دول الخليج تدين اختطاف القطريين في العراق.. وتصفه بأنه «انتهاك للقوانين الدولية»

بغداد تعلن بلوغ مراحل متقدمة في القضية.. والعشائر تدخل على الخط

دول الخليج تدين اختطاف القطريين في العراق.. وتصفه بأنه «انتهاك للقوانين الدولية»
TT

دول الخليج تدين اختطاف القطريين في العراق.. وتصفه بأنه «انتهاك للقوانين الدولية»

دول الخليج تدين اختطاف القطريين في العراق.. وتصفه بأنه «انتهاك للقوانين الدولية»

أدانت دول مجلس التعاون الخليجي اختطاف المواطنين القطريين في جنوب العراق، وقالت الأمانة العامة لدول المجلس إن «دول المجلس تتابع بقلق بالغ مسألة اختطاف عدد من المواطنين القطريين جنوب العراق».
ووصفت، في بيان لها أمس (الثلاثاء)، هذا العمل الشائن بأنه خرق صارخ للقانون الدولي، وانتهاك لحقوق الإنسان، ومخالف لأحكام الدين الإسلامي الحنيف من قبل الخاطفين، وعمل مرفوض يسيء إلى أواصر العلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب.
وأضافت: «إنه في الوقت الذي تدين فيه دول مجلس التعاون وتستنكر اختطاف مواطنين أبرياء دخلوا الأراضي العراقية بصورة مشروعة وقانونية، فإنها تعرب عن تضامنها التام مع حكومة دولة قطر في جميع الإجراءات التي تتخذها بهذا الشأن، وتأمل في أن تتمخض الاتصالات التي تجريها حكومة دولة قطر مع حكومة جمهورية العراق عن إطلاق سراح المخطوفين وعودتهم سالمين إلى بلدهم».
وبحسب البيان طالبت دول مجلس التعاون التي تواصل تعاونها مع حكومة جمهورية العراق لدعم جهودها في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق الشقيق، الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها القانونية الدولية، واتخاذ الإجراءات الحاسمة والفورية الكفيلة بضمان سلامة المختطفين وإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن، لا سيما أن المواطنين القطريين قد دخلوا الأراضي العراقية بموجب سمات دخول رسمية صادرة من سفارة العراق في الدوحة، استنادا إلى موافقة وزارة الداخلية العراقية، وأن حادثة الاختطاف وقعت في أراضٍ تحت سيطرة وسيادة الحكومة العراقية.
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أمس الثلاثاء، أثناء زيارة إلى الكويت، أن الحكومة العراقية ليست لها علاقة بخاطفي القطريين. لكن أقر الجعفري بوجود «تخلخل أمني يجب أن نعترف به، وهذه الخلخلة الأمنية قد تكون أدت إلى عملية الاختطاف». وأكد على بذل الحكومة كل الجهود للإفراج عن المخطوفين.
إلى ذلك أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس، عن بلوغ التحقيقات الخاصة بقضية القطريين المختطفين منذ الأسبوع الماضي مرحلة متقدمة.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، في تصريح تلفازي، إن «الوزارة تبذل جهودا كبيرة لمتابعة ملف اختطاف الصيادين القطريين»، مبينا أن «الوزارة وصلت إلى مراحل متقدمة في هذه القضية، وأنها ستعلن نتائج التحقيق خلال وقت قريب».
وفي حين دخلت عملية اختطاف القطريين أسبوعها الثاني دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل فإن تحميل دول مجلس التعاون الخليجي الحكومة العراقية المسؤولية عن عملية الاختطاف، زاد من حرج الموقف العراقي، لا سيما أن المواطنين القطريين كانوا قد دخلوا الأراضي العراقية بموافقات أصولية.
وفي هذا السياق، كشف مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» - طلب عدم الكشف عن اسمه - أن «جهات كثيرة دخلت على خط التفاوض مع وسطاء وليس مع الخاطفين بشكل مباشر، ومن بين هذه الجهات عشائر في منطقة الفرات الأوسط».
وأضاف المصدر المطلع أن «الحكومة العراقية وعلى أعلى المستويات تبدو محرجة، لا سيما أن الآلية التي تمت بها عملية الاختطاف لا تبدو مقنعة للطرف الخليجي، بصرف النظر عن المسافة التي قطعها القطريون في عمق الصحراء، كون أن السيارات التي لاحقتهم إلى هناك رباعية الدفع ومظللة وعددها كبير جدا، مما يرجح فرضية كون الجهة المتورطة، إما حكومية وهو ما نفته المصادر الرسمية بشدة، وإما إحدى الفصائل المسلحة التي اعتاد زعيم التيار الصدري أن يطلق عليها تسمية (الميليشيات الوقحة)».
وأشار إلى أن «الإحراج الحكومي من الواقعة هو بسبب عدم وجود تبرير مقنع، حيث إنه حتى بافتراض أن من قامت بهذا العمل عصابة منظمة، فإن السؤال الذي يبقى مطروحًا كيف تمنح الحكومة سمات دخول، بينما توجد في البلاد عصابات منظمة تملك سيارات دفع رباعي ومظللة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».