نزل قرار لجنة القيم في الفيفا بإيقاف كل من السويسري جوزيف بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني 8 أعوام من ممارسة أي نشاط كروي أمس كالزلزال على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة، اللذين وصفا العقوبة بالمهزلة وقررا اللجوء للمحكمة الرياضية للفصل في القضية.
وفي رد فعل غاضب أشار بلاتر إلى أنه يشعر بـ«خيانة» لجنة القيم التابعة للفيفا، فيما ندد بلاتيني بقرار إيقافه 8 أعوام واعتبره «مهزلة حقيقية» تهدف إلى «تلطيخ» سمعته من طرف هيئات نفى عنها «كل شرعية ومصداقية».
ورفع بلاتر راية التحدي وأعلن أنه سيستأنف ضد العقوبة أمام لجنة الاستئناف (التابعة للفيفا) ثم أمام محكمة التحكيم الرياضي ثم أمام القضاء السويسري»، ومعربا عن أسفه «لكرة القدم العالمية والفيفا». وأكد بلاتر أنه لا يزال يأمل في حضور الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونغرس الفيفا) المقرر في 26 فبراير (شباط) المقبل والذي يشهد انتخاب الرئيس الجديد للاتحاد الدولي. وقال بلاتر: «يجب أن ندافع عن أنفسنا، أتمنى أن يكون لدى بلاتيني رئيس اليويفا نفس الشعور. أثق في الله وأثق بنفسي أيضا. سأكافح لاستعادة مكانتي وأعتقد أننا لدينا الوقت وأنني سأتمكن من حضور كونغرس الفيفا».
وأضاف بلاتر: «أنتم تتساءلون عما إذا تعرضت للخيانة؟ والجواب هو نعم. طلبنا من لجنة القيم الحكم على السلوك الأخلاقي لكنها أنكرت الأدلة وتحاول بناء شيء غير صحيح».
وأردف قائلا: «كل الدلائل التي قدمناها خلال الدفاع عن نفسي وفي كل ما يمت بصلة إلى الدفوعات وفيما يتعلق بعلاقتي مع السيد بلاتيني، كنا نظن أننا سنحصل على حكم عادل وعلى قرار عادل لأنه كان هناك اتفاق شفهي بين الرجال والسادة، هذا التفاهم قمنا به عام 1998، ولكن ما أدهشني هو أن لجنة القيم أنكرت ذلك التفاهم الشفهي».
وتابع: «قالوا إنه ستتم معاقبتنا مدى الحياة ولكنهم أشفقوا علينا وعاقبونا بـ8 أعوام، لجنة القيم لم تذهب إلى الدلائل وهذه اللجنة ليس لها الحق أن توقف رئيس الفيفا. رئيس الفيفا لا يمكن إيقافه إلا من خلال مؤتمر الفيفا الذي سينعقد في 26 فبراير المقبل. حتى بعد إيقافي فأنا رئيس الفيفا لا أخجل مما حصل ولكنني رئيس الفيفا إلى حين انعقاد الانتخابات الرئاسية في فبراير».
وعن كيفية تحدي العقوبة المفروضة عليه، قال بلاتر «سأقوم من خلال المحامي بالمضي قدما في طريق القضاء الرياضي. سنذهب إلى كل مكان.. إلى لجنة الاستئناف، وكذلك إلى محكمة التحكيم الرياضي، وأيضا إلى القضاء السويسري».
وعن أوجه الصواب والخطأ في العقوبة، أوضح بلاتر: «بالمناسبة، إيقاف رئيس الفيفا وحرمانه من دخول استاد كرة قدم يعد خطأ لأنه في المحكمة التأديبية، عندما تطبق هذه العقوبة على اللاعبين أو المدربين والحكام، لا يدخلون إلى الاستادات ولكن يسمح لهم بالمشاركة في التدريبات مع فرقهم.. فحرمان رئيس الفيفا من مباراة كرة قدم خطأ تماما، نظرا لأن ذلك لا يطبق على الأشخاص الآخرين».
وعن قرار الترشح لرئاسة الفيفا لولاية خامسة بدلا من الرحيل عن المنصب، صرح بلاتر قائلا: «بالطبع كان من المفترض أن أتوقف بعد كأس العالم 2014، ربما كان من الحكمة القيام بذلك. فالآن نحن في وضع لا نستحقه. لكنني سأكافح حتى النهاية».
وقال بلاتر عن المبلغ الذي حوله إلى بلاتيني في عام 2011: «قلت له إن الفيفا لا يمكنه دفع المبلغ بأكمله الآن، وسوف ندفعه لك لاحقا.. وبعدها طالب بالمبلغ وقد كان».
وأضاف: «أبرمنا ما يمكن اعتباره اتفاقا شفهيا. هذا الاتفاق كان في 1998
في فرنسا، عقب كأس العالم. فقد قال بلاتيني إنه يود العمل مع الفيفا، وقلت إنه أمر رائع، وطلب مليون فرنك سويسري، وافقت على أن ندفع جزءا منه في البداية والجزء الآخر لاحقا».
