القوات العراقية تواصل تقدمها في الرمادي أمام تراجع عناصر «داعش»

باتت على بعد نحو 500 متر من المجمع الحكومي

القوات العراقية تواصل تقدمها في الرمادي أمام تراجع عناصر «داعش»
TT

القوات العراقية تواصل تقدمها في الرمادي أمام تراجع عناصر «داعش»

القوات العراقية تواصل تقدمها في الرمادي أمام تراجع عناصر «داعش»

واصلت القوات العراقية اليوم (الخميس)، التقدم ببطء لتحرير مدينة الرمادي حيث تتحصن بقايا عناصر تنظيم «داعش» في مركز المدينة، بسبب عبوات ناسفة وكمائن ووجود مدنيين محاصرين فيها.
وتجري اشتباكات شرسة حول مجمع المباني الحكومية في وسط مدينة الرمادي، الذي يمثل استعادة سيطرة القوات الأمنية عليه خطوة رئيسية على طريق تحرير كل المدينة من قبضة التنظيم الذي احتلها في مايو (أيار) الماضي.
وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «القوات العراقية وصلت عند محيط منطقة الحوز من الجهة الجنوبية لمدينة الرمادي، وباتت على بعد نحو 500 متر عن المجمع الحكومي، وتواصل الاشتباك مع عناصر داعش».
وذكر رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، متحدثا للوكالة، أنّ «القوات العراقية تتقدم بحذر شديد» في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي.
وأشار إلى وجود عدد كبير من العبوات الناسفة زرعها المتطرفون في المدينة واحتمال وجود مدنيين محاصرين ويُستخدمون دروعا البشرية.. «وهذه تمثل عوائق رئيسية».
وقال المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن للوكالة، إنّ «مقاومة شرسة ومعارك ضارية تدور منذ 24 ساعة في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي». وأشار إلى إقامة المتطرفين مواضع دفاعية قوية مستخدمين عبوات ناسفة في شكل حقول ألغام، وكمائن، إضافة إلى تفخيخهم المنازل.
كما نشر المتطرفون، نحو مائة مسلح على امتداد الطريق القريب من المجمع الحكومي، وفقا للمتحدث.
وذكر وارن أنّه «بسبب طبيعة المنطقة، يسهل على عدد قليل إيقاف (تقدم) مجموعة كبيرة».
وأفاد المقدم في الجيش أنّ جنديًا على الأقل قتل وأصيب سبعة آخرون بجروح خلال اشتباكات وقعت في الساعات الماضية في منطقة الحوز، بالرمادي، فيما سجل مصدر طبي اليوم، وصول 22 جنديًا إلى مستشفى أبو غريب أصيبوا خلال الاشتباكات التي تجري في الرمادي.
من جانبه، ذكر إبراهيم العوسج، عضو مجلس قضاء الرمادي، أنّ «عدد الموجود داخل الرمادي لا يرقى إلى مستوى سرية من (داعش)» في إشارة لوجود أقل من 400 مسلح في المدينة.
في غضون ذلك، أعلن التنظيم المتطرف في بيان على مواقع متطرفة، عن تمكن خمسة انتحاريين من عناصر التنظيم، اليوم، من قتل عدد كبير من عناصر الشرطة في مقر للشرطة بمنطقة «110 كيلو»، في محافظة الأنبار.
وأوضح البيان أنّ «ثلاثة منهم تمكنوا من التسلل إلى الباب الأمامي وقتل جميع الحراس بأسلحة كاتمة للصوت» وتابع: «فيما تمكن الاثنان الآخران من التسلل من الباب الخلفي وقتل كثير منهم وحرق مخزن الأسلحة وبعض الثكنات، وقتل عدد آخر منهم بتفجير عبوة ناسفة لدى محاولتهم الهروب».
كما أفاد ضابط برتبة عميد في شرطة الأنبار، أنّ «قوات الشرطة قتلت سبعة انتحاريين من تنظيم داعش خلال مواجهات تمكنت الشرطة خلالها من تفجير أحزمتهم وقتلهم».
وتمكنت عشرات العائلات التي كان يستخدمها التنظيم دروعا بشرية في مدينة الرمادي من الفرار أمس، وقام الجيش بإيوائهم في منطقة الحبانية إلى الشرق من الرمادي.
وقال سعد الدليمي (47 سنة) أحد هؤلاء الفارين: «مسلحو (داعش) استخدمونا دروعا بشرية للهرب معهم لتجنب استهدافهم من الطائرات والقوات الأمنية قبل أن يطلقوا سراحنا»، متابعًا أنّ «مدينة الرمادي تشهد معارك متواصلة بين قوات الأمن وعناصر (داعش).. عشرات الأسر موجودة حاليًا داخل منازلهم ولا يمكنهم الخروج بسبب قصف الطائرات وأصوات الانفجارات والمواجهات»، مشيرًا إلى أن «وضع العائلات داخل الرمادي صعب جدًا بسبب نفاد الغذاء من المحال التجارية وكنا نعيش على التمر وما بقي لدينا من مواد غذائية».
وبدأت عملية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي منذ شهر، بمشاركة قوات عراقية قطعت خطوط الإمداد عن باقي مناطق محافظة الأنبار، ثم سيطرت تدريجيا على محيط المدينة، وأغلقت الطرق والجسور المؤدية إلى وسط المدينة.
وتمثل استعادة الرمادي (مائة كيلومتر غرب بغداد) نصرًا معنويًا كبيرًا للقوات العراقية، خصوصًا الجيش الذي تعرض لانتقادات كثيرة خلال المرحلة الماضية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».