تعزيز الحراسة على مستشار الحكومة القضائي الإسرائيلي بعد تهديدات من متطرفين

سياسيون يطالبون بالتحقيق مع حاخامات بعد «حفل الدم» وإخراج منظمات يمينية عن القانون

تعزيز الحراسة على مستشار الحكومة القضائي الإسرائيلي بعد تهديدات من متطرفين
TT

تعزيز الحراسة على مستشار الحكومة القضائي الإسرائيلي بعد تهديدات من متطرفين

تعزيز الحراسة على مستشار الحكومة القضائي الإسرائيلي بعد تهديدات من متطرفين

تواصلت ردود الفعل في إسرائيل على «حفل الدم» قبل أيام، الذي ظهر فيه مستوطنون يرقصون ويطعنون مجسم للرضيع علي دوابشة الذي أحرقه زملاء لهم في قرية دوما في الضفة الغربية مع ذويه نهاية يوليو (تموز) الماضي.
ودعت رئيسة حزب ميرتس زهافا غلؤون المستشار القانوني للحكومة إلى الشروع في «التحقيق مع الحاخامات الذين يقدمون الدعم الروحي للفتية الذين رقصوا مؤخرا في شريط الكراهية المتعلق بعائلة دوابشة». وقالت غلؤون إنه لا يمكن أن تقوم مجموعة دينية مشبعة بالتحريض بالرقص على صورة طفل أحرقه أقرانها دون أن تحظى بدعم من الزعامة الروحية وبتوجيه كذلك. وفي هذا الوقت طالب رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ بإخراج منظمة لهافا اليمينية المتطرفة عن القانون، بسبب معاداتها للمسلمين والمسيحيين. وأضاف: «على زعيم هذه المنظمة بنتسي غوبشتاين ورفاقه أن يعلموا أن الأغلبية المطلقة من المواطنين في دولة إسرائيل، من اليهود والمسلمين والمسيحيين، يريدون العيش بسلام وأخوة».
ومن جهته، قال رئيس حزب هناك مستقبل يائير لبيد إن التيار الصهيوني الديني لا يستطيع أن يعفي نفسه بسهولة من الادعاء بأن المعتقلين اليهود في اعتداء دوما هم أعشاب ضارة.
وأضاف أن هذه الظاهرة ترعرعت ونمت بعد أن تلقت العناية والدعم من أطر سياسية واسعة. وكان الفيديو الذي أُطلق عليه «حفل الدم» وظهر فيه يمينيون متطرفون بإسرائيل وهم يرفعون في حفل زفاف صورا لعائلة دوابشة، ويقومون بحرق تلك الصور إضافة إلى طعن دمية للطفل «علي» (عام ونصف) الذي قتل في تلك الجريمة، أثار الكثير من الجدل والقلق في إسرائيل.
وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفيديو الذي نشر بالقول: «هذه صور مروعة تظهر الوجه الحقيقي لمجموعات تشكل خطرا على إسرائيل وأمنها، ولا يمكن أن نقبل بوجود أشخاص يخالفون قوانين البلاد ولا ينصاعون إليها، وهذا يظهر أهمية وجود جهاز أمني قوي لضمان أمننا كما هو الشاباك».
وكان الشاباك اتهم من قبل يمينيين بتعمد نشر الفيديو لوسائل الإعلام العبرية لتبرير موقفه من حملات الاعتقال ضد المتطرفين. فيما قالت «القناة العبرية الثانية» إن الشرطة الإسرائيلية بالتعاون الشاباك اعتقلت عددا من المشاركين في الحفل وتعرفت على جنود رفعوا أسلحتهم خلاله.
وشن متطرفون يمينيون حملة كبيرة على جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» بتهمة استهدافهم وتعذيب معتقلين لديه من اليهود المتهمين بالوقوف خلف جريمة قتل عائلة دوابشة حرقا.
وبلغ التحريض مداه مع إعلان تعزيز الحراسة أمس على المستشار القانوني للحكمة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين بعد تلقيه تهديدات من متطرفين. وانتقل الجدل إلى السياسيين في إسرائيل، بتصريحات المتطرف إيلي بن دهان نائب وزير الجيش الإسرائيلي التي قال فيها إنه «لم يثبت أن حادثة حرق عائلة دوابشة حادث إرهابي»، وإنه إذا ما تم إثبات ذلك فإنها تعد جريمة خطيرة.
ونقلت إذاعة «ريشت بيت» العبرية عن بن دهان قوله «إن هناك مائتي تعريف لمعنى الإرهاب، ولكن لا يمكن لأحد أن يبرر ما تم فعله أو يقول: إنه له قيمة». ورد رئيس جهاز الشاباك الأسبق وعضو الكنيست الحالي يعقوب بيري أنه من غير المعقول أن نائب وزير دفاع إسرائيل بعد وقوع تلك الجريمة البشعة، يجد صعوبة في تقييم مثل هذه العملية بأنها «إرهاب»، «هذا هو الجنون». وأصدر المعسكر الصهيوني بيانا قال فيه «أن يجد نائب وزير الدفاع صعوبة في قراءة جريمة قتل عائلة دوابشة فهذا وصمة عار، الإرهاب هو الإرهاب، ولا عجب أن هناك فصائل صغيرة لا تدرك خطورة الفعل الإجرامي للإرهاب اليهودي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.