركة «إتش في إس» الاستشارية في خدمات الضيافة، إن شركات الضيافة الكبرى مثل «حياة» و«آي تي سي» و«ذا ليلا» و«ستاروود» تشير إلى أن المستهلك الهندي يمكنه حتى تحديد عنصر واحد مفقود في المأكولات العالمية. وفي سبيل إرضائهم، يسافر خبراء الطهي العالميون إلى هناك. ويميل خبراء طهي وجبات «تيبانياكي» و«ديم سام» و«سوشي» و«ياكيتوري» و«البط المشوي» وغيرها من نماذج الطهي اللبنانية والأسترالية والغربية - الأميركية، لإقامة مطاعم لهم في الهند.
ويعتبر العثور على طهاة مهمة دقيقة بنفس دقة اختيار الرئيس التنفيذي؛ إذ يتعين على عملاء التوظيف الدوليين الذين يركزون على الطهاة البحث في كل المطاعم المستقلة والشعبية في بولونيا وتوسكانا وبيدمونت في إيطاليا، وبالمثل في أستراليا ونيويورك واليابان والشرق الأوسط، لمدة ستة أشهر على الأقل لاختيار الطاهي الأكفأ، ومن ثم البدء في مرحلة إقناعه للعمل معهم.
ويقول براشانت إصار نائب رئيس العمليات بشركة «كا هوسبيتاليتي»، التي جلبت آلان ياو، صاحب المطاعم الصينية «هاكاسان» و«ياواتشا» في لندن، إلى مومباي، إن مرحلة التخطيط لكل مطعم استمرت 16 شهرا.
* حفلات طعام يعدّها طهاة عالميون
يعمل طاهي التلفزيون الشهير ديفيد روكو في فندق «آي تي سي موريا» في دلهي للعام الثالث على التوالي، استمرارا لبرنامج قدوم خبراء طهي عالميين أمثال: آلان ميشال بيرد من فندق «إيفي لندن»، والطاهي الحاصل على نجمة ميشلان ستيوارت غيليس من فندق «غوردن رامساي»، وغيرهم إلى دلهي للعمل في فندق «آي تي سي موريا».
وفي فندق «غورغاون»، وأثناء حفل «ليلا أمبينس» الشعبي هذا العام، كان هناك شيء يدعى «فيستا لاتينا». فقد سافر ثلاثة طهاة من المكسيك وبيرو وتشيلي لمدة نحو أسبوعين ليس فقد لعرض المأكولات الوطنية في مطعم الفندق، ولكن أيضًا لإعطاء كل منهما دورات في الطهي وتحضير الوجبات لنحو 50 أو 60 شخصا.
وفي الآونة الأخيرة، أقام فندق «ريتز كارلتون» حفل طعام في بنغالور، أعد فيه الطاهي الضيف ريموند سيك، الخبير في طهي المأكولات الماليزية، مجموعة مذهلة من الوجبات التقليدية، شملت الإفطار والغداء والعشاء.
* الطهاة الأجانب يفتحون سلاسل مطاعم خاصة في الهند
لا يشغل الطهاة الأجانب فقط وظائف في المطاعم الهندية الراقية، وإنما أيضًا يفتحون مطاعم خاصة بهم في الهند. وافتتح خبير الطهي البريطاني الشهير جيمي أوليفر المعروف باستضافته مجموعة من الطهاة المهرة على قناة «تي إل سي» لإعداد طعام طازج (بما فيه البيتزا) بسهولة، سلسلة مطاعم «بيزيريا» في العاصمة دلهي وغيرها من مدن الهند.
وقال أوليفر، في بيان: «لا يمكنني أن أعبر مدى حماسي من فتح مطاعم (إيطاليان) و(بيزيريا) في الهند. وتعتبر دلهي مدينة متنوعة ونابضة بالحياة وصاخبة، ولديها عدد كبير من المطاعم الراقية. لذلك يعتبر افتتاح مطعمين هناك شرفا كبيرا».
ويظهر الطاهي أوليفر على أكثر من 30 برنامج طهي على القنوات التلفزيونية، مثل «ذا نيكد شيف». وباع أكثر من 37 مليون كتاب حتى الآن، من بينها عدة كتب في الطهي.
وكذلك أطلق الطاهي فلويد كاردوز، الشهير في نيويورك، مطعم «مومباي كانتين» في مومباي، ويعد فيه أفضل المنتجات والتقنيات والنكهات المحلية الهندية.
* التعديل وفقًا للتفضيلات الهندية
يواجه الطهاة الأجانب تحديا يتمثل في مزج النكهات المألوفة في بلدانهم بالذوق الأصلي الهندي.
وأعد الطاهي الإيطالي ماتيو بوغليون الذي ذهب إلى الهند من نيويورك، وفي حياته كطاهي الطعام لليوناردو دي كابريو وسارة جيسيكا باركر ووودي ألن وديفيد بوي وغوينيث بالترو. ونظرا لحقيقة أن البيض يمكن حتى اعتباره غير نباتي في الهند، فإن التأقلم في الهند يعني طهي أصناف نباتية أكثر. وذكر بوغليون: «تحتوي أكثر من 50 في المائة من قائمة الطعام الخاصة بي على أصناف نباتية. كان هذا صعبا بالنسبة لي، باعتباري قادما من أوروبا وأميركا. ويعتبر الطعام النباتي أصعب، لأن الناس لا يمكنهم فقط أكل الثوم والبصل. وفي الوجبات الإيطالية، يوجد الثوم والبصل في كل الوجبات تقريبا». لذلك في عمل صلصة الطماطم الإيطالية، التي تتضمن عادة ثومًا وبصلاً، يضع بوغليون الكثير من الأعشاب مثل الريحان والزعتر بدلا من ذلك. وتابع بوغليون: «أحصل على النكهة من مصدر آخر. لا يغيب الثوم والبصل. وأنا أصنع وجبات نباتية إيطالية».
ويعتبر الطاهي بيلا ريك الذي يمتلك تجربة طهي قادته إلى إندونيسيا والصين وسلوفاكيا وألمانيا والآن في الهند، حيث يتولى منصب رئيس الطهاة بفندق شيراتون بنغالور مواطنا من العالم. وقال ريك: «الهنود ببساطة يريدون أن يأكلوا طعاما جيد. وطالما أنك تمنحهم المذاق الجيد، سيشعرون بالرضا دائما. وبشكل عام، أعتقد أن الطعام ينبغي أن يكون صحيا وأصليا، لكن بالتأكيد سأطالب الضيوف الذين يفضلون التوابل بعدم رفض وجبات مطعمنا الإيطالي (بيني) أبدا إذا ناسبهم المذاق».
* كشف رواتب ضخمة
يحصل الطهاة الأجانب على رواتب من 70 - 110 آلاف دولار. ويتحمل صاحب العمل الضرائب، بجانب الحصول على إجازات سنوية للعودة إلى الوطن مع العائلة. كما يذهب أطفالهم إلى المدارس. ويجرى الاعتناء أيضًا بالإقامة وجميع الفواتير الأخرى، علاوة على ضمانات بعدم الإعلان عن أسرار وصفتهم. وتأتي العناصر الغذائية التي يستخدمونها من جميع أنحاء العالم، حتى إنهم يسافرون في جلسات تذوق مختلفة.



