تتعرض هدنة وقف إطلاق النار لخروقات متواصلة من قبل الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح في عدد من المحافظات اليمنية، وردت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني في محافظة مأرب ومناطق أخرى على تلك الخروقات ومحاولة التقدم، بقوة، وفقا لمصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط»، حيث كانت مناطق الشرق والشمال الغربي والجنوب الغربي للبلاد، محور رئيسيا لتجاوزات الحوثيين خلال ما بعد إعلان هدنة وقف إطلاق النار، التي بدأ سريانها ظهر أول من أمس، بالتزامن مع انطلاق مشاورات الأطراف اليمنية المتنازعة برعاية الأمم المتحدة.
واقر الحوثيون، عبر وسائل إعلامهم المعتمدة والحكومية المغتصبة، بالقيام بسلسلة من العمليات العسكرية، واعتبروا تحليق طيران التحالف خرقا للهدنة، في حين لم يصدر عنهم أي تأكيد أو إعلان بالالتزام بوقف إطلاق النار، وفقا للقرار الذي اتخذه الرئيس عبد ربه منصور هادي بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع، بالتزامن مع انطلاق مشاورات جنيف.
وفي حين أكدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل المحافظات اليمنية التي تشهد قتالا، التزامها بالهدنة، فقد أكدت، أيضا، أنها سوف تتصدى لأي خروقات ومحاولات لتغيير الواقع على الأرض، استغلالا لهدنة وقف إطلاق النار.
وكانت مأرب واحدة من المناطق التي حاول الحوثيون تغيير المعادلة على الأرض فيها، فقد دارت مواجهات، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وصفت بأنها الأعنف منذ فترة، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، وشهدت جبهة مجزر – الجدعان أعنف المواجهات في حلحلان ومعسكر ماس.
وقال مصدر قيادي ميداني في المقاومة بمأرب لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المواجهات اندلعت عقب خرق الميليشيات وقف إطلاق النار، وإن الميليشيات كانت ترتب لعمل عسكري منذ الليلة السابقة ونهار دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك من خلال جلب تعزيزات بشرية وآليات عسكرية إلى مواقعها في المنطقة.
وأضاف المصدر أن «الميليشيات شرعت في العدوان والقصف على مواقع وتحصينات المقاومة والجيش الوطني بالـ(كاتيوشا) والأسلحة الثقيلة، وقامت بنصب منصات صواريخ، كشفتها المنظومة المضادة للصواريخ التابعة لقوات التحالف في مأرب، مما جعل قوات الشرعية والمقاومة تردان بالمثل»، مشيرا إلى أن تلك المواجهات «استخدم فيها معظم أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وامتدت من أطراف جبهة الجدعان شمال معسكر ماس مرورا بمثلث الخزان وشعاب حلحلان والعلق وعلى طول الحدود الإدارية لمديرية مدغل الجدعان مع مديرية صرواح جهم وصولا جبهة المخدرة على طول خط مواجهة ما بين 60 و70 كيلومترا».
وتكبدت الميليشيات الحوثية في هذه المواجهات خسائر مادية وبشرية كبيرة، ووفقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فقد بلغ عدد قتلى الميليشيات أكثر من 30 مسلحا، وأصيب العشرات، ووقع 29 مسلحا حوثيا في أيدي المقاومة الشعبية أسرى، إضافة إلى «استشهاد» ما لا يقل عن 7 من عناصر المقاومة والجيش الوطني، وأكدت المعلومات الأنباء التي تحدثت عن تعرض رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني، اللواء الركن عبد الرب الشدادي، لتفجير كاد يودي بحياته، حيث أشارت إلى أن العربة المدرعة التي كان يستقلها الشدادي تعرضت للغم، أودى بحياة اثنين من حراسة المسؤول العسكري البارز.
وأشار قيادي في مقاومة مأرب إلى أنه وبفعل خروقات وهجمات الميليشيات في جبهة مجزر – الجدعان، تحولت قوات الشرعية من الدفاع إلى الهجوم، حيث تقدمت نحو 7 كيلومترات من مواقعها السابقة وسيطرت على 3 مواقع مهمة فيما يعرف بمثلث الخزان في وادي حلحلان الموازي لمعسكر مدرسة الحرس الجمهوري في ماس، مشيرا إلى إحكام قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرتهما على جنوب حلحلان والجفرة، وصولا إلى جبهة صلب الواقعة جنوب غرب معسكر ماس الذي تحكم قوات الجيش والمقاومة الحصار عليه من جهات ثلاث (شرق وشمال وجنوب) ولم يبق مع القوات المتمردة إلا مدخل وحيد هو المدخل الغربي.
المقاومة والجيش يتصديان لخروقات ومحاولات تقدم الميليشيات في مأرب
عشرات القتلى والجرحى.. و29 أسيرًا من الميليشيات
المقاومة والجيش يتصديان لخروقات ومحاولات تقدم الميليشيات في مأرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة