السلطات الأسترالية والبريطانية تعتقل شبابًا متشددين على خلفية الإرهاب

كانبيرا تسلم فرنسيًا متطرفًا إلى بلده.. ولندن تعتقل ثلاثينيًا بتهمة الإعداد لعمل إرهابي

السلطات الأسترالية والبريطانية تعتقل شبابًا متشددين على خلفية الإرهاب
TT

السلطات الأسترالية والبريطانية تعتقل شبابًا متشددين على خلفية الإرهاب

السلطات الأسترالية والبريطانية تعتقل شبابًا متشددين على خلفية الإرهاب

اعتقلت السلطات الأسترالية، أمس، رجلين يشتبه بأنهما كانا يخططان لهجمات ضد قاعدة بحرية في سيدني، كما أعلنت أنها أوقفت فرنسيا يشتبه بأنه «متطرف» خلال محاولته دخول أراضيها بعد يومين من اعتداءات باريس، ورحّلته إلى فرنسا.
وأكدت شرطة سيدني في بيان أنها اعتقلت رجلين في إطار عملية «ابلباي»، وتستهدف الأشخاص الذين يشتبه بأنهم متورطون بأعمال إرهابية في أستراليا، أو تمويل منظمات إرهابية، أو الأشخاص الذين يتوجهون إلى سوريا والعراق.
واتهم عبد الله صالحي (24 عاما) بإعداد وثيقة لتسهيل عمل إرهابي، ومحمد المعاوي (20 عاما) بالتآمر «من أجل الإعداد لعمل إرهابي». ورفض طلب الرجلين إطلاق سراحهما بكفالة، ووضعا قيد التوقيف الاحترازي. ويأتي توقيف الرجلين بعد أسبوعين تقريبا على اتهام القضاء خمسة أشخاص بالتآمر لشن «هجوم إرهابي» ضد مبنى حكومي في المدينة.
ومنذ انطلاق عملية «ابلباي» قبل عام واحد، وجهت اتهامات بالإرهاب إلى 11 شخصا. وأعلنت نائبة مفوض شرطة «نيوويلز» الجنوبية، كاثرين بيرن، أن العملية التي جرت أمس مرتبطة بتوقيف 15 شخصا في نهاية 2014، يشتبه بأنهم كانوا يريدون قتل أشخاص بقطع رؤوسهم. وقالت: «أؤكد أن مداهمات اليوم مرتبطة بأحداث العام الماضي.. بالوثائق والمواد الأخرى التي تمت مصادرتها».
ولم يكشف المحققون خطة محددة، لكنهم يعتقدون أن قاعدة «غاردن آيلند» البحرية في سيدني، القريبة من دار الأوبرا، كانت في مقدمة الأهداف. وأوضحت بيرن في هذا الصدد أنهم «أشاروا إلى عدة مواقع، وقاعدة (ولومولو) منها»، مشيرة إلى أن «هؤلاء الأشخاص بدأوا الاستعدادات لارتكاب عمل إرهابي». وتابعت أن «مجموعة من الأشخاص جاءوا بهذه الفكرة بنية القيام بعمل ما، وبدأوا الاستعدادات لتنفيذ عمل إرهابي»، مؤكدة أنه «لا تهديد إرهابيا محددا حاليا».
وكانت شبكة الإذاعة والتلفزيون العامة (إيه بي سي) ذكرت أن الشرطة داهمت منزل أحد الموقوفين في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ونقلت «إيه بي سي» عن مصادر في الشرطة أن تلك المداهمة أفضت إلى ضبط وثائق مكتوبة بخط اليد، تتطرق إلى هجوم محتمل على قاعدة بحرية. وكان القضاء الأسترالي قد اتهم في 10 ديسمبر الحالي خمسة موقوفين، بينهم فتى في الخامسة عشرة، بـ«التآمر بهدف التحضير لعمل إرهابي» ضد مبنى حكومي في سيدني.
وزاد قلق كانبيرا إزاء إمكانية قيام أشخاص منفردين بهجمات إرهابية مستوحاة من منظمات إرهابية، مثل تنظيم «داعش» الذي يحتل مناطق واسعة في سوريا والعراق.
أما في ما يتعلق بتوقيف «المتطرف الفرنسي»، فقد أعلنت السلطات أمس أن فرنسيًا يشتبه بأنه «متطرف» أوقف خلال محاولته دخول أستراليا وبحوزته بخاخات تحوي مواد كيميائية للدفاع عن النفس، بعد يومين فقط من اعتداءات باريس، مشيرة إلى أنه تم تسليمه إلى فرنسا.
وقال وزير العدل الأسترالي، جورج برانديس، إن هذا الفرنسي، الذي لم تكشف هويته، أوقف في مطار ملبورن في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) آتيًا من الشرق الأوسط. وأضاف لإذاعة «إيه بي سي» أن «الشرطة الأسترالية للحدود، بما في ذلك وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لها، تدخلت»، موضحا أنه «كان بحوزته مواد محظورة، وهي ثلاث عبوات تحوي مواد كيميائية، وألغيت تأشيرة دخوله وتم احتجازه إلى أن تم ترحيله». وتابع أن الرجل كانت بحوزته أيضا «كتب مضمونها متطرف» دون أن يذكر أي تفاصيل، مؤكدا أن توقيف الرجل هو «مثال جديد على تصميم الحكومة على ضمان أمن المجتمع وحماية حدوده».
من جانبه، صرح ناطق باسم الشرطة أن «ضباطا في وحدة مكافحة الإرهاب أوقفوا» الرجل الذي لم تكشف السلطات المدينة التي جاء منها، «بسبب خطأ في تأشيرته الإلكترونية»، موضحا أن «عمليات البحث كشفت أنه كانت بحوزته مواد سيّئة على أجهزته الجوالة وأشياء ممنوعة». وذكرت صحيفة «ذي أستراليان» أنه خضع عند وصوله إلى فرنسا للاستجواب حول اعتداءات باريس، التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلا و350 جريحا في 13 نوفمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، تمّ تعزيز إجراءات المراقبة في أستراليا حيال المواطنين الأوروبيين الذين يريدون زيارتها، خصوصا الفرنسيين والبلجيكيين.
وفي بريطانيا، أعلنت الشرطة البريطانية أمس أنها اعتقلت في لندن رجلا يبلغ من العمر 31 عاما، يشتبه في صلته بـ«الإرهاب المتطرف». وقالت شرطة العاصمة إن «عناصر الشرطة اعتقلت الرجل في منطقة تجارية» في جنوب العاصمة أول من أمس، مشيرة إلى أنه «تم ربط عملية الاعتقال بالإرهاب المتطرف»، وأن الشرطة قامت بتفتيش مسكن في جنوب لندن. واكتفت الشرطة بالقول إن الرجل يشتبه «في تورطه بتنفيذ، والإعداد أو التحريض على، أعمال إرهابية».
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الشهر الماضي إن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت سبع هجمات إرهابية خلال العام الماضي. وتم رفع حالة التأهب إلى مستوياتها «القصوى» منذ أغسطس (آب) 2014. كما أعلنت وزارة الداخلية البريطانية في وقت سابق من الشهر الحالي، أنه تم اعتقال 315 شخصا بين سبتمبر (أيلول) 2014 و2015 بشبهة «الإرهاب»، وهو عدد قياسي.



مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

قُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، الأربعاء، جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا إن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.