وأضاف: «يقولون لي إنني حاولت، من خلال بلاتيني، شراء الأصوات لانتخابات عام 2011، لا.. أشعر بالأسف حقا بالأسف إزاء كرة القدم وإزاء الفيفا لقد خدمته (الاتحاد) لأكثر من 40 عاما». واستطرد: «يؤلمني قلبي وأشفق على نفسي كيف وقع التعامل معي ولم يحسبوا حسابا لمعاني الإنسانية».
من جهته ندد بلاتيني بقرار لجنة القيم بإيقافه 8 أعوام واعتبره «مهزلة حقيقية» تهدف إلى «تلطيخ» سمعته، وقال النجم الفرنسي المتوج بالكرة الذهبية 3 مرات: «موازاة مع لجوئي إلى محكمة التحكيم الرياضي، أنا عاقد العزم، على اللجوء إلى المحاكم المدنية في الوقت المناسب، للحصول على تعويضات عن جميع الأضرار التي عانيت منها لأسابيع طويلة جدا بسبب هذا الحكم.. سأذهب حتى النهاية في هذه العملية».
وكتب بلاتيني في مقدمة بيانه: «هذا القرار لا يفاجئني.. أنا مقتنع بأن مصيري كان محسوما قبل جلسة الاستماع التي عقدت في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي (أمام لجنة القيم، التي استمرت 9 ساعات بحضور محاميه تيبو اليس بعدما قرر الفرنسي مقاطعتها)، وأن هذا الحكم هو تستر مثير للشفقة على رغبة في إقصائي من عالم كرة القدم».
واختتم بلاتيني بيانه: «في جميع الملاعب كما فترات ولاياتي على رأس الاتحاد الأوروبي، كان سلوكي دائما لا تشوبه شائبة، وأنا، من جهتي، في سلام مع ضميري».
وجاء إيقاف بلاتيني وبلاتر على إثر القضية الشهيرة بتلقي الأول مدفوعات من الثاني بشكل غير شرعي عام 2011 تصل إلى مليوني دولار عن عمل قام به الأخير لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002.
ويعتبر قرار الإيقاف بمثابة البطاقة الحمراء في وجه بلاتيني وتمنعه من الولوج إلى العالم الذي أمضى فيها حياته، منذ السنوات التي قضاها في ملاعب كرة القدم والتي توجها بثلاث كرات ذهبية وكأس أوروبا عام 1984 مرورا بسنوات مجده مع يوفنتوس وصولا إلى إدارته للعبة في القارة العجوز.
واعتقد بلاتيني الذي أكد دائما حسن نيته، أن «الحكم سبق وأعلن في وسائل الإعلام من قبل أحد المتحدثين باسم لجنة» العدل الداخلي للفيفا التي «تجاهلت افتراض البراءة». وكان بلاتيني قائد منتخب فرنسا السابق قد شجب مناورة لمنعه من الترشح لرئاسة الفيفا، وقرر مقاطعة جلسة الاستماع إليه يوم الجمعة الماضي، تاركا محاميه يدافع عنه في جلسة استغرقت 9 ساعات.
وكان أندرياس بانتل المتحدث باسم غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق أثار جدالا واسعا بتصريحه لصحيفة «ليكيب» الفرنسية أن بلاتيني «سيوقف لعدة سنوات، أما بالنسبة لبلاتر فلا فرق بين إيقافه لعدة سنوات أو مدى الحياة».
وأوضح بانتل بعدها أن نشر هذا الحديث لم يكن «مرخصا»، مشيرا إلى أن تصريحاته كانت «خارج الحديث الصحافي» مع الصحيفة.
ورفض بلاتيني أي اتهامات بالرشوة وتطرق إلى راتب تقاضاه بموجب عقد شفهي. ويعترف القضاء السويسري بهذا النوع من العقود.
وأسقط القضاء الداخلي للفيفا تهم الفساد عن بلاتر وبلاتيني لكنه اتهمهما بـ«تضارب المصالح» و«سوء الإدارة». كما غرمت بلاتيني 80 ألف فرنك سويسري (74 ألف يورو)، وبلاتر 50 ألف فرنك سويسري (46295 يورو).
وتحقق السلطات القضائية السويسرية والأميركية معا بخصوص الفيفا.
وبهذا الحكم طويت صفحة 40 عاما من تاريخ الفيفا، فبلاتر دخل الاتحاد الدولي عام 1975 وتسلق المراتب إلى أن وصل إلى الرئاسة التي تربعها مدة 17 عاما.
بلاتر يشعر بـ«خيانة» لجنة القيم.. وبلاتيني يصف العقوبات بـ«المهزلة»
رئيسا فيفا ويويفا عارضا قرار إيقافهما 8 سنوات باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي
بلاتر يشعر بـ«خيانة» لجنة القيم.. وبلاتيني يصف العقوبات بـ«المهزلة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة