مملكة معين في يد الشرعية

مملكة معين في يد الشرعية
TT

مملكة معين في يد الشرعية

مملكة معين في يد الشرعية

مع تحرير الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بالتحالف العربي لمحافظة الجوف فإن الطوق العسكري بخاصرة صنعاء في طريقه للاكتمال، وهو الطوق الذي يفصلها عن معقل المتمردين الحوثيين في صعدة المحاذية للحدود السعودية الجنوبية.
تعد محافظة الجوف من أهم المناطق الاستراتيجية التي ترتبط بالعاصمة صنعاء من جهة الشمال الشرقي، وتضم 12 مديرية يتركز أغلبها في جنوب وغرب المحافظة، التي تبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 143 كلم.
تمتد مناطقها الشرقية والشمالية على طول الصحارى القاحلة المرتبطة بالحدود السعودية، فيما تتوزع مديراتها السكانية في الجهة الجنوبية الغربية، وهي 12 مديرية هي «خب والشعف، الحميدات، المطمه، الزاهر، الحزم، المتون، المصلوب، الغيل، الخلق، وبرط العنان، ورجوزه، خراب المراشى»، بحسب الدراسات العلمية، فهناك مؤشرات لوجود النفط والغاز، لكنها لم تنقب حتى الآن.
تعد الجوف موطن مملكة معين القديمة، ويشكل سكانها ما نسبته 2.3 في المائة من إجمالي سكان اليمن تقريبًا، تشكل الزراعة وتربية الحيوانات النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، ويمكن أن تكون المحافظة إقليما زراعيًا، تشكل المحاصيل الزراعية ما نسبته 28 في المائة من إجمالي الإنتاج الزراعي باليمن، من أهم محاصيلها الزراعية الحبوب والخضراوات والفواكه والأعلاف.
وتضاريس محافظة الجوف يغلب عليها الطابع السهلي، إذ تتداخل مع صحراء الربع الخالي، وتتميز بمناخ صحراوي. ومعالم السياحة في المحافظة متنوعة، ومن أهم المدن الأثرية مدينة قرناو، الخربة البيضاء والخربة السوداء وبراقش.
اشتعلت الحرب فيها عام 2014 بعد مهاجمة الحوثيين لها وسيطرتهم على بعض مديرياتها لكنهم عجزوا عن التقدم نحو عاصمة المحافظة الحزم، التي كان يسيطر عليها وحدات عسكرية نظامية ومقاتلون من أبناء قبيلة دهم.
استمر الوضع بين كر وفر طيلة أكثر من سنة من المعارك ليتمكن بعدها المتمردون الحوثيون وقوات صالح من الحرس الجمهوري من السيطرة على الحزم في يونيو (حزيران) الماضي، وانسحب الزعماء القبليون مع مسلحيهم من مديرياتها في الزاهر والحزم والغيل، على رأسهم الحسن ابكر وأمين العكيمي وصالح الروساء.
بعدها بشهرين أعلن الجيش الوطني والمقاومة وبزعم من التحالف إقامة ثلاثة معسكرات على تخوم المحافظة الشرقية المتاخمة لمحافظة مأرب، وحشد الجيش والمقاومة آلاف الجنود والمقاتلين لتحرير محافظة الجوف، والمعسكرات هي معسكر الرويك ويقع في شرق الجوف، والثاني لواء النصر بقيادة العميد أمين العكيمي، والثالث معسكر قيادة محور الجوف بقيادة العميد عادل القميري، وتضم فيها نخبة من القوات التي تم تدريبها من قبل قوات التحالف العربي في السعودية، إضافة إلى مقاتلين من القبائل المتمرسة والمنتمية إلى محافظة الجوف التي تناهض المتمردين.
تمكن الجيش والمقاومة الشعبية من تحرير مديرية الحزم عاصمة الجوف وثلاث مديريات بجوارها أمس الجمعة، وقتل خلال المعارك عشرات الحوثيين وجنود من قوات صالح من الحرس الجمهوري، كما خسرت المقاومة عددا من مقاتليها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».