«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)
TT

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)

تنشغل ربّات المنازل خلال شهر رمضان بالتحضير للمأكولات التي تزيّن مائدة الشهر الفضيل. بعضهن تلجأن إلى أمهاتهن أو إلى أي شخص مقرّب يملك خبرة في هذا المجال، فيزودهن بالعناوين العريضة لأطعمة يجب أن تُحضّر يومياً، ويحبّها جميع أفراد العائلة. ونساء أخريات تفضّلن اغتنام الوقت والاستعداد للشهر الفضيل على طريقتهن قبل وصوله. وحسب خبرة «الست بلقيس» الشيف المشهورة اليوم في لبنان بتحضير المأكولات التراثية، فإن هناك قواعد يجب الالتزام بها في هذا الشأن.

وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لكل ربة منزل أسلوبها في تنظيم مطبخها لاستقبال شهر الصوم الكريم على أفضل وجه. ولكن من خلال خبرتي فأني أنصح كل سيدة بأن تغتنم وقت فراغها، فتقوم بالتحضير سلفاً لأكلات نحتاج إليها أسبوعياً على مائدة رمضان، فتخزنها في ثلاجتها بحيث تستعين بها في الوقت المناسب».

وتنصح «الست بلقيس» بتحضير جميع أنواع المعجنات من رقائق الجبن والـ«سنبوسك باللحم» وتلك المحشوة بالسبانخ. وكذلك، لا يجب أن ننسى أقراص الكبّة المحشوة باللحم والجوز، فتخبزها وتحتفظ بها في «الفريزر» بحيث لا تتطلب منها سوى تسخينها عند الإفطار. وتتابع: «أعتقد أن تحضير نحو 5 دزينات من كل نوع تكفي لطيلة الشهر».

