هل إصابة هازارد وراء موسم تشيلسي المضطرب؟

منذ خروجه من المباراة الأولى والأزمات لاحقت مدربه مورينهو

الفريق الطبي يحاول علاج هازارد في المباراة التي فجرت المشكلات داخل تشيلسي (أ.ف.ب)، مورينهو يتفحص إصابة هازارد في مباراة ليستر الأخيرة (رويترز)
الفريق الطبي يحاول علاج هازارد في المباراة التي فجرت المشكلات داخل تشيلسي (أ.ف.ب)، مورينهو يتفحص إصابة هازارد في مباراة ليستر الأخيرة (رويترز)
TT

هل إصابة هازارد وراء موسم تشيلسي المضطرب؟

الفريق الطبي يحاول علاج هازارد في المباراة التي فجرت المشكلات داخل تشيلسي (أ.ف.ب)، مورينهو يتفحص إصابة هازارد في مباراة ليستر الأخيرة (رويترز)
الفريق الطبي يحاول علاج هازارد في المباراة التي فجرت المشكلات داخل تشيلسي (أ.ف.ب)، مورينهو يتفحص إصابة هازارد في مباراة ليستر الأخيرة (رويترز)

في المباراة الأولى لموسم الدوري الإنجليزي الممتاز، خرج إيدن هازارد، لاعب تشيلسي، مصابا خلال لقاء فريقه على أرضه أمام سوانزي سيتي، وذلك قرب نهاية الشوط الأول. ويبدو وكأن هذه اللحظة تحديدًا فتحت أبواب الجحيم أمام ناديه.
كان لاعب الجناح في تشيلسي تعرض لعرقلة عنيفة من جانب آشلي ويليامز تعرض بسببها قائد فريق سوانزي سيتي لإنذار. ومع ذلك بدا واضحًا أن جوزيه موينهو، مدرب تشيلسي، لم يكن راضيًا عن طلب لاعبه لطبيب والذي سرعان ما استدعاه الحكم مايكل أوليفر.
عن هذا الموقف، قال مورينهو: «كنت واثقًا من أن إيدن لا يعاني من إصابة خطيرة. لقد تعرض لضربة وكان منهكًا للغاية فحسب».
ولو أن هازارد تمكن من إكمال الـ90 ثانية الأخيرة ربما كان ذلك سيعفينا من كل ما تبع سقوطه هذا - تحديدًا ثورة الغضب العارمة التي صبها مورينهو على إيفا كارنيرو وجون فيرن، عضوَي الفريق الطبي بالنادي، والعاصفة التي تلت ذلك وانعكست على التوتر والقلق الذي أصاب المدرب، وتنامي حدة نبرة التصريحات على امتداد الموسم.
ورغم كل ذلك، كان هازارد بحاجة حقيقية إلى تلقي العلاج. وما تسبب في تفاقم غضب مورينهو اضطرار فريقه إلى اللعب بثمانية لاعبين بسبب تعرض حارسه تيبو كورتوا مبكرًا للطرد.
خلال لقائه أمام ليستر سيتي، الاثنين الماضي، عاد هازارد ومورينهو للواجهة من جديد. هذه المرة سقط هازارد بعد منتصف الشوط الأول بقليل بعد تداخل على الكرة مع جيمي فاردي، لاعب ليستر سيتي. وهذه المرة لم يتمكن من الاستمرار رغم محاولته لبعض الوقت القيام بذلك.
وفي هذه المرة، صب مورينهو إحباطه وغضبه مباشرة على هازارد، خصوصا أن تداخله مع فادري لم يبد شديد الخشونة. وبدت على وجه مهاجم ليستر سيتي علامات التعجب من سقوط هازارد، ودعاه بيديه مرتين للنهوض من فوق الأرض. كانت قدم فيردي قد تداخلت مع فخذ هازارد وسقط الأخير على فخذه.
وعندما بدا لمورينهو أن هازارد لن يتمكن من الاستمرار في اللعب، بدا عليه نفس رد فعل فيردي. من الواضح أن مورينهو في هذا اللقاء كان بحاجة إلى مقاتلين أشداء داخل الملعب، وبدا واضحًا من رد فعله على إصابة هازارد أنه لم يرَ أن اللاعب يعاني مشكلة خطيرة.
وبعد محادثة قصيرة بينهما عند خط التماس، عاد هازارد إلى الملعب. وبدت على المدرب أمارات الارتياح لعودته، إلا أنه في غضون دقائق سقط هازارد من جديد. ورأى الجميع الإشارات الرافضة التي قام بها هازارد تجاه مدربه قبل خروجه.
