كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المشاورات التي تجري بعيدا عن أعين وسائل الإعلام في منطقة جبلية في جنيف إلى اتفاق من شأنه «تعزيز الثقة بين الطرفين»، وذلك عبر الاتفاق على 4 بنود، أبرزها وقف إطلاق النار الذي تم خرقه أمس.
وأفصح لـ«الشرق الأوسط» السفير والمندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة سابقا الدكتور إبراهيم العدوني أن أجندة الاجتماع التي تم التحضير لها منذ شهر ونصف الشهر من قبل الأمم المتحدة ممثلة في المبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ نصت على الدخول في المفاوضات فيما يخص وقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء وفقا للقرار 2216 من سجون ميليشيات الحوثي وصالح.
وزاد أن الجلسات تطرقت لتعزيز مبدأ الثقة بين الطرفين من خلال الإفراج عن السجناء كحسن نية للولوج في القضايا الأخرى.
وجاء في الجلسات ضرورة رفع الحصار عن المدن اليمنية، بالذات محافظة تعز ومنع الكارثة الإنسانية والسماح بدخول المواد الغذائية والمساعدات الطبية للمحافظة، وهو من مبدأ تعزيز الثقة، كذلك انسحاب الفصائل العسكرية لصالح لتخفيف الحصار عليها، ولكنها لم تتم حتى الآن.
لكن المعلومات الميدانية الواردة من اليمن، أكدت أنه «بعد مرور أول ساعة من قرار وقف إطلاق النار حدثت خروقات وانتهاكات كثيرة من قبل الحوثيين، وما حدث خيب الآمال وعكس عدم وجود مصداقية للولوج في هذه المسألة».
وبشأن إعادة إعمار اليمن، قال العدوني إن هذه النقطة لم تكن ضمن المناقشات ولم يتم التطرق إليها كونها سابقة لأوانها، مشيرًا إلى أن التقدم في مسار المطالبات الرئيسية كوقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء وتخفيف الحصار عن تعز، إضافة إلى إيجاد قناة لدخول المساعدات الطبية والمواد الغذائية، وتنفيذها سيؤدي للحديث عن الأمور الأخرى والتي منها كيفية إعمار اليمن.
ورأى أن مناقشة إعادة الإعمار هو هدف المتفاوضين ولكنه سابق لأوانه، وأن الحديث عن كيفيته وآلياته يحتاج إلى دراسة ونقاش معمق من كثير من الأطراف اليمنية التي يجب عليها أن تشارك في إعمار اليمن.
وأكد أن الحكومة الشرعية اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي حصلت على الثقة من قبل مجلس النواب في عام 2014 والطاقم الحكومي يعمل في كل الاتجاهات، نافيًا وجود أي حوار ضمن الجلسات عن تشكيل حكومة مؤقتة.
وذهب إلى وجود حالة من التفاؤل العالي أثناء وبعد جولات المشاورات في اليوم الأول، تخللها الكثير من الإيجابية والنيات الحسنة من قبل وفد الحكومة الشرعية اليمنية لإنهاء المعاناة الإنسانية ووقف الحرب وتطبيق قرار مجلس الأمن الذي وصفه بـ«الأساسي»، إلا أن هذا التفاؤل خفت حدته بعد الخروقات التي تمت من قبل الحوثي وعدم التزامه بوقف إطلاق النار.
وبين العدوني أن المبرر الذي تحجج به الوفد الحوثي في عدم التزامه بوقف إطلاق النار بعدم وجود وقت كافٍ للتنسيق مع القيادات الميدانية للاجتماع بهم فيما يخص تطبيق وقف إطلاق النار، وطالبوا بالسماح للوفد بالعودة للقيادات كي يتم التنسيق لمسألة وقف إطلاق النار. وتمنى أن تجتمع كل الفصائل اليمنية إلى صوت العقل وتطبيق قرار مجلس الأمن، مشددًا على من يدعي التدين ويطالب بالجهاد أن يراعي الوضع الإنساني في اليمن، وأن يحقن الدماء التي تسفك يوميا، والتي لا يوجد لتبريرها أي نص في الدين الإسلامي ولا في أي دين سماوي آخر.
مشاورات جنيف تركز على تعزيز الثقة عبر الاتفاق على 4 محاور.. أهمها وقف إطلاق النار

مشاورات جنيف تركز على تعزيز الثقة عبر الاتفاق على 4 محاور.. أهمها وقف إطلاق النار

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة