«كلينتون هيل» ببروكلين.. حي في المرحلة الانتقالية

من منطقة بائسة إلى مكان يتسابق عليه المشترون

حي «كلينتون هيل» في شمال وسط مقاطعة بروكلين بولاية نيويورك الأميركية شهد تحولا كبيرا خلال الفترة الماضية (نيويورك تايمز)
حي «كلينتون هيل» في شمال وسط مقاطعة بروكلين بولاية نيويورك الأميركية شهد تحولا كبيرا خلال الفترة الماضية (نيويورك تايمز)
TT

«كلينتون هيل» ببروكلين.. حي في المرحلة الانتقالية

حي «كلينتون هيل» في شمال وسط مقاطعة بروكلين بولاية نيويورك الأميركية شهد تحولا كبيرا خلال الفترة الماضية (نيويورك تايمز)
حي «كلينتون هيل» في شمال وسط مقاطعة بروكلين بولاية نيويورك الأميركية شهد تحولا كبيرا خلال الفترة الماضية (نيويورك تايمز)

بعد انتقال إميلي ويسنياك من العاصمة الفرنسية باريس إلى منطقة مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية قبل أربع سنوات، قالت لها صديقتها: «لا تتركي الجزيرة أبدا»؛ حيث إن مانهاتن هي المكان الراقي. وفي البداية، استجابت السيدة ويسنياك، وهي سيدة أعمال ومؤسسة محرك البحث «SportChaser» الذي يصل مشجعي الرياضة بأماكن المشاهدة، لنصيحة صديقتها، حيث قالت: «لم أذهب أبدا إلى مانهاتن».
لكنها هي وزوجها مطور البرامج باسكال غريليش لم يستطيعا مقاومة شراء شقة في مانهاتن، علاوة على أنهما سئما من دفع 2250 دولارا شهريا مقابل استئجار شقة بها غرفة نوم واحدة في حي «هيلز كيتشن» بمنطقة مانهاتن. لذلك، وسع الزوجان آفاقهما، وتحديدا إلى حي «كلينتون هيل»، في شمال وسط مقاطعة بروكلين. فقد دفعا مبلغ 995 ألف دولار لشراء شقة بها غرفتا نوم وحمامان في عمارة بُنيت عام 2007. وقالت السيدة ويسنياك: «هذا الحي أكثر هدوءا من هيلز كيتشن، بجانب أنه ودي للغاية».
وشهد روبرت بيريس، مدير المجلس المحلي الثاني في مقاطعة بروكلين الذي يشمل حي كلينتون هيل، مواقف تجاه تغير المنطقة، حيث قال إن الناس كانوا يعتبرونها مثيلة لـ«ويست بيد - ستوي»، لكن تصورهم تغير هذه الأيام وأصبحوا يشبهونها بـ«إيست فورت غرين» الراقية.
ويقع على حدود حي كلينتون هيل، البالغ مساحته 0.6 ميل مربع تقريبا، «فلاشينغ أفنيو» ناحية الشمال، و«أتلانتك أفنيو» ناحية الجنوب، و«فاندربيلت أفنيو» ناحية الغرب، و«كلاسون أفنيو» ناحية الشرق.
وقدر مسح المجتمع الأميركي للفترة من 2009 إلى 2013، الصادر عن مكتب تعداد السكان بالولايات المتحدة، أن البيض يمثلون 39 في المائة من سكان الحي، و36 في المائة من السود، و16 في المائة من أصل إسباني، و5 في المائة من الآسيويين. وأظهر إحصاء عام 2010 زيادة مقدارها 149 في المائة في تعداد السكان البيض منذ عام 2000، وانخفاضا 29 في المائة في عدد السود.
وتعد الهندسة المعمارية مزيجا من المنازل ذات الهياكل الخشبية التي سبقت الحرب الأهلية، والقصور الإيطالية، والمنازل المتنقلة، ومبان من الطوب ترتفع من ثلاثة إلى خمسة طوابق. وجرى تجديد بعض المنازل، في حين يتساقط الطلاء من الأخرى. هنا وهناك، تثقب أبراج المعالم الطبيعية السماء. ويعد معهد «برات» محور الحي، وتزين ممرات الطوب وسط العشب حديقة النحت بالحي.
سارة وينك، هي مدربة شخصية، أبرمت عقدا لشراء شقة مزدوجة في «ليفرتس بليس ميوز»، وهو مجمع به 31 وحدة على وشك الانتهاء. تزوجت هي وإدوارد هاتشينسون، وهو فنان، مؤخرا، وأرادا شراء شقة كبيرة بما يكفي لتسعهما؛ فهي تمتلك شقة في «بروسبكت هايتس»، وهو يمتلك شقة في «بارك سلوب».
وتقول سارة إنه «حي في طور التحول بصورة كبيرة». متابعة: «لدينا بضعة أشياء غير قابلة للتفاوض، منها مساحة خارجية لا تقل عن 1200 قدم مربع». وبعد بحث استمر تسعة أشهر، علم الزوجان العام الماضي من خلال جوانا مايفيلد ماركس، وهي عميلة لدى شركة العقارات «هالستيد بروبيرتي»، بوجود شقة مساحتها 1500 قدم مربع مبنية على طابقين. وكان المجمع الذي يحوي أربع عمارات يمتلك ثلاث وحدات في السوق أواخر الشهر الماضي، تبدأ من استوديو بمبلغ 559 ألف دولار إلى شقة بها ثلاث غرف بمبلغ 1.85 مليون دولار، وفقا لأندرو بوث، الوسيط المشارك في مجموعة «كوركوران غروب» العقارية.
«أصبحت المنطقة بلا شك حي أكثر شعبية»، بحسب ليا فولتون، وهي عميلة لدى مجموعة «آيديال بروبرتيز غروب» العقارية. وأضافت: «يأتي الناس ويقولون: مرحبا، أنا مهتم بالشراء في حي كلينتون هيل، وكانوا يقولون قبل ذلك: لا يمكنني الشراء في (فورت غرين) بعد الآن، لذلك أعتقد أنني سوف أبحث عن شقة في كلينتون هيل».
* ما الذي ستجده:
يعتبر «كلينتون أفنيو» هو أكبر شارع في الحي، يأتي اسمه تكريما لديويت كلينتون (1769 - 1828)، وهو حاكم وعمدة سابق. كلف تشارلز برات، قطب النفط ومؤسس معهد «برات»، وأبناءه بإنشاء قصور فاخرة عند الأرقام 229 و232 و241 و245 التي هي جزء من حي كلينتون هيل التاريخي.
ويوجد في الجوار «كلينتون هيل كو - أوبس»، وهي عبارة عن جمعيات تعاونية بها 12 مبنى ومنقسمة إلى مجمعين، صممها المهندس المعماري واليس هاريسون وبُنيت في تسعينات القرن الماضي لإيواء العمال في ساحة البحرية بمقاطعة بروكلين.
* ما الذي ستدفعه:
في الربع الثالث من عام 2015، كان متوسط سعر البيع للشقة في كلينتون هيل 849 ألف دولار، وهي زيادة بنسبة 28 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لغريغوري هيم، كبير الاقتصاديين في شركة الخدمات العقارية «تيرا هولدنغز»، والذي قال إن صغر حجم السوق يمكن أن يؤدي إلى تذبذب في البيانات. وبالنسبة للجمعيات التعاونية، كان متوسط سعر البيع 542 ألف دولار، وهي زيادة بنسبة 13 في المائة عن العام الماضي. وكان أكبر ارتفاع للأسعار في بيع المنازل الريفية، بحسب هيم، مع بلوغ متوسط سعر البيع في الربع الثالث من عام 2015 2.67 مليون دولار، وهي زيادة بنسبة 59 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، أُدرِج 74 عقارا للبيع على موقع العقارات «Streeteasy.com»، بدءا من شقق داخل جمعية تعاونية بها غرفة نوم واحدة في مبنى من أربعينيات القرن الماضي بسعر 519 ألف دولار إلى شقة بها غرفتي نوم في مباني «غراهام هوم فور أولد ليديز» في مقاطعة بروكلين التاريخية بسعر 1.09 مليون دولار.
وقالت شاي دلال، عميلة لدى شركة «إس دي إن واي ريالستيت» العقارية في حي كلينتون هيل، إن الإيجارات النموذجية لشقة بها غرفة نوم واحدة تتراوح من ألفي إلى 2500 دولار في الشهر، فيما تتراوح الشقة ذات غرفتي نوم من 2400 إلى 3500 دولار.
* ما الشيء المتوافر به:
يقع حي كلينتون هيل بالقرب من متنزه «فورت غرين بارك»، الذي يحوي مسارات ركض، وملاعب، وسوقا للمزارعين يوم السبت. ويوجد ضمن محلات البقالة متاجر «غرين هيل فود كو - أوب»، و«فريش فاناتك» المركز على الأطعمة الصحية، و«مستر ميلون» في شارع «فولتون ستريت»، مع وجود عروض على المنتجات.
ويعتبر شارع «ميرتل أفنيو» هو شارع رئيسي للمنوعات، من بينها محلات الحلاقة، وصالونات الأناقة، ومحل للحيوانات الأليفة «غرين بيتس سبا & بوتيك»، والمتجر الصديق للبيئة «غرين إن بكلين»، ومتجر لأجهزة الكومبيوتر، ومحل دراجات، ومقاه، و«كوركسكرو وينز»، ومتجر «بيكس» لمحلات البقالة المتخصصة والأطعمة الجاهزة.
