الأردن يرحل 800 من الرعايا السودانيين المطالبين باللجوء إلى دولة ثالثة

المومني: جاءوا إلى الأردن للعلاج وطالبوا بمنحهم صفة لاجئ

الأردن يرحل 800 من الرعايا السودانيين المطالبين باللجوء إلى دولة ثالثة
TT

الأردن يرحل 800 من الرعايا السودانيين المطالبين باللجوء إلى دولة ثالثة

الأردن يرحل 800 من الرعايا السودانيين المطالبين باللجوء إلى دولة ثالثة

قررت السلطات الأردنية، أمس، إجلاء الرعايا السودانيين من أمام مفوضية اللاجئين غرب عمان، وترحيلهم إلى بلادهم، بعد اعتصام نفذوه أمام المفوضية لأكثر من شهر.
وقال وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن الرعايا السودانيين الموجودين في الأردن، لا تنطبق عليهم صفة اللجوء. وكشف عن تسفير 800 شخص يحمل الجنسية السودانية إلى بلادهم، أمس، مشيرا إلى أن القرار جاء بعد أن طالبوا بمنحهم صفة اللجوء إلى الأردن، وهو ما لا ينطبق عليهم، حيث إنهم جاءوا للعلاج، كما أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالعاصمة عمان، لم تعطهم صفة اللجوء.
من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم المفوضية لشؤون اللاجئين، محمد الحواري، إن عدد السودانيين الذين قدموا إلى الأردن بلغ 3500 لاجئ، معظمهم من إقليم دارفور، قدموا اما بصفة لاجئ أو بتأشيرة للعلاج.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» إن المفوضية تحرص على المساواة والعدل بين جميع الجاليات المطالبة باللجوء، ولا توجد أي تفرقة، حيث يحصل السودانيون على مساعدة نقدية تشمل 37 في المائة‏ من إجمالي عددهم، بشكل شهري بما يكفي حاجة الأسرة.
وقال الحواري: «إننا نحاول دائما إبراز ما يحتاجه اللاجئون هنا في الأردن للمجتمع الدولي، حتى نتمكن من تلبية جميع احتياجاتهم». وأشار إلى أن «ليس من حقهم التوطين في بلد آخر، نحن نحاول أن نقدم الحل الأمثل، وهو يشمل كل ما يمكن حفظ كرامة الإنسان، والمساعدات النقدية ليست مستحقات، إنما محاولة منا لتوفير ما نستطيع لهم، كما نحث دائما المجتمع الدولي على الالتفات لهؤلاء المستضعفين».
وأضاف الحواري: «نحن وفرنا لهم الحماية والأمان في الأردن، والأردن مشكورة على ذلك بتحملها أعباء صعبة في ظل الأزمات التي تمر بها المنطقة».
وأضاف: «من ضمن الحلول لقضية اللاجئين السودانيين العودة الطوعية إلى بلدهم، أو التوطين في بلد آخر، وهذه حلول ليست حقوقا»، مشيرا إلى أنه تم تقديم طلبات هؤلاء إلى الولايات المتحدة الأميركية، كونها الدولة الوحيدة التي تستقبل لاجئين سودانيين. وأن المئات من هؤلاء قاموا بالاعتصام أمام المفوضية في منطقة خلدا غرب عمان، حيث نصبوا الخيم التي لا تساعدهم على البقاء فيها بسبب برودة الطقس في منطقة تملكها أمانة عمان، مما خلق توترا بسبب أوضاعهم السيئة في الطقس البارد. وتابع: «إن السلطات الأمنية قامت بطريقة مهنية وسلمية، بإخلاء اللاجئين وترحيلهم بالحافلات إلى منطقة المطار، تمهيدا لتسفيرهم»، موضحا أن عدد المرحلين في الحافلات نحو 950 شخصا.
وكان المعتصمون وجهوا اتهامات إلى المفوضية بسبب ما عدوه إهمالاً من قبلها تجاههم، وتفضيلا لبعض اللاجئين على غيرهم، مشيرين إلى أنهم لم يحصلوا على أي نوع من أنواع الدعم أو المساعدة من المفوضية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».