ناشد سكان مدينة بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين، أمس، إنقاذ مدينتهم من التدمير والتفجير الذي طالها من قبل ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران والحكومة العراقية.
وبين سكان المدينة أن «الميليشيات دمرت منذ دخولها بيجي بعد طرد تنظيم داعش منها وحتى الآن أكثر من 65 في المائة من منازل ومباني المدنيين، وكل المنشآت والدوائر الحكومية والمساجد فيها». وجاء في البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «ميليشيات الحشد الشعبي في بيجي مستمرة بتدمير وتفجير المدينة بالكامل دون أن يردعها لا وازع ديني أو وطني وهي ماضية في تنفيذ المشروع الإيراني»، مضيفا: «دمرت حتى الآن أكثر من 65 في المائة من منازل المواطنين، وفجرت 21 مسجدا، بالإضافة إلى تدمير مباني دائرة تربية بيجي وإحدى عشرة مدرسة، وسبع مصافٍ نفط، وشبكة توزيع الطاقة الكهربائية وشركات الأسمدة والزيوت النباتية والطاقة الحرارية والطاقة الغازية ودائرة المشاريع النفطية ودائرة الخطوط والأنابيب ودائرة توزيع المنتجات النفطية».
وتابع بالقول: «أربعة من أهم الجسور في المدينة، وتدمير الطرق وسوق بيجي الكبيرة ودواوين الشيوخ والدوائر الحكومية كافة ومستشفى بيجي العام والمراكز الصحية ومصرف الرافدين وعيادات الأطباء»، وأشار البيان أيضًا إلى أن تنظيم داعش دمر خلال سيطرته على بيجي، سبعة مراكز ومديريات شرطة وعشرين منزلا عائدا لمنتسبي الأجهزة الأمنية ودائرة كهرباء بيجي».
وطالب البيان، المجتمع الدولي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى إبعاد يد الميليشيات عن بيجي، وطالب في الوقت ذاته رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالتدخل بشكل رسمي لمنع هذه الكارثة أو إيقافها، أو الإعلان بشكل صريح أنه لا يستطيع فعل أي شيء، داعيا في الوقت ذاته رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إلى أن ينطق بالحق. ودعا البيان المقاتلين (السنة) الموجودين في صفوف «الحشد الشعبي» إلى «الانشقاق عنها كأقل رد ممكن على ما تمارسه من انتهاكات ضد العرب».
وقال ناجح الميزان، الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لإقليم صلاح الدين لـ«الشرق الأوسط»: «إذا لم يكن هناك من يوقف هذه الميليشيات سنقول كانت هناك بيجي، لم يبقَ في هذه المدينة سوى 40 في المائة من منازل المواطنين التي مع تفجيرها من قبل ميليشيات الحشد لن يكون هناك شيء متبقٍ في بيجي».
وأضاف الميزان: «إيران تريد السيطرة على المناطق السنية في العراق، ضمن مشروعها التوسعي في المنطقة، وعملية السيطرة هذه تنفذها الميليشيات الشيعية بأوامر من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والقضاء على هذا المشروع يكون من خلال كسر شوكة إيران في كل المناطق في لبنان واليمن وسوريا التي ستؤدي بالتالي إلى هزيمتها في العراق».
وعن تأسيس التحالف العربي الإسلامي، بين الميزان بالقول: «الإعلان عن التحالف العربي الإسلامي جاء في وقته بعد أن طغت إيران وميليشياتها في المنطقة»، مستدركا بالقول: «التحالف العربي الإسلامي سيستهدف (داعش) والميليشيات وكل من يمارس الإرهاب أينما كان».
وأضاف الميزان أن «دور السعودية هو دور الأخ الكبير، ودور محوري متميز، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يعمل من أجل ترسيخ السلام في المنطقة والعالم، و للقضاء على (داعش) وتحجيم دور إيران»، مشيرا بالقول: «إيران منخورة من الداخل ويمكن أن تنتهي بتحالف اقتصادي، فهي عبارة عن قارب مهترئ في بحر سني وإذا ما هاج هذا البحر وماج حينها ستكون إيران في الخارج وستسقط».
وفي هذا السياق، كشف عمر حامد، أحد نازحي بيجي في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب عدم عودته إلى المنطقة بعد طرد «داعش» منها: «لا نستطيع العودة إلى مناطقنا لأننا معرضون للقتل على يد الميليشيات الشيعية، لأن هدفهم هو قتل السنة وإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق السنية من أجل تطبيق المخطط الإيراني».
أما المواطن خالد سليم فشدد بالقول: «وجود (الحشد الشعبي) في مناطقنا وممارساتها في تدمير مدننا وإحراقها تمنعنا من العودة إليها، هذه الميليشيات الشيعية لن تتوان عن قتلنا إذا ما عدنا إلى منطقنا، لذا ليس هناك من يضمن سلامتنا فيما إذا عدنا إليها مرة أخرى، والضامن الوحيد هو أن ننفصل عن العراق الشيعي نحن العرب السنة، لأننا لن نستطيع أن نعيش مع الشيعة في بلد واحد من الآن فصاعدا».
مواطنو بيجي يناشدون المجتمع الدولي التدخل لإيقاف ميليشيات «الحشد الشعبي»
قالوا إنها مستمرة في تدمير وتفجير المدينة دون وازع ديني أو وطني
مواطنو بيجي يناشدون المجتمع الدولي التدخل لإيقاف ميليشيات «الحشد الشعبي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة