الرئيس المصري يواجه دعوات التظاهر في 25 يناير بالتحذير من «ضياع البلاد»

السيسي قال إنه «لن يبقى في الحكم ثانية واحدة ضد إرادة الشعب»

الرئيس المصري يواجه دعوات التظاهر في 25 يناير بالتحذير من «ضياع البلاد»
TT

الرئيس المصري يواجه دعوات التظاهر في 25 يناير بالتحذير من «ضياع البلاد»

الرئيس المصري يواجه دعوات التظاهر في 25 يناير بالتحذير من «ضياع البلاد»

استبق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مظاهرات محتملة خلال الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، بالتحذير من ضياع البلاد. وقال خلال كلمته في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي نظمته وزارة الأوقاف أمس: «جئت بإرادتكم واختياركم وليس رغما عنكم».
وتساءل السيسي: «لماذا تطالب مجموعة بثورة جديدة في 25 يناير؟ هل تريدون أن تضيعوا هذا البلد وتدمروا العباد»، مضيفا أنه لن يستمر في الحكم ثانية واحدة ضد إرادة الشعب، وأنه جاء بإرادة شعبية للحفاظ على البلاد وسلامة أمن المصريين.
وانتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة تطالب المواطنين بالنزول إلى الميادين، احتجاجا على الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، تزامنا مع ذكرى الثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأشار الرئيس المصري أمس إلى الأوضاع التي آلت إليها بعض الدول العربية، قائلا: «انظروا حولكم إلى دول قريبة منا، لا أحب أن أذكر اسمها، إنها تعاني منذ 30 عاما ولا تستطيع أن ترجع.. والدول التي تدمر لا تعود».
وقال السيسي إنه لا يقبل أن تضيع مصر، وإنه لا يخاف من أحد وكل خوفه على المصريين، مضيفا أن «من يحب الله والناس يبني ويعمر ويصبر، فمصر بحاجة إلى العمل ونكران الذات».
وأوضح أن موقع الرئاسة وضعه أمام مسؤوليات جسام وأنه سيحاسب أمام الله على سلامة وأمن 90 مليون مصري، وقال موجها حديثه للشعب: «أنتم أيضا ستحاسبون معي على ماذا فعلتم وإن كنتم أعنتموني وهل بذلتم الجهد لإعانتي في مسؤوليتي».
وطالب السيسي نواب البرلمان الجديد بدراسة التحديات التي تواجه البلاد ومشاكل الناس وهمومهم، على أساس أن البرلمان الجديد سيكون تجربة مصرية رائدة، وصفحة في تاريخ مصر.
وحذّرهم من الدخول في نقاشات وجدل لا طائل منهما، لافتا إلى أن شعور الناس بتناول البرلمان مشاكل لا تعنيهم يعد أمرا خطيرا. وقال: «لو كنت مكان النواب في البرلمان الجديد، لن أدخل في مناقشات جدلية وإنما سأدرس مشاكل بلدي وأبناء دائرتي وأعمل على حلها.. ولا بد أن يكون البرلماني مسؤولا وأمينا أمام من انتخبوه»، مؤكدا أنه سيكون للبرلمان الجديد دور عظيم وستكون تجربته تجربة رائدة بعيدا عن التجارب الماضية. ودعا السيسي إلى التعاون بين النواب والمسؤولين في الدولة والحكومة ليكون هناك تنسيق في المواقف تجاه حلول مشاكل المواطن المصري. واختتم كلامه للبرلمانيين قائلا: «أتموا البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية».
كما أكد الرئيس المصري أنه يولي اهتماما كبيرا بمحدودي الدخل، خاصة فيما يتعلق بتخفيض الأسعار، مضيفا: «لا بد أن ننظر لمحدودي الدخل، لأن الغني يستطيع أن يتدبر أمره».
وشدد السيسي على أنه مهتم جدا بتوفير السلع بأسعار مناسبة بالأسواق المصرية. وطالب كل وزراء الحكومة بإجراء تخفيض جديد في الأسعار. وقال: «أطالب أيضا سلاسل المحال التجارية بأن تجري هي أيضا تخفيضات جديدة في الأسعار».
ووجه الرئيس السيسي كلامه إلى الحكومة والسلاسل التجارية قائلا: «أشعروا بالمواطن محدود الدخل، لأن الاهتمام بمحدودي الدخل يعني كرامة المواطن المصري.. وكرامة المصري هي إحدى أهم دعائم استقرار الدولة».
وشهد السيسي أمس بقاعة مؤتمرات الأزهر في القاهرة احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي نظمته وزارة الأوقاف، بحضور شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وعدد من المسؤولين وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة.
وخلال الحفل ألقى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة كلمة أكد فيها اهتمام الوزارة وعلمائها في المرحلة المقبلة بتفنيد الأفكار الضالة وتفكيك الفكر المتطرف وبيان زيفه وزيغه وضلاله وإضلاله وفساده وإفساده من جهة، وبيان جوانب العظمة التشريعية والعلمية والفكرية والأخلاقية لديننا الإسلامي السمح من جهة أخرى؛ لتأكيد أن الدين الإسلامي يرسخ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا، كما يرسخ أسس المواطنة الكاملة وعدم التمييز بين الناس في شؤون حياتهم على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.
وقال وزير الأوقاف «سنبذل أقصى ما في طاقتنا ووسعنا لخدمة ديننا ووطننا والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفكر الإسلامي الوسطي السمح الذي يبرز الوجه الحضاري الحقيقي لديننا العظيم، وفي سبيل ذلك سنكثف برامج التدريب، ولا سيما في مجالات تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر القيم الأخلاقية الفاضلة ودراسة اللغات المختلفة والتمكن من وسائل التواصل الحديثة والعصرية وتوسيع نطاق الترجمة والنشر، وقد قطعنا في سبيل ذلك خطوات نعمل على تنميتها، من أهمها تأهيل عدد كبير من الأئمة المتميزين للإيفاد للخارج».
وأضاف الوزير قائلا: «أطلقنا عدة صفحات على مواقع التواصل بلغات مختلفة بلغت 17 لغة لمواجهة التطرف ونشر الفكر الإسلامي الصحيح، ونشرنا ترجمة معاني القرآن الكريم بخمس لغات، هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والصينية، وهناك خمس ترجمات أخرى في إطار الإعداد النهائي للنشر إضافة إلى ترجمة خطبة الجمعة الموحدة بأكثر من لغة، وسنفتتح خلال أسابيع بإذن الله تعالى أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين، وقد تلقينا طلبات عدد من الدول لتدريب أئمتها سواء داخل مصر أو خارجها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.