وهنا، انكشف أمام الجميع التوترات الكامنة بين الاثنين. وفي خضم المصاعب التي يواجهها مدرب تشيلسي لبث روح الإلهام والحماس في صفوف لاعبيه، فإن الفتور الذي طرأ على علاقته بهازارد يبقى إخفاقه الأكبر.
ولدى مقارنة أداء هازارد بما كان عليه الموسم الماضي عندما بدا قادرًا بمفرده على حسم نتائج مباريات، تتكشف واحدة من معالم حالة التداعي التي يعانيها تشيلسي. وتشير الأرقام إلى أن هازارد أنهى مايو (أيار) الماضي بـ19 هدفا، وحصوله على لقب أفضل لاعب في العام، بينما لم يسجل أية أهداف بعد هذا الموسم.
وبعد لقاء ليستر سيتي، قال مورينهو: «الأمر الوحيد الذي أعلمه بخصوص الإصابة أن الأمر استغرق 10 ثوانٍ فحسب كي يتخذ قرارًا من تلقاء نفسه. لذا، فإنها لا بد أن تكون إصابة خطيرة لأنه ترك الملعب واتخذ قرارًا بأنه في حالة لا تسمح له بالمضي في الملعب. وعليه، لا بد أن الأمر خطير».
وأضاف في إشارة إلى اللاعب: «كان رد فعله الأول: (لا أستطيع).
وكنت على وشك إجراء تغيير بالفعل، ثم جاء رد فعله الثاني: (أريد المحاولة). وعندما عاد إلى الملعب ومع أولى خطواته سارع إلى القول: (لا يمكنني القيام بذلك). وعليه، فإن الأمر كله كان عائدًا إليه. وفي غضون ثوانٍ قليلة، كانت لديه ثلاثة آراء مختلفة، لكن من الواضح أنه لم يكن قادرًا على اللعب».
جدير بالذكر أن مورينهو شكا مرارًا الموسم الماضي من تعرض هازارد للاستهداف من قبل لاعبي الخصوم بتداخلات خشنة، وأن الحكام لم يوفروا به له حماية كافية، إلا أنه لم يكرر هذه الشكوى الموسم الحالي.
والواضح أن مورينهو بذل كل ما بإمكانه لإعادة هازارد إلى سابق مستواه، بدءًا من الجزرة وصولاً إلى العصا، حيث سمح له بارتداء القميص رقم 10، الذي برع فيه عندما كان أصغر، لكن سرعان ما خلص مورينهو إلى أن اللاعب لم يقدم مجهودًا دفاعيًا كافيًا.
ورغم تحاشي مورينهو ذكر اسم اللاعب صراحة خلال إعلانه بعض انتقاداته بخصوص نقاط قصور الفريق، فإنه عندما أثار في أواخر سبتمبر (أيلول) علامات استفهام حول توجه بعض اللاعبين، بدا واضحًا أنه يشير إلى هازارد. وسرعان ما استبعده من لقاء تشيلسي في بورتو في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا. كما لمح في أعقاب مباراة أستون فيلا في 17 أكتوبر (تشرين الأول) إلى أن هازارد بحاجة لبذل مجهود أكبر.
ومع ذلك، كانت هناك لحظات أشاد فيها مورينهو بلاعبه منها في أعقاب التعادل أمام توتنهام هوتسبر في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما وصف أداءه بـ«الفريد».
وخلف كل ذلك انطباعًا بأن مورينهو عجز عن الوصول إلى مفتاح هازارد. وهنا، يبدو غضبه في أعقاب لقائه مع ليستر سيتي تعبيرًا عن السأم، خصوصا عندما تساءل حول ما إذا كانت عبقريته في التدريب هي العامل الحقيقي وراء أداء الفريق الرائع الموسم الماضي.
وقال: «ربما قمت بعمل استثنائي في براعته ونجحت في دفعهم لتقديم أداء يفوق مستوى أدائهم الحقيقي». لا شك أن هازارد سيسعد لدى سماعه ذلك.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».