{داعش} يفقد 90 % من قدراته النفطية في العراق

العام المقبل.. عام أسود على التنظيم

{داعش} يفقد 90 % من قدراته النفطية في العراق
TT

{داعش} يفقد 90 % من قدراته النفطية في العراق

{داعش} يفقد 90 % من قدراته النفطية في العراق

بينما يوصف عام 2016 بأنه عام أسود على الاقتصاد العراقي، بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط، في بلد يعتمد في 90 في المائة من وارداته المالية على النفط، ويتحمل أعباء حرب ضروس، فإن العام المقبل بات يوصف بأنه عام أسود على تنظيم داعش.
احتل تنظيم داعش منذ شهر يونيو (حزيران) 2014 نحو نصف الأراضي العراقية في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى والأنبار، والأخيرة وحدها تمثل ثلث مساحة العراق، بالإضافة إلى تهديده المباشر لبغداد. لكن طبقا لما أعلنته الولايات المتحدة مؤخرا عن خسارته نحو 90 في المائة من قدراته النفطية و40 في المائة من الأراضي التي كان يحتلها من العراق، فإنه يوشك على فقدان ليس فقط المتبقي من الأراضي التي احتلها وفي المقدمة منها الموصل والشرقاط والحويجة شمالا، بل أهم حاضنة له وهي الأنبار التي كانت الحاضنة الرئيسية لتنظيم القاعدة قبل أن تنقلب عليه العشائر العربية هناك عامي 2006 و2007 من خلال ما عرف بقوات الصحوة.
والمعلومات التي أوردها الناطق باسم التحالف الدولي، ستيف وارن، تكاد تتطابق مع المعلومات التي بحوزة الجهات العراقية، على الرغم من الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة من جهة وقوات الحشد الشعبي من جهة أخرى، خصوصا على صعيد الحرب في الرمادي. وقال مسؤول أمني عراقي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، إن «منطقة متنازعا عليها بين الأميركان الذين تساندهم غالبية العشائر السنية هناك وبين الحشد الشعبي، وبدعم من عشائر أخرى، أيدت دخول الحشد شأنها في ذلك شأن العديد من عشائر صلاح الدين»، مبينا أن «عملية تحرير تكريت بمثابة جائزة قطفها الحشد الشعبي، بينما كان الفيصل في تحرير تكريت هو الضربات الجوية التي نفذتها قوات التحالف، بعد تأخر المعركة لمدة شهر بسبب عدم القدرة على اقتحام تكريت، الأمر الذي جعل الأميركان يصرون على عدم إعطاء دور للحشد في الرمادي مقابل أن يكون هناك دور لأبناء العشائر التي تلقت تدريبا وتسليحا أميركيا».
ويضيف المسؤول الأمني أن «الأميركان كانوا قد أبرموا تفاهمات مع عشائر الأنبار والعديد من القيادات السنية السياسية سواء من هو جزء من العملية السياسية أو من الذين يعارضون العملية السياسية، حيث قامت باستدعاء ممثلين من الطرفين، علما بأن هذه اللقاءات التي جرت في واشنطن بمعزل عن الحكومة العراقية وبعدم رضا منها جاءت بهدف تكوين تصور عن الكيفية التي يؤمن بها الطرفان لمستقبل الأنبار».
موضحا أنه «في الوقت الذي كان فيه الأميركان يركزون على تحرير المدينة والمحافظة بأكملها بالتعاون مع الحكومة المركزية، فإن السياسيين المعارضين كانوا قد طلبوا من الأميركان العمل على تحقيق إقليم سني يشمل المناطق المحررة، والتي تمتد إلى الموصل بعد تحريرها، وهو ما لم يحظ بقبول كامل من قبل الأميركان، لكنهم لم يعارضوا الفكرة كليا لا سيما في أوساط الكونغرس الأميركي». وعما إذا كانت هناك معادلة سياسية جديدة يمكن أن تنشأ بعد تحرير الرمادي، يقول السياسي العراقي إن «الأميركان وطبقا لما أعلنوه مؤخرا عن القضاء على 90 في المائة من قدرات تنظيم داعش النفطية و40 في المائة من أراضيها، أرادوا توصيل رسالة لخصومهم وفي مقدمتهم الإيرانيون بأن الدور الأكبر في تحقيق هذه الإنجازات إنما يعود لضربات التحالف الدولي، التي تكثفت خلال الشهرين الأخيرين لا سيما بعد اقتراب بغداد من التحالف الرباعي الذي تمثله روسيا وإيران على الرغم من استجابة العبادي للطلب الأميركي بعدم دعوة الروس لشن ضربات ضد (داعش) داخل الأراضي العراقية».
ومع أن الثقل الأميركي بات يزداد قوة بإعلان الولايات المتحدة قبيل المباشرة بتحرير الرمادي بيوم واحد أنها ستدخل قوات خاصة بموافقة الحكومة العراقية والتي من المؤمل أن تبدأ بتنفيذ مهمات داخل العراق، فإن بغداد حائرة بين الكيفية التي تستطيع بموجبها الخروج من عنق الزجاجة الاقتصادية وبين الاستمرار في الحرب ضد «داعش»، ولا تزال الشكوك هي سيدة الموقف لدى أطراف داخل التحالف الوطني من النوايا الأميركية حيال «داعش» في العراق.
وفي هذا السياق، يرى القيادي في ائتلاف دولة القانون صلاح عبد الرزاق، الذي كان يشغل منصب محافظ بغداد السابق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحديث عن إدخال قوات خاصة مرة وبرية مرة أخرى ومن هذه الدولة أو تلك حديث تكرر كثيرا لا سيما خلال الشهور الأخيرة عندما تم الإعلان عن غرفة التنسيق الرباعي بين العراق وروسيا وسوريا وإيران والفارق الواضح على صعيد الضربات ضد تنظيم داعش وقوى الإرهاب في سوريا من قبل الطيران الروسي وبين الضربات التي ينفذها طيران التحالف الدولي في العراق». وأضاف عبد الرزاق أن «أداء التحالف الدولي في العراق، والذي يضم نحو 60 دولة، يعد أداء ضعيفا، يضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة التي تقود هذا التحالف لم تف بوعودها سواء للحكومة المركزية على صعيد التسليح والتدريب أو حتى العشائر السنية في الأنبار التي طالما طالبتها بأن تعمل على تسليحها لمحاربة (داعش)، وهو ما لم يتحقق بالطريقة التي كانت تتمناها».
لكن، وفي ظل ما يجري في الرمادي من تقدم للقوات العراقية ومقاتلي العشائر وإسناد التحالف الدولي مع عدم مشاركة الحشد الشعبي، فإن من شأن ذلك أن يقلب موازين القوى، ليس في هذه المحافظة بل في عموم العراق. فالعراق المهزوز اقتصاديا بات يحتاج إلى نصر عسكري، وإن كان له ثمنه على صعيد ترتيب الأوضاع السياسية في محافظة تعد هي مفتاح استقرار العراق، بينما لم يعد بمقدور تنظيم داعش بعد هذه الضربات تحقيق مفاجأة حقيقية على صعيد المعارك، بعد فشل آخر هجوم كبير له قبل أيام في إقليم كردستان، حيث تولت قوات البيشمركة هناك وبإسناد أميركي إحباطه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».