السوري عبود سعيد: «أفهم واحد على فيسبوك» بالعربية

نصوص بسيطة كتبت بالألمانية ونالت صدىً واسعاً

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
TT

السوري عبود سعيد: «أفهم واحد على فيسبوك» بالعربية

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

أصدرت دار «نوفل» - «هاشيت أنطوان» العربية للنشر، كتابًا يحمل اسم مؤلفه «عبود سعيد». الكتاب لا يدخل ضمن تصنيف أدبي محدد، فهو مجموعة نصوص منتقاة من صفحة الكاتب التي تحظى بنجومية عالية على «فيسبوك». نصوص فيها من الشعر والسرد والمقاطع القصصية الطريفة، بينها ما هو ساخر أو فج، وخلاصاتها غير منمقة وغير محسوبة.
الكاتب العفوي عبود سعيد سجل صعودًا مفاجئًا، بسبب الاهتمام الألماني بصفحته على «الفيسبوك» وما حصدته من إعجاب وشعبية.
عبود سعيد لا يتعب ليكتب، إنه يلعب، إنه ذلك الصبي الفجّ والحساس، البريء والشرس، يبدو متفلتًا من لغة لا يكتبها بل يكتب دائما في موازاتها. لغة غير تلك التي تعلّمُها مناهج جامعية لم يخض فيها، أو التي تروّج لها مؤسسات، قفَز المشاغب فوق أفخاخها. لغة نجت من عملية الترويض وكل هدفها أن تصل حادة وحارة.
فمن هو عبود سعيد الذي يملك كل تلك الجرأة؟ ولد هذا الشاب السوري في منبج القصيّة على الحدود التركية السورية، عام 1983 كتب عبود سعيد على صفحته الخاصة التي يتابعها أكثر من 6 آلاف شخص، «أنا أفهم واحد على فيسبوك». تلك الجملة ستحمله إلى ألمانيا حيث يقيم حاليًا، وستكون عنوان كتابه الأول، بعدما اكتشفت دار نشر ألمانية نصوصه الفيسبوكية وتكفلت بترجمتها وإصدارها. نال الكتاب صدى واسعا وتُرجم حتى الآن إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والفرنسية والدنمركية والبرتغالية. تبع ذلك الكتاب إصدار كتاب ثانٍ خلال العام الفائت، بالألمانية أيضا، بينما نال عبود منحة من وزارة الثقافة الألمانية لكتابة رواية هي قيد الإنجاز الآن.
الكتاب الصادر عن «نوفل» هو الأول الذي يصدر بلغته الأصلية، العربية، لكاتب لقب في ألمانيا بـ«بوكوفسكي العرب»، وهو شاعر وقاص ألماني معروف بسلوكياته العبثية توفي عام 1994.
وقد كتب محمود سعيد التالي: لهؤلاء الذين ما زالوا يتساءلون من هو عبّود السعيد: أنا مقيم في منبج، حيث لا تذهب الفتيات إلى المقاهي، وحيث لا يوجد بناء أعلى من أربعة طوابق..
في المدرسة، كنت أجلس في المقعد الأخير. وفي الجامعة، تعرّفت إلى فتاة غير محجّبة تحمل جوالا فيه بلوتوث.. كانت تسمّي هاتفها النقّال catwoman، ومن أجلها سمّيتُ هاتفي النقّال «مياو» مع ذلك لم تكترث.
أنا أعمل حدّادًا، يعني مطرقة وجلخ ومفتاح 13\14.. أنام مع سبعة إخوة في الغرفة نفسها، ولا أملك خزانة، لذلك أخبّئ رسائلي الخاصة في قنّ الدجاج - أحيانا تبيض الدجاجة فوق كلمة أحبّك، وفي أحيانٍ أخرى تتغوّط فوق الملاحظة التي في آخر الرسالة.
أمّي لا تعرف كيف تطبخ اللازانيا، وحتى السنة الماضية كنت أظنّ أنّ الكرواسان نوع من الطعام الغالي يؤكل بالشوكة والسكّين. كلّ مساء، أحلم أنّني هانيبال ليكتر وأمامي على الطاولة دماغ الفتاة التي أحبّها. في الحارة، يسخر الأولاد من الشامة التي في جبيني، وأخي الكبير لا يصدّق أنّني شاعر.. أمّا أولاد عمّي، فلو حدث أن عرفوا أنّني شاعر لطبّلوا خلفي بالطناجر والتنك وكأنّني مجنون الضيعة. عندي قلم رصاص أخربش به أحيانا، وأبريه بالسكين، وآخر أزرق، غالٍ، جاءني هديّة، ثمّ انفجر في جيب قميصي..
في الأعراس، أجلس قريبًا من المطرب. في خيم العزاء، أنا من يقدّم القهوة المرّة، وفي المقاهي طاولتي دائمًا هي طاولة المقطوعين.. أنا عبّود السعيد، أداعب رقبة الحيوان الذي يسكن داخلي لكي ينمو مثل ذئب أعمى.
الكتاب الصادر عن «نوفل» هو الأول الذي يصدر بلغته الأصلية، العربية، لكاتب لقب في ألمانيا بـ«بوكوفسكي العرب».



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.