مصادر أميركية: واشنطن سعت لانقلاب على الأسد في 2011

النظام السوري يبدي استعداده للتفاوض مع المعارضة.. والائتلاف يحذّر

وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم يصغي إلى كلام وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقائهما في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم يصغي إلى كلام وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقائهما في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
TT

مصادر أميركية: واشنطن سعت لانقلاب على الأسد في 2011

وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم يصغي إلى كلام وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقائهما في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم يصغي إلى كلام وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقائهما في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

كشف مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون عن أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات سرية مع أعضاء في نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مع بداية النزاع السوري عام 2011، في محاولة للحد من العنف واستكشاف سبل التشجيع على القيام بانقلاب عسكري.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أمس، عن هؤلاء المسؤولين، أن الاتصالات الاستخباراتية الأميركية حددت ضباطًا في الجيش ينتمون إلى الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد ويمكنهم قيادة انقلاب، لكنهم لم يجدوا مواطن ضعف تذكر يمكن استغلالها.
وذكر مسؤول سابق رفيع في الحكومة الأميركية، أن «سياسة البيت الأبيض في عام 2011 كانت محاولة الوصول إلى انتقال في سوريا عن طريق إيجاد ثغرات في النظام وعرض حوافز على الناس ليتخلوا عن الأسد».
وأضاف أن «الاتصالات السرية كانت مختلفة عن تلك التي أجريت مع كوبا أو إيران، والتي كانت الولايات المتحدة تعتقد فيها أنه يمكنها تسوية القضايا في هدوء، ولكنها كانت أكثر تركيزًا على جوانب مُعيَّنة».
في شأن آخر أعلن النظام السوري موافقته على المشاركة في مباحثات السلام المقرر عقدها مع المعارضة في جنيف الشهر المقبل، للاتفاق على هيئة الحكم الانتقالية في سوريا، بانتظار أن يطلع على لائحة أعضاء الوفد المعارض الذي سيفاوضه. غير أن المعارضة لم تجد في هذا القبول سوى «جزء من مخادعة لكسب وقت أطول لتغيير موازين القوى على الأرض». وحذّرت المعارضة من «محاولة النظام وحلفائه التدخل بتشكيل وفد المعارضة للتفاوض أو إضافة أي اسم عليه»، بينما أبدت «هيئة التنسيق الوطنية» تحفظها على مواقف سياسية أعلنتها «الهيئة العليا للمفاوضات» بحجة أنها لا تساعد في إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية، بحسب «الهيئة».
وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال أمس في تصريح أدلى به إثر لقائه نظيره الصيني وانغ يي في العاصمة الصينية بكين: «إن الحكومة السورية مستعدة للمشاركة في محادثات السلام في جنيف». وأمل أن «ينجح الحوار في مساعدة البلاد على تشكيل حكومة وحدة وطنية». وأضاف المعلم: «لأنه قرار لمجلس الأمن، من واجب الدول كافة تنفيذه ونحن مستعدون لتنفيذه، ما دام يتم احترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبله». وأكد أن «سوريا مستعدة للمشاركة في الحوار السوري - السوري في جنيف من دون أي تدخل أجنبي، وسيكون وفدنا مستعدًا بمجرد أن نتسلم قائمة بوفد المعارضة». وتمنى أن «ينجح هذا الحوار في مساعدتنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وستشكل هذه الحكومة لجنة دستورية لبحث وضع دستور جديد وقانون انتخابات جديد حتى تجرى الانتخابات البرلمانية في غضون 18 شهرًا تقريبًا». وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق بالإجماع يوم الجمعة 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، على قرار يدعم خارطة طريق دولية لعملية سلام سوريا. ويمنح القرار مباركة الأمم المتحدة لخطة تم التفاوض عليها في العاصمة النمساوية فيينا تدعو إلى وقف لإطلاق النار وإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة وجدول زمني يمتد لقرابة سنتين ويهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات.
