فكرة إقامة مرحلة إضافية للدوري الإنجليزي خارج البلاد تثير الجدل

الأندية تحبذها طمعًا في مزيد من الأموال.. والجماهير ترفضها

مانشستر يونايتد لعب مع ريال مدريد وسط 100 ألف متفرج  في الولايات المتحدة («الشرق الأوسط»)
مانشستر يونايتد لعب مع ريال مدريد وسط 100 ألف متفرج في الولايات المتحدة («الشرق الأوسط»)
TT

فكرة إقامة مرحلة إضافية للدوري الإنجليزي خارج البلاد تثير الجدل

مانشستر يونايتد لعب مع ريال مدريد وسط 100 ألف متفرج  في الولايات المتحدة («الشرق الأوسط»)
مانشستر يونايتد لعب مع ريال مدريد وسط 100 ألف متفرج في الولايات المتحدة («الشرق الأوسط»)

يبدو أن فكرة تنظيم دورة من الموسم المنتظم لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بالخارج لن تموت أبدًا، مهما حاول بعض المشجعين قتلها مرارًا وتكرارًا.
المؤكد أن هذه الفكرة تحمل إغراءات قوية للأندية التي تقع معظمها الآن في ملكية أجانب. وفي عصر ينظر الجميع إلى العائدات التجارية الخارجية باعتبارها محرك النمو الأول، فإن فكرة تنظيم مباراة رسمية بالخارج تمثل إغراء يدغدغ أحلامهم يصعب رفضه.
وجاء مبدأ اللعب النظيف «ماليًا» ليزيد الحاجة لتعزيز العائدات المالية للأندية. وحاليًا، تسعى الأندية بدأب بقيادة «مانشستر يونايتد» لاجتذاب رعاة أجانب. جدير بالذكر أن العائدات التلفزيونية الخارجية تبلغ نحو 2.4 مليار جنيه إسترليني من إجمالي 5.5 مليار جنيه إسترليني.
لذا، يبدو من الطبيعي تمامًا أن تعاود هذه الفكرة، التي كانت قد تلقت ضربة قاصمة عام 2008، للحياة من جديد بمظهر مختلف قليلاً. وزادت إغراءات الفكرة بالنسبة لبعض الأندية بالنظر لنجاح دوري كرة القدم الأميركية والرابطة الوطنية لكرة السلة مرارًا في ملء مقاعد «ويمبلي» وقاعة «o2» الأكبر حجما في لندن على الترتيب.
من ناحيته، يبدي مسؤولو الدوري الإنجليزي الممتاز حرصهم على التقليل من أهمية فكرة وجود أي عرض حقيقي وشيك في هذا الصدد. ومع ذلك، أكدت بعض المصادر رفيعة المستوى من داخل الأندية أن الفكرة جرت بالفعل مناقشتها بصورة غير رسمية في اجتماعات لرابطة الدوري الممتاز من أجل تعزيز الجاذبية للبطولة بمختلف أرجاء العالم.
ورغم أن الرئيس التنفيذي للرابطة ريتشارد سكودامور اعتاد القول بأن هذه الفكرة لن تعاود الظهور خلال فترة عمله بالدوري الممتاز، فإنه اعترف: «سيحدث ذلك في لحظة ما. لكن مسألة هل سيحدث ذلك خلال فترة عملي، فلا أحد يدري على وجه اليقين».
الأندية قد تكون أكثر حماسًا إزاء تجريب هذه الفكرة عن مسؤولي الدوري، لكن البعض يشعر أن جمهور المشجعين لن يؤيدوا الفكرة إلا إذا طرحت كجزء من حزمة من الاتفاقات المجزية.
وبغض النظر عما إذا كانت هذه الحزمة هي تخفيض في إجمالي أسعار تذاكر المباريات بفضل العائدات التي سيتم جنيها أو الالتزام بدعم مصاريف انتقال المشجعين، فإن مثل هذه المقترحات تنطوي على اعتراف ضمني بأن مثل هذه الخطوة قد تثير سخط الجماهير.
وكانت هناك وجهة نظر بديلة خلال اجتماع قمة ستانفورد بريدج، حيث تساءل كريستيان سيتفرت، الرئيس التنفيذي لدوري كرة القدم الألماني (بوندسليغا)، ما الذي سيحدث لو أن مجموعة المباريات المعنية تمثل أهمية محورية لنادي بعينه خلال موسم معين.
