3 هجمات انتحارية لـ«داعش» في دير الزور تقتل 11 عنصرًا من قوات النظام

الطائرات الروسية تقصف ريف حلب.. والكرملين ينفي امتلاكه معلومات عن سقوط مدنيين

3 هجمات انتحارية لـ«داعش» في دير الزور تقتل 11 عنصرًا من قوات النظام
TT

3 هجمات انتحارية لـ«داعش» في دير الزور تقتل 11 عنصرًا من قوات النظام

3 هجمات انتحارية لـ«داعش» في دير الزور تقتل 11 عنصرًا من قوات النظام

قتل 11 عنصرا على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، أمس (الأربعاء)، جراء ثلاث هجمات انتحارية نفذها تنظيم داعش في أحد أحياء مدينة دير الزور في شرق سوريا.
وأعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، أن «تنظيم داعش نفذ ثلاث هجمات انتحارية بعربات مفخخة استهدفت حي الصناعة في شرق مدينة دير الزور وتسببت بمقتل 11 عنصرا على الأقل من قوات النظام والدفاع الوطني، وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح»، مشيرًا إلى أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ومقاتلي التنظيم في الحي الواقع في شرق المدينة وفي محيط مطار دير الزور العسكري». وتابع عبد الرحمن: «إن طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام شنت ضربات مشتركة على نقاط تمركز الجهاديين في الأحياء التي يسيطرون عليها في المدينة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية في صفوف التنظيم». أما وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فأفادت بأن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة أحبطت محاولة إرهابيين من تنظيم داعش الاعتداء على نقاط عسكرية في حي الصناعة». وادعت أن «وحدات من الجيش تمكنت من تفجير العربات قبل وصولها إلى النقاط العسكرية، وخاضت اشتباكات عنيفة معها».
إلى ذلك، أعلن اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الطائرات الحربية الروسية نفذت 302 طلعة قتالية في سوريا خلال الأيام الخمسة الماضية. وأفاد بأن «الغارات الروسية خلال الفترة المذكورة، ركزت على أرياف محافظات حلب وإدلب ودير الزور وحماه وحمص».
وفي المشهد السوري أيضا، لقيت طفلتان حتفهما وأصيب مدنيون آخرون بجروح فجر أمس، جراء قصف الطيران الروسي على مدينة حيان الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف محافظة حلب الشمالي. وقال الناشط الإعلامي عبيدة محمد لـ«مكتب أخبار سوريا» المعارض، إن «الطيران الروسي شَّن أربع غارات بالصواريخ الفراغية على وسط مدينة حيان، مما أدى إلى استشهاد طفلتين وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح حالة أحدِهم خطرة، إضافة إلى دمار في الأبنية السكنية والممتلكات العامة». وأكد الناشط أن «هذا القصف تزامن مع استهداف الطيران الروسي بثلاثة صواريخ فراغية مدينة حريتان الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي الغربي، مما أدى إلى أضرار مادية في مدرسة للتعليم الابتدائي وأضرار مادية أخرى في الأماكن المستهدفة».
وفي سياق متصل بالعمليات الروسية، قال الكرملين إنه لا يملك أي معلومات «تدل على احتمال سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الروسية في سوريا». وصرح دميتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للصحافيين، أمس (الأربعاء)، في معرض تعليقه على تقرير نشرته منظمة العفو الدولية بهذا الشأن: «ليست لدينا أي معلومات حول حوادث محتملة من هذا القبيل وحول مدى صحة هذه المزاعم». وتحدثت منظمة العفو الدولية في تقريرها الأخير حول سوريا عن «سقوط مئات المدنيين وإلحاق دمار هائل بالبنية التحتية المدنية هناك، جراء الغارات الروسية ضد الإرهاب المستمرة منذ 30 سبتمبر (أيلول) الماضي». ومما قاله بيسكوف: «الكرملين لم يطلع حتى الآن على التقرير الجديد للمنظمة لدولية، وأنصح الصحافيين بتوجيه أسئلتهم إلى وزارة الدفاع الروسية التي تعقد مؤتمرات صحافية دورية بشأن سير العملية الروسية في سوريا».
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات النظامية، على أطراف بلدة عقرب في ريف محافظة حماه الجنوبي وقرية المنصورة في الريف الغربي في محاولة من الأخيرة للتقدم والسيطرة عليهما. وقال عضو مركز حماه الإعلامي، حسن هماش: «إن القوات النظامية حاولت التقدّم باتجاه بلدة عقرب تحت غطاء مدفعي كثيف من المدفعية المتمركزة في قرية التاعونة المجاورة، مما أدى إلى دمار في الأبنية السكنية والممتلكات، دون تسجيل ضحايا في صفوف المدنيين، بينما لم يعرف حجم الخسائر البشرية جراء الاشتباكات بين الطرفين».
وأشار هماش إلى «اندلاع اشتباكات مماثلة على أطراف قرية المنصورة الخاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة سهل الغاب بريف حماه الغربي»، ولفت إلى أن القوات النظامية «لم تحرز أي تقدم في المنطقتين». وأعلن في الوقت نفسه، أن «الطيران المروحي ألقى ألغامًا بحرية عن طريق الخطأ على منطقة الصوامع التي تتمركز فيها القوات النظامية غرب قرية المنصورة، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد غير معروف منهم». وتسعى القوات النظامية إلى السيطرة على قرية المنصورة، لتأمين خط الدفاع الأول عن معسكر جورين الذي يعد أكبر تجمع للقوات النظامية في ريف حماه الغربي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.