ومن بين عدد من المطاعم المألوفة، فاز مطعم «فينش» الذي يقدم الأطعمة الأميركية الموسمية بنجمة «ميشلان» في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وافتُتح «بروكلين ستوديوز فور دانس» - الذي يقدم دروسا وعروضا في الرقص - في كنيسة كادمان الأبرشية في وقت سابق من هذا العام. وتتخذ فرقة الرقص المعاصرة «غاليم دانس» من كنيسة «سانت لوقا» و«سانت ماثيو» مقرا لها.
* المدارس:
يوجد ضمن أفضل المدارس الابتدائية أداء في حي كلينتون هيل - الذي يقع غالبا في المنطقة 13 - مدرسة «بابليك سكول 11»، التي يدرس بها نحو 800 طالب من مرحلة ما فبل الروضة إلى الصف الخامس. وفي عام 2014، أطلقت وزارة التعليم الأميركية على المدرسة اسم «ناشونال بلو ريبون سكول». ووفقا لمراجعة جودة المدارس في مدينة نيويورك، انطبقت المعايير التي تضعها ولاية نيويورك في مادة اللغة الإنجليزية على نسبة 53 في المائة من طلاب المدرسة خلال عام 2014 - 2015 مقابل نسبة 30 في المائة على مستوى المدينة، وانطبقت المعايير على نسبة 60 في المائة في مادة الرياضيات، مقابل نسبة 39 في المائة على مستوى المدينة.
وثمة خيار آخر، يتعلم في مدرسة «بابليك سكول 20» نحو 400 طالب من مرحلة ما قبل الروضة إلى الصف الخامس، وتقدم برنامجا ثنائي اللغة بالفرنسية، حاليا في مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثاني. وانطبقت المعايير في مادة الرياضيات على نسبة 30 في المائة من الأطفال، مقابل نسبة 39 في المائة على مستوى المدينة، كما انطبقت المعايير في مادة اللغة الإنجليزية على نسبة 23 في المائة من طلاب المدرسة، مقابل نسبة 30 في المائة على مستوى المدينة. وتقاسم المدرسة نفس المبنى مع أكاديمية الفنون والآداب، التي لا يوجد مكان خاص بها وتدرس لنحو 500 طالب من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثامن.
وتشمل المدارس الخاصة المجاورة «كوميونيتي بارتنرشب» (من مرحلة ما قبل الروضة إلى الصف الرابع في كلينتون هيل، ومن الصف الخامس إلى الصف الثامن في «بيدفورد ستويفيسانت»)، و«كومباس» (من رياض الأطفال إلى الصف الثاني)، و«كوميونيتي رووتس» (من رياض الأطفال حتى الصف الخامس من فورت غريب، ومن الصف السادس حتى الصف الثامن في «بروكلين» بوسط المدينة)، و«ساكسيس أكاديمي فورت غريب» (من رياض الأطفال حتى الصف الثالث).
* التنقل:
يسافر قطار «سي» من شوارع كلينتون - واشنطن إلى وسط منطقة مانهاتن في نحو 35 دقيقة. ويخدم قطار «جي» - الذي لا يذهب إلى مانهاتن - أيضا الحي. وتسير حافلات «بي 38» و«بي 48» و«بي 52» و«بي 54» و«بي 57» و«بي 52» في الشوارع المحلية. ويتمكن أصحاب السيارات من الوصول بسهولة إلى طريق «بروكلين - كوينز» السريع.
*التاريخ:
بدأت أيام مجد حي كلينتون هيل في منتصف القرن التاسع عشر، عندما قدمت مقاطعة الطبقة العاملة سبيلا لفيللات العصر الذهبي. وخلال عشرينات القرن الماضي، اختفت الأضواء عن المقاطعة، ومن ثم قفزت بعد الحرب العالمية الثانية مع تشييد الأبراج الشاهقة منخفضة التكاليف في المنطقة. وفي عام 1967 استأجرت باتي سميث هي وروبرت مابلثورب شقة في شارع «160 هول ستريت»، بالقرب من معهد برات. وقالت في مذكراتها التي كتبتها في عام 2010 تحت عنوان «مجرد أطفال» إن «حالة المنطقة البائسة للغاية كانت خارج نطاق خبرتي الحياتية. كانت الجدران ملطخة بالدماء والخربشة الذهنية، وكان الفرن مليئا بالمهملات، وكانت الثلاجة مليئة بالمنتجات العفنة». كان الإيجار الشهري حينئذ 80 دولارا.

* خدمة «نيويورك تايمز»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».