«رولينغ ستونز» تغني على الحجر

أول أسطوانة إسمنتية من نوعها

أسطوانة إسمنتية
أسطوانة إسمنتية
TT

«رولينغ ستونز» تغني على الحجر

أسطوانة إسمنتية
أسطوانة إسمنتية

يريد العلماء الألمان أن يثبتوا للعالم أن العلم لا يرتوي من التقنيات الجديدة بالضبط مثل أغنية «رولينغ ستونز» المشهورة «I can get no Satisfaction»، ولذلك فقد سجلوا هذه الأغنية لأول مرة في العالم على أسطوانة صنعت من إسمنت خاص.
إذ أنتج علماء «المعهد الاتحادي لأبحاث المواد» أول أسطوانة إسمنتية من نوعها تتيح مادتها المتطورة تشغيل الأغاني عليها، بل وحفظ المعلومات أيضًا. وهكذا، بعد الاسطوانة الإسمنتية، ربما يصبح القرص الثابت في الكومبيوتر إسمنتيا أو حجريا في المستقبل.
وبعد الإسمنت «الصامت»، الذي لا يطلق ضجيجا عند احتكاك عجلات السيارة به، والإسمنت السولاري (المنتج للكهرباء)، جاء دور الإسمنت الذكي الذي منحه العلماء الألمان اسم «الإسمنت الفائق القدرة»، وهو إسمنت تم تحضيره من حبيبات كلسية غاية في النعومة، عوملت مع مواد خاصة، وأحرقت بدرجات حرارة عالية تقترب من 1500 درجة مئوية. والإسمنت الذكي غاية في الكثافة، ثم إنه أقوى من الحديد، لكنه أخف منه بنحو 30 - 50 في المائة.
وواقع الحال أن «المعهد الاتحادي لأبحاث المواد» ينوي استخدام هذا الإسمنت في البناء وإقامة الجسور، لكنه أراد استعراض قابلية الإسمنت الذكي الجديد على حفظ المعلومات، فسجل عليه أغنية «رولينغ ستونز». وذكرت مصادر المعهد أن سطح الإسمنت الذكي يتقبل «التراكيب» المجهرية فيه كما تتقبل مادة الـ«فينايل»، التي تصنع منها الأسطوانات الكلاسيكية الحزوز التي تطلق الموسيقى عند مرور إبرة مشغل الاسطوانات عليها. وقال غوتز هوتزنز، من المعهد، إن الاسطوانة الإسمنتية قابلة للتشغيل على أي غرامافون وبنوعية صوتية فائقة الجودة. والأهم في أسطوانة الإسمنت الفائق القدرة هو أنها لا تتعرض للخربشة والضرر مثل أسطوانة الفينايل.
على أي حال، لم تفقد فرقة «رولينغ ستونز» شيئا من شعبيتها رغم أنها أطلقت أسطوانتها البلاستيكية الأولى في ستينات القرن الماضي، لكنها دشنت في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين عصرها «الحجري».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.