خطف قطريين في العراق بسيارات مظللة.. والاتهام لـ «داعش»

الدوحة تتابع مع بغداد.. وأسباب العملية ما زالت مجهولة

خطف قطريين في العراق بسيارات مظللة.. والاتهام لـ «داعش»
TT

خطف قطريين في العراق بسيارات مظللة.. والاتهام لـ «داعش»

خطف قطريين في العراق بسيارات مظللة.. والاتهام لـ «داعش»

خيم أمس غموض على عملية خطف 17 قطريا داخل الأراضي العراقية وتحديدا في منقطة السماوة، وسط تضارب أنباء بين وزارة الداخلية العراقية وقائد شرطة المثنى، إذ أكدت وزارة الداخلية العراقية أن عملية الاختطاف تمت لعدم التزامهم بالتعليمات الصادرة، بينما أكد قائد شرطة المثنى أن عملية الاختطاف تمت بسيارات حكومية مظللة وأن عدد المخطوفين 17.
من جهته أجرى وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية أمس اتصالا هاتفيا مع نظيره العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري لمتابعة موضوع خطف عدد من الرعايا القطريين بالعراق.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان أنها تقوم بمتابعة موضوع خطف عدد من المواطنين القطريين الذين دخلوا جنوب العراق في رحلة صيد فور تلقيها نبأ خطفهم، وقالت إنها باشرت اتصالاتها مع الحكومة العراقية والجهات المختصة على أعلى المستويات الأمنية والسياسية في العراق للوقوف على تفاصيل حادثة خطف المواطنين القطريين والعمل على إطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن.
وأكدت أن المواطنين القطريين قد دخلوا الأراضي العراقية بتصريح رسمي من وزارة الداخلية العراقية وبالتنسيق مع السفارة العراقية في الدوحة، وذكرت أنه تم إيفاد مساعد وزير الخارجية القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد الله الرميحي وسفير دولة قطر في بغداد زايد بن سعيد الخيارين لمتابعة جميع الإجراءات المتبعة في هذا الشأن مع الحكومة العراقية عن كثب لتأمين سلامة المواطنين القطريين.
من جهته قال قائد شرطة المثنى العميد سعران الأعاجيبي خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر قيادة الشرطة مساء أمس الأربعاء: إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارات حكومية مظللة دخلوا إلى البادية الجنوبية في محافظة المثنى واختطفوا، فجر (أمس الأربعاء) 17 قطريا من أصل 26 شخصًا كانوا يمارسون الصيد في البادية واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وأضاف الأعاجيبي أنه تم تشكيل لجنة من كبار الضباط في الشرطة والجيش بمحافظة المثنى لإجراء تحقيق والوقوف على ملابسات الحادث، مشيرا إلى أن القيادة ستعلن (اليوم الخميس) أو غدا الجمعة المقبلة تفاصيل جديدة عن الحادثة.
وأكد الأعاجيبي أن الأجهزة الأمنية في المحافظة تجري تحقيقا الآن لمعرفة الجهات التي أرسلت السيارات المظللة لخطف الصيادين وكيف سمح بدخولها إلى المحافظة دون علم أي جهة رسمية، كاشفا عن تشكيل قوة ضاربة من الجيش والشرطة واجبها حماية بادية السماوة الجنوبية على خلفية حادثة اختطاف الصياديين القطريين.
إلى ذلك أكد لـ«الشرق الأوسط» فارس الزيادي، مدير مكتب محافظ المثنى، أن الحكومة المحلية في المحافظة أبلغت الجهات المعنية، في مقدمتها وزارة الداخلية، بعدم قدرة المحافظة على توفير الحماية للقطريين».
وأضاف الزيادي قائلاً: «القطريون يبلغ عددهم 27، جاءوا إلى بادية محافظة المثنى (السماوة) لصيد الصقور منذ أسبوع تقريبًا، ونصبوا مخيمهم على بعد 17 كيلومترًا من ناحية بصية التي تبعد مسافة 250 كيلومترًا عن مركز مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى باتجاه الحدود العراقية - السعودية»، مشيرًا إلى أن «مساحة بادية محافظة المثنى تبلغ 270 كيلومترًا مربعًا».
وبين الزيادي أن من رافق القطريين من الحماية هي الشرطة الاتحادية، وأن عملية الاختطاف تمت الساعة الثانية والنصف من صباح أمس، بواسطة 24 سيارة تويوتا بيك آب، حسب شهود عيان، مشددًا على أن كل الأدلة تشير إلى أن العملية من تدبير تنظيم داعش وليسوا قطاع طرق، كونهم لم يأخذوا معهم ممتلكات القطريين، ويقال إن هناك بقايا أوراق نقدية محترقة في المخيم.
إلى ذلك قال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم الإشارة إلى اسمه إن المحاولات جارية للبحث عنهم في بادية السماوة التي هي مترامية الأطراف وفيها جيوب ومنافذ الأمر الذي سهّل مهمة الخاطفين في وقت تلزم التعليمات الصادرة من الوزارة ممارسي الصيد في تلك المناطق سلوك طرق معينة وعدم التوغل في أماكن يصعب السيطرة عليها.
وأضاف المصدر أن «المعلومات متضاربة حتى الآن بشأن عملية الاختطاف فيما إذا كانت اختطافا سياسيا من قبل فصائل مسلحة أو من قبل عصابات مجرمة منظمة لأغراض الفدية المالية إذ إننا وبالتنسيق مع جهات كثيرة نعمل على إطلاق سراحهم في أقصر وقت ممكن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.