وقال: «من الناحية المالية، قد تكون فكرة جيدة أن يجري عقد مباريات بمختلف أرجاء العالم - لكن ماذا عن مشجعي النادي الذين يحرصون على حضور 34 مباراة له، بغض النظر عما إذا كان الطقس جليديًا أو ممطرًا أو عاصف؟ وماذا عن المباريات التي يكون للمباراة المعنية تأثير حاسم في تحديد خروجه من المسابقة، بينما يعجز الجمهور عن حضورها لأنها تعقد في تايلاند مثلاً.. أعتقد أن بوندسليغا لن يختار هذه السياسة».
رغم أن الخطط المرتبطة بهذه الفكرة لا يزال يجري وصفها باعتبارها في «المهد»، فإن الحماس الذي تبديه بعض الأندية تجاه فكرة إقامة مرحلة إضافية «الـ38 مباراة» واضح تمامًا. من الناحية اللوجيستية، سيكون من الضروري دراسة حقيقة أن بعض الأندية سيلعب عدد غير متكافئ من المباريات في الداخل، علاوة على الحاجة لكسب تأييد الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) واليويفا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم).
ومن أجل الشروع في دراسة مثل هذه الفكرة للدورة التي ستبدأ لمدة ثلاثة سنوات من 2016 - 2017، من الضروري تضمين الفكرة في وثائق المناقصات التلفزيونية التي يجري وضعها حاليًا. بيد أن الفكرة الأكثر احتمالاً، على ما يبدو، هي توسيع نطاق البطولات الودية الخارجية على غرار كأس آسيا. وقد يمثل ذلك خطوة تمهيدية لدراسة تطبيق الفكرة موسم 2019 - 2020. في كلتا الحالتين، تتمسك الأندية المهتمة بدراسة تأثير الفكرة على جمهور مشجعيها بالحذر.
ومن المحتمل أن تقابل الفكرة بالرفض من جانب أولئك الذين أعيتهم أسعار التذاكر المرتفعة والشعور العام بأنهم أصبحوا مستهلكين يجري استنزافهم وليس مشجعين تجري استشارتهم في شؤون ناديهم المحبوب.
ومن المحتمل كذلك أن يرفض «اليويفا» الفكرة. من جهته، قال الأمين العام للاتحاد الأوروبي جياني إنفانتينو، إنه من الضروري عقد مناقشات بهذا الخصوص إذا ما رغب مسؤولو الدوري الإنجليزي الممتاز في المضي قدمًا في هذا المقترح.
يذكر أن «اليويفا» سبق وأن رفض مقترحًا من الدوري الإنجليزي بعقد المرحلة 39 بالخارج وذلك عام 2008.
وقال: «تطرح مثل هذه الأفكار والمقترحات من حين لآخر، هناك بعض الاتحادات بالفعل تعقد مباراتها النهائية في آسيا، لذا فإن هذه الفكرة تأتي في إطار الرغبة لتصدير الكرة الأوروبية». وأضاف: «حينما تطرح مثل هذه الأفكار، علينا التصرف بصورة تعكس الشعور بالمسؤولية وفي إطار القواعد التي اتفقنا عليها جميعًا».
جدير بالذكر أن فكرة عقد مرحلة إضافية بالدوري الإنجليزي تم التخلي عنها منذ ستة سنوات في أعقاب مفاوضات جرت حول حقوق البث التلفزيوني. وآنذاك، علق رئيس «اليويفا» الموقوف حاليا مايكل بلاتيني: «هذه فكرة عبثية، وأنا واثق من أن الفيفا لن تقبلها لأنها لا تحمل خيرًا لكرة القدم».
وجدير بالذكر أن اتفاق البث التلفزيوني للدوري الإنجليزي الممتاز من 2013 حتى 2016 بلغت قيمته قرابة 5.5 مليار جنيه إسترليني. وأن أكثر من 2 مليار جنيه إسترليني من هذا المبلغ تأتي من بيع حقوق خارجية. ودفعت تايلاند وسنغافورة وهونغ كونغ وماليزيا فيما بينها 650 مليون جنيه إسترليني.
في الموسم الماضي، تم بث 98 في المائة من إجمالي مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لمشاهدي التلفزيون من خارج إنجلترا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».