موقف المعلم الذي يعبّر عن موافقة النظام على الدخول في مفاوضات الحل السياسي لم يجد فيه عضو الائتلاف السوري المعارض جورج صبرا سوى «جزء من عملية المخادعة التي اعتاد النظام وحلفاؤه عليها، والدليل أنه شارك في مؤتمر (جنيف2) على أساس موافقته على بنود (جنيف1)، لكنه أفشل مقرراته، باعتراف (المبعوث الأممي السابق إلى سوريا) الأخضر الإبراهيمي». وتابع صبرا خلال تصريح لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «في الوقت الذي يعلن الروس في فيينا موافقتهم على الحل السياسي، يرتكبون المجازر بحق المدنيين في سوريا. ويكفي الاستناد إلى ما قاله تقرير (هيومان رايتس ووتش) ومنظمات إنسانية وحقوقية أخرى بأن مجازر الروس في سوريا ترقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية». وسأل: «هل يعقل أنه بالتزامن مع إعلانهم الموافقة على الدخول في مفاوضات الحل السياسي يرتكبون أبشع المجازر في قتل الأبرياء وتدمير المدارس والمساجد؟ هل تصدقون هذه الأقوال؟»، واعتبر صبرا «هذا الكلام ليس إلا كسبًا للوقت من أجل تغيير موازين القوى على الأرض، لكن بعد ثلاثة أشهر من القصف الروسي لم يستطع الروس أن يعيدوا شبرًا واحدًا مما خسره النظام».
وعن اشتراط النظام الدخول في المفاوضات اطلاعه على أسماء وفد المعارضة المفاوض، أوضح صبرا أن «مؤتمر الرياض شكّل هيئة عليا للمفاوضات، وهذه الهيئة وحدها المسؤولة عن تسمية ممثلي قوى الثورة والمعارضة إلى المفاوضات، وليس أي شخص أو جهة أخرى». وشدد على أنه «لن يكون مقبولاً إضافة أي اسم إلى وفد المعارضة»، مذكّرًا بأن الروس «حاولوا خلال اجتماعي موسكو 1 وموسكو 2 صنع معارضة سورية لإشراكها نيابة عن النظام، لكن لم يفلحوا في إيجاد أي موقع لهم في قلب الثورة السورية».
من جهتها أبدت «هيئة التنسيق الوطنية» التي يرأسها حسن عبد العظيم تحفظها عن مواقف سياسية أعلنتها «الهيئة العليا للمفاوضات» التي شكلها «مؤتمر الرياض»، معتبرة أنها «تضمنت مواقف تخالف صراحة مواقف هيئة التنسيق وخطها السياسي، ولا تساعد في إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية». وقالت «الهيئة» في بيان صدر عن رئيس مكتبها الإعلامي: «إن تلك المواقف لا تأخذ بعين الاعتبار التحفظات التي أبدتها الهيئة في حينه على طبيعة المؤتمر، وعدم مشاركة قوى معارضة أساسية فيه، إضافة إلى أنها صنفت قوى حليفة للهيئة، مثل (قوات حماية الشعب) في خانة الإرهاب، مع أنها أشد وأصدق من يقاتل الإرهاب المتمثّل بـ(داعش)، إلى جانب بعض فصائل الجيش الحر».
واتهم البيان «الهيئة العليا للمفاوضات» بأنها «تغض الطرف عن قوى عسكرية شاركت في المؤتمر، تمطر يوميًا دمشق بعشرات القذائف الصاروخية التي تتسبب في قتل المواطنين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة»، وأردف أن «روحية البيان لا تعبر عمن يريد الحل السياسي للأزمة السورية، وإنقاذ ما تبقى من سوريا وشعبها، بل عن استمرار الأزمة». وختم رئيس مكتب الإعلام في «الهيئة» بيانه بالقول: «لهذا كله فإنني باسم هيئة التنسيق أرفض ما جاء في البيان جملة، وسوف يكون لنا موقف رسمي أشد في حال تكررت مثل هذه المواقف».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.