طبق "الفتوش" وتحضير مكوناته سلفاً (الشرق الاوسط)

من ناحية ثانية، تشدّد بلقيس عثمان المعروفة بـ«الست بلقيس» على حفظ أنواع الخضراوات الضرورية لطبق سلطة الفتوش. وتقول: «لا يجب أن ترتبك ستّ البيت بالتحضير لهذا الطبق المعروف بـ(سيد مائدة رمضان). ولذلك؛ عليها غسل الخضراوات المكونة للطبق. ومن ثم تحتفظ بها في ثلاجتها بطريقة سليمة؛ كي لا يصيبها الذبل أو العفن. فكما البندورة والخيار والخس، كذلك البقدونس والنعناع والفجل وورق الزعتر الأخضر. ومن الأفضل أن تجففها جيداً بعد الغسيل وتغطيها بمناديل ورقية أو بفوطة جافة داخل علبة من الزجاج أو البلاستيك».

ومن المكونات التي تنصح بأن تشتريها سيدة المنزل قبل وصول الشهر الكريم جميع أنواع الحبوب. وبالأخص العدس المجروش لصنع الحساء منها.

المأكولات المالحة غير منصوح بها

تقدّم «الست بلقيس» نصائح عدة للمرأة اللبنانية التي تحبّ تحضير سفرة الإفطار بأناملها. ومن أهمها عدم الركون إلى الأكلات المالحة وتلك المقلية بالزيت؛ لأنها تتسبب بالعطش. «ابتعدي قدر الإمكان عن جميع الأكلات الدسمة. فالاعتدال بتناول هذا المكون ضروري لتمضية فترة صوم صحية. فلا (سوشي) ولا باذنجان مقلياً ولا صلصة صويا. كما أنصح بتناول كل أنواع اللحوم خلال الأسبوع من سمك ولحم دجاج وبقر. وكذلك السلطات والحساء على أن يفطر الصائم على مكون بارد وسهل الهضم. ومن ثم يمارس المشي أو مشاهدة التلفاز لفترة 10 دقائق قبل أن يهمّ بتناول باقي أنواع الطعام. فمن الضروري جداً ألا يلتهم طعامه بسرعة».

المعجنات تزين السفرة الرمضانية (الشرق الاوسط)

قواعد على الضيف اتباعها

تنصح «الست بلقيس» الأشخاص المدعوين إلى مائدة إفطار عند أحدهم أن يخبره مسبقاً عن الأكلات التي لا يستطيع تناولها. وتوضح: «يجب الوضع في الحسبان احترام وقت ربّة المنزل في تحضيرها أطباق المائدة. فمن يعاني أمراضاً معينة لا تخوّله تناول جميع الأطعمة، عليه أن يفصح عنها باتصال مسبق. فبذلك يوفّر على ربة المنزل الارتباك بصنع مأكولات خاصة له قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة. وأنا شخصياً أخبر من يدعوني بأني لا أتناول البرغل ولا الفلافل لأني أعاني داء القولون. وبالنسبة للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية معينة لإصابتهم بداء السكري أو لأسباب صحية أخرى فعليهم القيام بالمثل».

موسم رمضان هذه السنة بعطر الـ«بوصفير»

تعدّ «الستّ بلقيس» موسم رمضان هذه السنة مواتياً جداً لتحضير أكلات يستخدم فيها عصير الـ«بوصفير». وهو نوع من الحمضيات الشهيرة في مختلف المناطق اللبنانية. وتضيف: «أعرف تماماً أن أهالي بيروت كما سكان مدينتي طرابلس وصيدا وغيرها يتمتعون بموسم زاهر به. ولذلك أنصح بتحضير أطباق «كبّة أرنبية» و«طاجن السمك» و«الفول المدمّس» معه. فهو يضفي طعماً ونكهة لذيذين على هذه الأطعمة. وعلينا الاستفادة من الموسم الزراعي هذا؛ إذ قد لا نصادفه في كل سنة خلال شهر رمضان».

وصفة بيروتية على طريقة «الست بلقيس»

تختار «الست بلقيس» طبق «سلل الأوزة» البيروتي لتقدمه بصفته وصفة طعام تزين مائدة الشهر الفضيل. «هذا الطبق بيروتي بامتياز ويصنع من عجينة البقلاوة اللذيذة. ويمكننا أن نمد هذه العجينة في صينية ونغمرها بكمية من الدجاج مع الأرز المتبقية عندنا. ومن ثم نعود ونغطيها بطبقة من العجين نفسه وندخلها الفرن بعد دهنها بالسمن أو الزيت. «إننا بذلك نعمل على عدم رمي أي مكون طعام سبق وتناولناه قبل يوم أو أكثر. وهنا أحبّ التذكير بضرورة التفكير بهذا الشهر الكريم بالغريب كما القريب، فنقدّم يومياً طبق طعام لفقير أو جار وحيد؛ فتكتمل بذلك معاني الشهر الفضيل قولاً وفعلاً».