المقاومة والجيش يتصديان لخروقات ومحاولات تقدم الميليشيات في مأرب

عشرات القتلى والجرحى.. و29 أسيرًا من الميليشيات

المقاومة والجيش يتصديان لخروقات ومحاولات تقدم الميليشيات في مأرب
TT

المقاومة والجيش يتصديان لخروقات ومحاولات تقدم الميليشيات في مأرب

المقاومة والجيش يتصديان لخروقات ومحاولات تقدم الميليشيات في مأرب

تتعرض هدنة وقف إطلاق النار لخروقات متواصلة من قبل الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح في عدد من المحافظات اليمنية، وردت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني في محافظة مأرب ومناطق أخرى على تلك الخروقات ومحاولة التقدم، بقوة، وفقا لمصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط»، حيث كانت مناطق الشرق والشمال الغربي والجنوب الغربي للبلاد، محور رئيسيا لتجاوزات الحوثيين خلال ما بعد إعلان هدنة وقف إطلاق النار، التي بدأ سريانها ظهر أول من أمس، بالتزامن مع انطلاق مشاورات الأطراف اليمنية المتنازعة برعاية الأمم المتحدة.
واقر الحوثيون، عبر وسائل إعلامهم المعتمدة والحكومية المغتصبة، بالقيام بسلسلة من العمليات العسكرية، واعتبروا تحليق طيران التحالف خرقا للهدنة، في حين لم يصدر عنهم أي تأكيد أو إعلان بالالتزام بوقف إطلاق النار، وفقا للقرار الذي اتخذه الرئيس عبد ربه منصور هادي بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع، بالتزامن مع انطلاق مشاورات جنيف.
وفي حين أكدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل المحافظات اليمنية التي تشهد قتالا، التزامها بالهدنة، فقد أكدت، أيضا، أنها سوف تتصدى لأي خروقات ومحاولات لتغيير الواقع على الأرض، استغلالا لهدنة وقف إطلاق النار.
وكانت مأرب واحدة من المناطق التي حاول الحوثيون تغيير المعادلة على الأرض فيها، فقد دارت مواجهات، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وصفت بأنها الأعنف منذ فترة، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، وشهدت جبهة مجزر – الجدعان أعنف المواجهات في حلحلان ومعسكر ماس.
وقال مصدر قيادي ميداني في المقاومة بمأرب لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المواجهات اندلعت عقب خرق الميليشيات وقف إطلاق النار، وإن الميليشيات كانت ترتب لعمل عسكري منذ الليلة السابقة ونهار دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك من خلال جلب تعزيزات بشرية وآليات عسكرية إلى مواقعها في المنطقة.
وأضاف المصدر أن «الميليشيات شرعت في العدوان والقصف على مواقع وتحصينات المقاومة والجيش الوطني بالـ(كاتيوشا) والأسلحة الثقيلة، وقامت بنصب منصات صواريخ، كشفتها المنظومة المضادة للصواريخ التابعة لقوات التحالف في مأرب، مما جعل قوات الشرعية والمقاومة تردان بالمثل»، مشيرا إلى أن تلك المواجهات «استخدم فيها معظم أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وامتدت من أطراف جبهة الجدعان شمال معسكر ماس مرورا بمثلث الخزان وشعاب حلحلان والعلق وعلى طول الحدود الإدارية لمديرية مدغل الجدعان مع مديرية صرواح جهم وصولا جبهة المخدرة على طول خط مواجهة ما بين 60 و70 كيلومترا».
وتكبدت الميليشيات الحوثية في هذه المواجهات خسائر مادية وبشرية كبيرة، ووفقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فقد بلغ عدد قتلى الميليشيات أكثر من 30 مسلحا، وأصيب العشرات، ووقع 29 مسلحا حوثيا في أيدي المقاومة الشعبية أسرى، إضافة إلى «استشهاد» ما لا يقل عن 7 من عناصر المقاومة والجيش الوطني، وأكدت المعلومات الأنباء التي تحدثت عن تعرض رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني، اللواء الركن عبد الرب الشدادي، لتفجير كاد يودي بحياته، حيث أشارت إلى أن العربة المدرعة التي كان يستقلها الشدادي تعرضت للغم، أودى بحياة اثنين من حراسة المسؤول العسكري البارز.
وأشار قيادي في مقاومة مأرب إلى أنه وبفعل خروقات وهجمات الميليشيات في جبهة مجزر – الجدعان، تحولت قوات الشرعية من الدفاع إلى الهجوم، حيث تقدمت نحو 7 كيلومترات من مواقعها السابقة وسيطرت على 3 مواقع مهمة فيما يعرف بمثلث الخزان في وادي حلحلان الموازي لمعسكر مدرسة الحرس الجمهوري في ماس، مشيرا إلى إحكام قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرتهما على جنوب حلحلان والجفرة، وصولا إلى جبهة صلب الواقعة جنوب غرب معسكر ماس الذي تحكم قوات الجيش والمقاومة الحصار عليه من جهات ثلاث (شرق وشمال وجنوب) ولم يبق مع القوات المتمردة إلا مدخل وحيد هو المدخل الغربي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.