بوادر انقسام في ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تؤدي إلى تدخل إيراني

خلافات بين المهندس والعامري حول الدور القيادي لكل منهما

بوادر انقسام في ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تؤدي إلى تدخل إيراني
TT

بوادر انقسام في ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تؤدي إلى تدخل إيراني

بوادر انقسام في ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تؤدي إلى تدخل إيراني

كشف مصدر سياسي شيعي مستقل عن وجود خلافات عميقة في صفوف قيادة ميليشيات الحشد الشعبي بسبب الدور القيادي لكل من أبو مهدي المهندس، الذي يمنح نفسه صفة نائب القائد العام للحشد الشعبي، وهادي العامري رئيس منظمة بدر والذي لا يحمل أي صفة في صفوف تنظيمات الحشد، مشيرا إلى أن الخلافات أدت إلى تدخل إيراني سريع.
وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بيروت إن هادي العامري، وزير النقل السابق، والذي يرابط في جبهات القتال بين صفوف الحشد الشعبي لم يحمل أية صفة أو لقب في قيادة الحشد بينما يطلق على أبو مهدي المهندس صفة نائب القائد العام للحشد الشعبي، منبها إلى أن فصائل الحشد الشعبي تتبع رسميا القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وأضاف المصدر قائلا إن الحشد الشعبي لا يتمتع بتنظيم عسكري دقيق بل يتألف من فصائل شيعية مسلحة تتبع عدة جهات ولها قيادات مختلفة، مثل: كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، وكتائب السلام التابعة للتيار الصدري، وقوات الحسين، ولواء العباس، وهذا يعني أن فصائل الحشد الشعبي غير موحدة تحت قيادة واحدة بل إن كل فصيل يتبع قيادة التنظيم السياسي الذي شكله، مشيرا إلى أن العبادي الذي يفترض به قيادة الحشد لا يتمتع بالسيطرة على هذه القوات.
وقال المصدر السياسي الشيعي إنه حتى المرجعية الشيعية العليا في النجف والمتمثلة بآية الله علي السيستاني الذي تشكل الحشد بفتوى منه لا يتمتع بأية سيطرة على هذه الميليشيات، مشيرا إلى أن الحشد الشعبي تكبد خسائر كبيرة في المعارك التي خاضها ضد تنظيم داعش بسبب أن الشباب الذين تطوعوا امتثالا لأمر المرجعية لم يتلقوا التدريب الكافي، مشيرا إلى أن غالبية المتطوعين، خاصة كتائب السلام التي تتبع التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر هم بقايا جيش المهدي، تلقوا تدريباتهم سابقا في إيران.
وأضاف المصدر أن الخلافات بين المهندس والعامري كانت قد ظهرت قبل شهر تقريبا لكنها اشتدت مؤخرا بسبب عدم تمكن المهندس من إرغام الجيش العراقي والجانب الأميركي على زج الحشد الشعبي في معارك تحرير الرمادي مما أدى إلى أن يوجه العامري انتقادا قويا للمهندس لهذا السبب، منبها إلى أن العامري كان قد أعلن مرارا أن الرمادي والموصل لن تتحررا إلا بمشاركة الحشد الشعبي.
وقال المصدر إن ضباطا كبارا من الحرس الثوري الإيراني الذي يقوده الجنرال الإيراني قاسم سليماني توجهوا إلى العراق مؤخرا واجتمعوا في بغداد مع المهندس والعامري لإنهاء هذا الخلاف الذي يهدد كيان الحشد ويقلل من النفوذ الإيراني فيه علما بأن طهران تدعمه وبأوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي، إذ إن هناك بعض المعارك، وأبرزها تحرير بلدة آمرلي، قد قادها واشرف عليها سليماني بنفسه، كما أن تسليح الحشد إيراني. وكان موفق الربيعي، مستشار الأمن الوطني السابق، قد طالب بأن يكون الحشد الشعبي تنظيما مسلحا على غرار الحرس الثوري الإيراني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.