اعتقلت السلطات الأسترالية، أمس، رجلين يشتبه بأنهما كانا يخططان لهجمات ضد قاعدة بحرية في سيدني، كما أعلنت أنها أوقفت فرنسيا يشتبه بأنه «متطرف» خلال محاولته دخول أراضيها بعد يومين من اعتداءات باريس، ورحّلته إلى فرنسا.
وأكدت شرطة سيدني في بيان أنها اعتقلت رجلين في إطار عملية «ابلباي»، وتستهدف الأشخاص الذين يشتبه بأنهم متورطون بأعمال إرهابية في أستراليا، أو تمويل منظمات إرهابية، أو الأشخاص الذين يتوجهون إلى سوريا والعراق.
واتهم عبد الله صالحي (24 عاما) بإعداد وثيقة لتسهيل عمل إرهابي، ومحمد المعاوي (20 عاما) بالتآمر «من أجل الإعداد لعمل إرهابي». ورفض طلب الرجلين إطلاق سراحهما بكفالة، ووضعا قيد التوقيف الاحترازي. ويأتي توقيف الرجلين بعد أسبوعين تقريبا على اتهام القضاء خمسة أشخاص بالتآمر لشن «هجوم إرهابي» ضد مبنى حكومي في المدينة.
ومنذ انطلاق عملية «ابلباي» قبل عام واحد، وجهت اتهامات بالإرهاب إلى 11 شخصا. وأعلنت نائبة مفوض شرطة «نيوويلز» الجنوبية، كاثرين بيرن، أن العملية التي جرت أمس مرتبطة بتوقيف 15 شخصا في نهاية 2014، يشتبه بأنهم كانوا يريدون قتل أشخاص بقطع رؤوسهم. وقالت: «أؤكد أن مداهمات اليوم مرتبطة بأحداث العام الماضي.. بالوثائق والمواد الأخرى التي تمت مصادرتها».
ولم يكشف المحققون خطة محددة، لكنهم يعتقدون أن قاعدة «غاردن آيلند» البحرية في سيدني، القريبة من دار الأوبرا، كانت في مقدمة الأهداف. وأوضحت بيرن في هذا الصدد أنهم «أشاروا إلى عدة مواقع، وقاعدة (ولومولو) منها»، مشيرة إلى أن «هؤلاء الأشخاص بدأوا الاستعدادات لارتكاب عمل إرهابي». وتابعت أن «مجموعة من الأشخاص جاءوا بهذه الفكرة بنية القيام بعمل ما، وبدأوا الاستعدادات لتنفيذ عمل إرهابي»، مؤكدة أنه «لا تهديد إرهابيا محددا حاليا».
وكانت شبكة الإذاعة والتلفزيون العامة (إيه بي سي) ذكرت أن الشرطة داهمت منزل أحد الموقوفين في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ونقلت «إيه بي سي» عن مصادر في الشرطة أن تلك المداهمة أفضت إلى ضبط وثائق مكتوبة بخط اليد، تتطرق إلى هجوم محتمل على قاعدة بحرية. وكان القضاء الأسترالي قد اتهم في 10 ديسمبر الحالي خمسة موقوفين، بينهم فتى في الخامسة عشرة، بـ«التآمر بهدف التحضير لعمل إرهابي» ضد مبنى حكومي في سيدني.
وزاد قلق كانبيرا إزاء إمكانية قيام أشخاص منفردين بهجمات إرهابية مستوحاة من منظمات إرهابية، مثل تنظيم «داعش» الذي يحتل مناطق واسعة في سوريا والعراق.
أما في ما يتعلق بتوقيف «المتطرف الفرنسي»، فقد أعلنت السلطات أمس أن فرنسيًا يشتبه بأنه «متطرف» أوقف خلال محاولته دخول أستراليا وبحوزته بخاخات تحوي مواد كيميائية للدفاع عن النفس، بعد يومين فقط من اعتداءات باريس، مشيرة إلى أنه تم تسليمه إلى فرنسا.
وقال وزير العدل الأسترالي، جورج برانديس، إن هذا الفرنسي، الذي لم تكشف هويته، أوقف في مطار ملبورن في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) آتيًا من الشرق الأوسط. وأضاف لإذاعة «إيه بي سي» أن «الشرطة الأسترالية للحدود، بما في ذلك وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لها، تدخلت»، موضحا أنه «كان بحوزته مواد محظورة، وهي ثلاث عبوات تحوي مواد كيميائية، وألغيت تأشيرة دخوله وتم احتجازه إلى أن تم ترحيله». وتابع أن الرجل كانت بحوزته أيضا «كتب مضمونها متطرف» دون أن يذكر أي تفاصيل، مؤكدا أن توقيف الرجل هو «مثال جديد على تصميم الحكومة على ضمان أمن المجتمع وحماية حدوده».
من جانبه، صرح ناطق باسم الشرطة أن «ضباطا في وحدة مكافحة الإرهاب أوقفوا» الرجل الذي لم تكشف السلطات المدينة التي جاء منها، «بسبب خطأ في تأشيرته الإلكترونية»، موضحا أن «عمليات البحث كشفت أنه كانت بحوزته مواد سيّئة على أجهزته الجوالة وأشياء ممنوعة». وذكرت صحيفة «ذي أستراليان» أنه خضع عند وصوله إلى فرنسا للاستجواب حول اعتداءات باريس، التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلا و350 جريحا في 13 نوفمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، تمّ تعزيز إجراءات المراقبة في أستراليا حيال المواطنين الأوروبيين الذين يريدون زيارتها، خصوصا الفرنسيين والبلجيكيين.
وفي بريطانيا، أعلنت الشرطة البريطانية أمس أنها اعتقلت في لندن رجلا يبلغ من العمر 31 عاما، يشتبه في صلته بـ«الإرهاب المتطرف». وقالت شرطة العاصمة إن «عناصر الشرطة اعتقلت الرجل في منطقة تجارية» في جنوب العاصمة أول من أمس، مشيرة إلى أنه «تم ربط عملية الاعتقال بالإرهاب المتطرف»، وأن الشرطة قامت بتفتيش مسكن في جنوب لندن. واكتفت الشرطة بالقول إن الرجل يشتبه «في تورطه بتنفيذ، والإعداد أو التحريض على، أعمال إرهابية».
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الشهر الماضي إن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت سبع هجمات إرهابية خلال العام الماضي. وتم رفع حالة التأهب إلى مستوياتها «القصوى» منذ أغسطس (آب) 2014. كما أعلنت وزارة الداخلية البريطانية في وقت سابق من الشهر الحالي، أنه تم اعتقال 315 شخصا بين سبتمبر (أيلول) 2014 و2015 بشبهة «الإرهاب»، وهو عدد قياسي.
السلطات الأسترالية والبريطانية تعتقل شبابًا متشددين على خلفية الإرهاب
كانبيرا تسلم فرنسيًا متطرفًا إلى بلده.. ولندن تعتقل ثلاثينيًا بتهمة الإعداد لعمل إرهابي
السلطات الأسترالية والبريطانية تعتقل شبابًا متشددين على خلفية الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة